عند ذكر اسمها تتحير العقول، كيف تدرك منزلتها وتستلهم الخيرات من عالم قداستها، تستغرب العظمة أمام شموخها والإنسانية تموت خجلاً أمام إيثارها.
ياترى ماهي عظمة قدرها لتصبح زينة أشجع الرجال وأفضلهم منزلة بعد رسول الله صلى الله عليه وآله؟
من قلع باب خيبر ومن قال عنه رسول الله صلى الله عليه وآله: ضربة علي يوم الخندق أفضل من عبادة الثقلين و... الأحاديث كثيرة في باب فضائله وعلو شأنه، ولكن ازداد فخراً بميلاد هذه الجليلة التي سماها رب العزة والجبروت "زينب".
لم تكن زين أبيها فقط بل إنها زين الهاشميين وفخر الإنسانية في التاريخ بعد واقعة الطف.
من فدت بنفسها لتنقذ الامام زين العابدين من تلك الواقعة المؤلمة بعد استشهاد أبيه وتحملت الأسى والضرب لأجل الحفاظ على سلالة الرسالة من ضحت بنفسها لأجل إبقاء الحق وايصال الرسالة المحمدية الى العالم أجمع فكيف لا تفعل ذلك وهي نشأت في بيت نموذجي وتربت على أيد أطهر خلق الله.
إن من أهم العوامل في تنشأة الأطفال الطمأنينة والسعادة في الأسرة فالأسرة السعيدة تنشئ أطفالا سعداء وبالعكس.
فكيفما تكون الأسرة تنشيء أطفالا وفق تلك المعايير الموجودة في بنيانها، بالتأكيد أفضل بيت يستطيع أن يقدم الخير هو بيت العلوي الفاطمي الذي زينه رسول الله صلى الله عليه وآله بوجوده ومروره على الدوام فقد نشأت هذه الجليلة في ظلّ توجيهات ربانية و كانت حياتها محاطة بالنزاهة وبكل مايساعدها نحو السمو في أعلى درجات الأخلاق والفضائل فقد امتازت بنصيب وافر من الوعي والنضج، إنها امتازت بتربية فريدة نموذجية وأصبحت ما أصحبت لتبهر العقول أمام قدراتها.
عظمة قدرها
في عظمة قدرها يكفي أن يذكر إسمها مع إسم سيد الشهداء عليه السلام فكلما يذكر إسم الحسين عليه السلام يذكر اسم السيدة زينب سلام الله عليها فهما لن يفترقا حتى بعد استشهادهما.
ومن علو شأنها يكفي قول الإمام السجاد في حقها حيث قال: أنت بحمد الله عالمة غير معلمة وفاهمة غير مفهمة.
عظمة كلامها
إنها كسرت حواجز الصمت في وجه الطغاة وزلزلت تلك الإمبراطورية العظيمة بصدى كلماتها، هزت أركان عروشهم وبينت شعارات نهضة سيد الشهداء وأهداف حركته للأجيال وشحذت في النفوس العزم على الثورة ضد الظلم والجبابرة ورفض الطغيان والعدوان.
إنها بينت للبشرية إن الظلم لابد أن يزول والحق لابد أن يقال والطاغي لابد وأن يركع عاجلاً أم آجلاً أمام الحق ويدفع الثمن.
إنها إمرأة لا تقاس بأحد، إنها تعلمنا كي لا نهاب الظلم و لا نركع أمام الظلمة، زينب سلام الله عليها ليست تلك المرأة التي نبكي لأجلها فقط بل إنها أكبر بكثير إنها تعلمنا الشجاعة لذلك نردد قولها كما وقفت بشموخ أمام طاغية زمانها ونقول بكل عزم لأولئك الذين يقتلون أبنائنا ويغصبون حقوقنا:
فكدوا كيدكم واسعوا سعيكم وناصبوا جهدكم، فو الله لا تمحو ذكرنا، ولا تميت وحينا، ولا ترحض عنكم عارها، وهل رأيكم إلا فند وايامكم إلا عدد، وجمعكم إلا بدد، يوم ينادي المنادي ألا لعنة الله على الظالمين".
اضافةتعليق
التعليقات