• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

أنين الجماد

عفراء فيصل / الأثنين 01 نيسان 2019 / اسلاميات / 3145
شارك الموضوع :

جماد أنا صُنع بلا قدرة ولا قوة، ليتني بقيت نكرة على أن أكون معروفا بصلابتي وقوتي على جسد السيد الطاهر قضت الأقدار على أن أكون بيد أشرار خلق ا

جماد أنا صُنع بلا قدرة ولا قوة، ليتني بقيت نكرة على أن أكون معروفا بصلابتي وقوتي على جسد السيد الطاهر.

قضت الأقدار على أن أكون بيد أشرار خلق الله ليقع اختيارهم علي في تقييد عدو للدولة كما سمعت، ولكن هالة النور التي تشع من وجهه اخبرتني أنه سيد السلام ابن سيد البشر، اخبرتني بأنه يحارب دولة الشر بقلب متصل بالسماء يرتعب منه شياطين الأنس، هذا يعني أنني أنا سيء الحظ الذي سيؤلم جسداً اُبلي في طاعة الخالق العظيم.

انا قيد التف بحزن على جسد سمي الكليم موسى ابن جعفر، ذلك الذي تعجبت السماوات من صبره وكظمه للغيظ.

محاكاة التألم يؤذي فكيف لو كنت سبب الوجع، ليت انينه كسرني، فتتني، محاني، قلب كقلبه مهبط للأملاك كان قادرا على أن يتمتم بكلمات تأخذ بي إلى العدم لكنه صابر، حاولت كسر ذاتي ولكن ليست لي تلك القدرة، ليتني كنت استطيع مخالفة قوانين الطبيعة ليقل وزني، أرهقني حاله وأنا الذي ارهقته ألماً، كأن دماءه تُزيدني قوة، تعساً لذلك اليوم الذي صُنعت به.

أعاتب الطبيعة لأنها لا تتعاون معي، لم لا أصدأ في مثل هذه الرطوبة، لعلني أكسر إذا صدأت فيقل الثقل فقد رُضت ساقه المباركة من ثقلي.

سمعت صوت الحيطان وهي تشارك راهب آل محمد البكاء وهو رافع يديه (برغم ثقل الحديد) إلى الباري خاضع  يدعو: (أسألك يا ذا القدرة والعلاء، والعز والثناء، أن تصلّي على محمّد وآله أولي النهى، والمحل الأوفى، والمقام الأعلى، وأن تعجّل ما قد تأجّل)، عاتبتني دمعة سقطت من عينه علي وقالت: ويحكَ لِم لا تنكسر خجلاً!.

سمعت أن البشر إذا أرادوا وصف شيء بالصلابة قالوا (كالحديد) في هذه الطامورة اختلف الأمر، فكل الحديد يأنّ لحال هذا الجبل المُقيد، رأيت ما هو أصلب من الحديد، هو قلب ذلك السجان الذي لم يرق يوماً لحال سجينه الملكوتي.

حاولت ان ابكي بصوت أعلى عند دخوله لعله يسمع فتبيد قواه التي يصبها كلها على جسد المولى النحيف الساجد، وكأنني اتناسى أن بكاءي بلا صوت.

جاءه ذلك الحزين يشكو طول الانتظار، شكى له حال قلوب محبيه شوقاً اليه، طمئنه وقال له: ان الفرج قريب يا ابن سويد.

ابتسمت فرحاً فالحبل المتصل بين الارض والسماء لا يتكلم عبثاً، ستخف آلامه سينجو من بطش هارون، في الوقت ذاته تألمت فراقه يعز علي فقد أدمنت مناجاته.

فجأة دخل الحاجب بيده شيء من الرطب، صرخت القضبان، اسودت الجدران كل الكون ينادي السم، إنه السم سيدي، تناقضت مع ذاتي حين أردتُ ان أكون ثقيلاً جداً حتى لايستطيع سيدي رفع يده ليتناول ذلك الرطب المسموم، لا يخفى مثل هذا الأمر عليه وهو الحجة على الأرض ولكني أخشى رحيله، انقضى الأمر فجسده يرتجف والسم يمزق احشاءه، عرق جبينه توقفت نبضاته رحل إلى جوار ربه وأنا مازلت أعانق جسده، رُمي غريباً على الجسر، صرخت عالياً:

(هلموا إلى إمامكم) ولم يسمعني أحد، أكدتُ كلام الطبيب بأنه قد سُقي السم وهو الآخر لم يسمعني، بكيت كثيراً عندما رأيت هالة النور مرة أخرى على وجه ابن موسى، ليت مولاي الرضا سحقني برجله فأنا استحق ذلك، نحبت واعتذرت ولكن لن يفي ذلك فجرمي كبير.

لم اجد وسيلة للتكفير عن سوء عملي إلا الحضور في كل مجلس يُقام بذكرى شهادته لعلني أُلعن من كل محبيه عندما تُذكر المصيبة.

أنا القيود التي ستبقى شاهداً على ماجرى من ظلم على موسى الكاظم. لعل الله ينطقني يوم الحساب لأبكي بصوت عالٍ وأشهد على ظلم هارون وأعوانه.

الامام الكاظم
الظلم
الحزن
قصة
الايمان
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    قارئة تُشعل شمعة الأمل في ظلام الجهل .. حوار مع القارئة مريم العيساوي

    البهجة؟ لا تبحث عنها… إنها تحت الوسادة

    الرجل "الألفا" يشعر بالوحدة والعزلة.. فهل من نموذج جديد لمعنى الرجولة؟

    مودّة "ذوي القربى" جنّاتٌ خالدة

    رجاء صادق

    لماذا لا نسقط من السرير أثناء النوم ليلا؟

    آخر القراءات

    من هو أول ناعٍ وقارئ مرثية للإمام الحسين؟

    النشر : الأربعاء 23 آب 2023
    اخر قراءة : منذ ثانية

    قبس من وحي الواقع

    النشر : الأربعاء 21 شباط 2018
    اخر قراءة : منذ 5 ثواني

    جمعية المودة والإزدهار تقيم ورشة بعنوان: رحلة عوالم .. محطة البحث عن الجوهر

    النشر : السبت 24 حزيران 2023
    اخر قراءة : منذ 9 ثواني

    الثقة بالنفس.. صفة شخصية أم مهارة؟

    النشر : الأثنين 13 آب 2018
    اخر قراءة : منذ 10 ثواني

    قراءة في كتاب: علي في بيتنا

    النشر : الأثنين 29 حزيران 2020
    اخر قراءة : منذ 12 ثانية

    أطعمة ومشروبات ينصح بتناولها في فصل الشتاء

    النشر : الخميس 16 كانون الأول 2021
    اخر قراءة : منذ 12 ثانية

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    قارئة تُشعل شمعة الأمل في ظلام الجهل .. حوار مع القارئة مريم العيساوي

    • 3315 مشاهدات

    كيف أصبح "شات جي بي تي" مرجعاً لحياتنا؟

    • 426 مشاهدات

    الهندسة الخفية لتعفين العقل

    • 344 مشاهدات

    السم الأبيض؟ أسباب تجعل السكر خطرا على صحتك

    • 343 مشاهدات

    أهمية متسلسلة "فوريير" في التكنولوجيا

    • 341 مشاهدات

    صخب المبالغة: مأساةٌ وجودية!

    • 306 مشاهدات

    قارئة تُشعل شمعة الأمل في ظلام الجهل .. حوار مع القارئة مريم العيساوي

    • 3315 مشاهدات

    مهرجان الزهور في كربلاء.. إرثٌ يُزهِر وفرحٌ يعانق السماء

    • 2322 مشاهدات

    يوم الكتاب العالمي: إشعال شموس المعرفة بين الأجيال وبناء جسور الحضارات

    • 1341 مشاهدات

    من كربلاء إلى النجوم... طفل السبع سنوات يخطف المركز الأول مناصفة في الحساب الذهني ببراءة عبقرية

    • 1319 مشاهدات

    جعفر الصادق: استشهاد نور العلم في وجه الظلام

    • 1191 مشاهدات

    حوار مع حسين المعموري: "التعايش السلمي رسالة شبابية.. والخطابة سلاحنا لبناء مجتمع واع"

    • 853 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    قارئة تُشعل شمعة الأمل في ظلام الجهل .. حوار مع القارئة مريم العيساوي
    • منذ 21 ساعة
    البهجة؟ لا تبحث عنها… إنها تحت الوسادة
    • منذ 21 ساعة
    الرجل "الألفا" يشعر بالوحدة والعزلة.. فهل من نموذج جديد لمعنى الرجولة؟
    • منذ 21 ساعة
    مودّة "ذوي القربى" جنّاتٌ خالدة
    • السبت 17 آيار 2025

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة