• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

تأملات على أعتاب مناجاة الخائفين

فاطمة الركابي / الخميس 13 شباط 2020 / اسلاميات / 2960
شارك الموضوع :

الإمام (عليه السلام) وضع علامات تحقق حالة التوازن بين وجود حالة الخوف في النفس وتحقق الأمان فيها

في مناجاة الخائفين الامام السجاد (عليه السلام) يوجه بوصلة خوفنا إلى ما يجعله خوفا ممدوحا، وذو آثار إيجابية في حياتنا على المستوى الدنيوي المادي والمعنوي، وبالتالي البلوغ الآمن على المستوى الأخروي الذي هو أقصى غايات عباد الله الذين يعيشون لرؤية حقائق إيمانهم وتقواهم في الحياة الأخرى.

فما دام الانسان في هذه الحياة الدنيا هو في خطر ولابد أن يعيش الخوف من أن يفقد استقامته، أو أن ينحرف في مسيره؛ إذ إن إستشعاره لهذا الخطر هو في ذات الوقت هو الأمان الحقيقي له ليثبت (فمن لا يخاف هو على خطر في حقيقة الأمر).

ففي بداية المناجاة يُبين لنا الامام (عليه السلام) المنجيات من الوقوع بالخيبة الحقيقية بقوله:(حَاشَا لِوَجْهِكَ الكَرِيمِ أَنْ تُخَيِّبَنِي!) وذلك على المستوى الفكري/ الإعتقادي وهي:

كما في هذه الفقرة بقوله: "إِلهِي أَتُراكَ بَعْدَ الإِيمانِ بِكَ تُعَذِّبُنِي"، فالخوف من الوقوع بالعذاب الإلهي يزيله تحقيق الإيمان بالله تعالى.

ثم يقول: "أَمْ بَعْدَ حُبِّي إِيَّاكَ تُبْعِّدُنِي"، هنا الخوف من البُعد والسعي لبلوغ القرب الذي به يتحقق الأمان يُحققه الحب ومقدار تعميقه في القلب وترك التعلق بغير الله تعالى.

وبعد ذلك يذكر المنجية الثالثة بقوله: "أَمْ مَعَ رَجائِي لِرَحْمَتِكَ وَصَفْحِكَ تَحْرِمُنِي" فالخوف من عدم الشمول برحمة الله بتحقيق الرجاء وحسن الظن بالله تعالى وبإدراك سعة عفوه ليس على مستوى إسقاط الذنوب بل الصفح أي إزالته من صحيفة أعماله، يوجب حالة الأمن النفسي ليبدأ من جديد.

ثم يشير بقوله: (لَيْتَنِي عَلِمْتُ أَمِنْ أَهْلِ السَّعَادَةِ جَعَلْتَنِي، وَبِقُرْبِكَ وَجِوَارِكَ خَصَصْتَنِي، فَتَقِرَّ بِذلِكَ عَيْنِي وَتَطْمَئِنَّ لَهُ نَفْسِي)، فهذا الهاجس والهم إذا ما عاشه الانسان وتحول إلى تساؤل دائم يجعل الخوف بمثابة الحصن الذي به يبلغ السعادة، والحافظ  له للوقوف عند حدود العبودية، والمحقق في نفسه الطاعة والامتثال لأوامر ونواهي معبوده، وبالتالي يجعله من أهل العمل حتى يحقق مبتغاه وهو الرجوع لله بنفس مطمئنة، فيرى ثمار أعماله فتقر بذلك عينه.

لذا الامام (عليه السلام) بَين السُبل الموجبات لبلوغ الأمن على مستوى الأفعال (العملي/ السلوكي) مع الله تعالى وذلك:

عَبر السجود، كما في قوله: "إِلهِي هَلْ تُسَوِّدُ وَجُوهاً خَرَّتْ سَاجِدَةً لِعَظَمَتِكَ" فالخوف من أن يسود وجه العبد فلا يكون مقبول عند مولاه ينتفي  بالسجود أي بتحقيق الخضوع والتواضع لله تعالى، ليكون من أهل الأمن كما في قوله تعالى: {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ مُّسْفِرَةٌ}(عبس:38).

والثناء على هذا الرب الكريم باللسان كما في قوله: "أَوْ تُخْرِسُ أَلْسِنَةً نَطَقَتْ بِالثَّناءِ عَلَى مَجْدِكَ وَجَلالَتِكَ" موجبة للسماح للعبد بمناجاته؛ والسماح له بذلك  يوجب بدءًا تذوق حلاوة طعم الحديث مع الله، وموجب لتحقيق الأمان في النفس.

والقلب المنطوي بمحبة الله تعالى كما في قوله: "أَوْ تَطْبَعُ عَلَى قُلُوبٍ انْطَوَتْ عَلَى مَحَبَّتِكَ"، فالتعلق به سبحانه موجب لإنفتاح القلب وإستقباله لفيض الله تعالى وإستقرار انوره ورحمته فيه، وهل لقلب كهذا أن يدخله الخوف (أي خوف الوقوع في الظلمات؟!).

والإذن الواعية المصغية لكلام الله تعالى وكل ما فيه ذكره وتذكره هي موجبة للعيش بأمان في الدنيا، والآخرة بما يوافق ارادة الرب، كما في قوله: "أَوْ تُصِمُّ أَسْماعاً تَلَذَّذَتْ بِسَمَاعِ ذِكْرِكَ فِي إِرادَتِك".

وبسط الكف لله تعالى بالتوجه اليه والطلب منه، كما في قوله: "أَوْ تَغُلُّ أَكُفّاً رَفَعَتْها الآمالُ إِلَيْكَ رَجاءَ رَأْفَتِكَ" لأنه منتهى الآمال وموطن العطاء، وهذا يوجب عدم الخوف من أن تغل أيد الأنسان، كما يحصل مع المجرمين كما في قوله تعالى: {وَتَرَى الْمُجْرِمِينَ يَوْمَئِذٍ مُّقَرَّنِينَ فِي الأَصْفَادِ} (إبراهيم: 49).

وتسخير البدن كما في قوله: "أَوْ تُعاقِبُ أَبْدَاناً عَمِلَتْ بِطاعَتِكَ حَتَّى نَحِلَتْ فِي مُجاهَدَتِكَ"، وببذل ما فيه من عافية وطاقة في سبيل طاعة الله وخدمة عباده موجب للأمن من عقاب الله تعالى.

والسعي على مستوى المسارعة في أداء العبادات موجبة للأمن من العذاب الالهي، كما في قوله: "أَوْ تُعَذِّبُ أَرْجُلاً سَعَتْ فِي عِبادَتِكَ؟".

بالنتيجة الإمام (عليه السلام) وضع علامات تحقق حالة التوازن بين وجود حالة الخوف في النفس وتحقق الأمان فيها ولها عَبر الأفعال القلبية والبدنية في عالم الدنيا لتتحقق رؤاها في الدنيا ورؤية ثمارها التامة المنجية في الأخرة، وبها صرف للنفس عن مواطن الخوف الوهمية التي يعيشها أهل الدنيا.

 

الانسان
اهل البيت
القيم
الحياة
الايمان
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    العلاج الطبيعي للأطفال

    الترند الجديد "لابوبو".. صدفة أم واحدة من أنجح حملات التسويق في 2025؟

    دراسة جديدة تكشف فوائد مذهلة للبطيخ الأحمر

    حين يُصافح الحقُّ يدَ الظلم: مداهنة لا تُغتفر

    مقومات التزكية عند الإمام الباقر

    الإمام محمد الباقر: منارة العلم التي أطفأها الظلم

    آخر القراءات

    اليوم الدولي للقضاء على الفقر: “لو تمثل لي الفقر رجلا لقتلته”

    النشر : الأحد 17 تشرين الاول 2021
    اخر قراءة : منذ 5 ثواني

    ليست فقط للزينة.. فوائد استخدام الزهور في منزلك

    النشر : الخميس 31 آذار 2022
    اخر قراءة : منذ 7 ثواني

    موكب السقاية.. نسائم عاشورائية يعيد أمجادها الموالون

    النشر : الخميس 11 آب 2022
    اخر قراءة : منذ 9 ثواني

    صناعة المحتوى النسوي.. حوار مع سهى الطائي

    النشر : الأحد 29 آيار 2022
    اخر قراءة : منذ 13 ثانية

    السيدة زينب ومفهوم الاحتساب

    النشر : الأربعاء 07 تشرين الاول 2020
    اخر قراءة : منذ 24 ثانية

    وسائل التواصل الاجتماعي سبب للتشتت

    النشر : الثلاثاء 07 آيار 2024
    اخر قراءة : منذ 39 ثانية

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    هاجر حسين كقارئة: طموحات مستقبلية ورسالة ملهمة

    • 3111 مشاهدات

    الإمام محمد الباقر: منارة العلم التي أطفأها الظلم

    • 551 مشاهدات

    حين يُصافح الحقُّ يدَ الظلم: مداهنة لا تُغتفر

    • 550 مشاهدات

    الترند الجديد "لابوبو".. صدفة أم واحدة من أنجح حملات التسويق في 2025؟

    • 479 مشاهدات

    حب الصيف واجب وطني وإيماني

    • 432 مشاهدات

    الشهيد الرضا الشيرازي.. تجلّيات فكر وسنويّة رحيل

    • 386 مشاهدات

    قارئة تُشعل شمعة الأمل في ظلام الجهل .. حوار مع القارئة مريم العيساوي

    • 3856 مشاهدات

    هاجر حسين كقارئة: طموحات مستقبلية ورسالة ملهمة

    • 3111 مشاهدات

    حوار مع حسين المعموري: "التعايش السلمي رسالة شبابية.. والخطابة سلاحنا لبناء مجتمع واع"

    • 982 مشاهدات

    شهيد العلم والمظلومية.. دروسٌ من سيرة الإمام الجواد للشباب المسلم

    • 908 مشاهدات

    عقد مقدّس تحت سماء مكة

    • 578 مشاهدات

    كيف أصبح "شات جي بي تي" مرجعاً لحياتنا؟

    • 566 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    العلاج الطبيعي للأطفال
    • الخميس 05 حزيران 2025
    الترند الجديد "لابوبو".. صدفة أم واحدة من أنجح حملات التسويق في 2025؟
    • الخميس 05 حزيران 2025
    دراسة جديدة تكشف فوائد مذهلة للبطيخ الأحمر
    • الخميس 05 حزيران 2025
    حين يُصافح الحقُّ يدَ الظلم: مداهنة لا تُغتفر
    • الأربعاء 04 حزيران 2025

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة