• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

أنين الجماد

عفراء فيصل / الأثنين 01 نيسان 2019 / اسلاميات / 3258
شارك الموضوع :

جماد أنا صُنع بلا قدرة ولا قوة، ليتني بقيت نكرة على أن أكون معروفا بصلابتي وقوتي على جسد السيد الطاهر قضت الأقدار على أن أكون بيد أشرار خلق ا

جماد أنا صُنع بلا قدرة ولا قوة، ليتني بقيت نكرة على أن أكون معروفا بصلابتي وقوتي على جسد السيد الطاهر.

قضت الأقدار على أن أكون بيد أشرار خلق الله ليقع اختيارهم علي في تقييد عدو للدولة كما سمعت، ولكن هالة النور التي تشع من وجهه اخبرتني أنه سيد السلام ابن سيد البشر، اخبرتني بأنه يحارب دولة الشر بقلب متصل بالسماء يرتعب منه شياطين الأنس، هذا يعني أنني أنا سيء الحظ الذي سيؤلم جسداً اُبلي في طاعة الخالق العظيم.

انا قيد التف بحزن على جسد سمي الكليم موسى ابن جعفر، ذلك الذي تعجبت السماوات من صبره وكظمه للغيظ.

محاكاة التألم يؤذي فكيف لو كنت سبب الوجع، ليت انينه كسرني، فتتني، محاني، قلب كقلبه مهبط للأملاك كان قادرا على أن يتمتم بكلمات تأخذ بي إلى العدم لكنه صابر، حاولت كسر ذاتي ولكن ليست لي تلك القدرة، ليتني كنت استطيع مخالفة قوانين الطبيعة ليقل وزني، أرهقني حاله وأنا الذي ارهقته ألماً، كأن دماءه تُزيدني قوة، تعساً لذلك اليوم الذي صُنعت به.

أعاتب الطبيعة لأنها لا تتعاون معي، لم لا أصدأ في مثل هذه الرطوبة، لعلني أكسر إذا صدأت فيقل الثقل فقد رُضت ساقه المباركة من ثقلي.

سمعت صوت الحيطان وهي تشارك راهب آل محمد البكاء وهو رافع يديه (برغم ثقل الحديد) إلى الباري خاضع  يدعو: (أسألك يا ذا القدرة والعلاء، والعز والثناء، أن تصلّي على محمّد وآله أولي النهى، والمحل الأوفى، والمقام الأعلى، وأن تعجّل ما قد تأجّل)، عاتبتني دمعة سقطت من عينه علي وقالت: ويحكَ لِم لا تنكسر خجلاً!.

سمعت أن البشر إذا أرادوا وصف شيء بالصلابة قالوا (كالحديد) في هذه الطامورة اختلف الأمر، فكل الحديد يأنّ لحال هذا الجبل المُقيد، رأيت ما هو أصلب من الحديد، هو قلب ذلك السجان الذي لم يرق يوماً لحال سجينه الملكوتي.

حاولت ان ابكي بصوت أعلى عند دخوله لعله يسمع فتبيد قواه التي يصبها كلها على جسد المولى النحيف الساجد، وكأنني اتناسى أن بكاءي بلا صوت.

جاءه ذلك الحزين يشكو طول الانتظار، شكى له حال قلوب محبيه شوقاً اليه، طمئنه وقال له: ان الفرج قريب يا ابن سويد.

ابتسمت فرحاً فالحبل المتصل بين الارض والسماء لا يتكلم عبثاً، ستخف آلامه سينجو من بطش هارون، في الوقت ذاته تألمت فراقه يعز علي فقد أدمنت مناجاته.

فجأة دخل الحاجب بيده شيء من الرطب، صرخت القضبان، اسودت الجدران كل الكون ينادي السم، إنه السم سيدي، تناقضت مع ذاتي حين أردتُ ان أكون ثقيلاً جداً حتى لايستطيع سيدي رفع يده ليتناول ذلك الرطب المسموم، لا يخفى مثل هذا الأمر عليه وهو الحجة على الأرض ولكني أخشى رحيله، انقضى الأمر فجسده يرتجف والسم يمزق احشاءه، عرق جبينه توقفت نبضاته رحل إلى جوار ربه وأنا مازلت أعانق جسده، رُمي غريباً على الجسر، صرخت عالياً:

(هلموا إلى إمامكم) ولم يسمعني أحد، أكدتُ كلام الطبيب بأنه قد سُقي السم وهو الآخر لم يسمعني، بكيت كثيراً عندما رأيت هالة النور مرة أخرى على وجه ابن موسى، ليت مولاي الرضا سحقني برجله فأنا استحق ذلك، نحبت واعتذرت ولكن لن يفي ذلك فجرمي كبير.

لم اجد وسيلة للتكفير عن سوء عملي إلا الحضور في كل مجلس يُقام بذكرى شهادته لعلني أُلعن من كل محبيه عندما تُذكر المصيبة.

أنا القيود التي ستبقى شاهداً على ماجرى من ظلم على موسى الكاظم. لعل الله ينطقني يوم الحساب لأبكي بصوت عالٍ وأشهد على ظلم هارون وأعوانه.

الامام الكاظم
الظلم
الحزن
قصة
الايمان
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    الزهراء.. خبزُ السَّماء ونورُ الأرض

    حين يصبح الموت سلعة... ضياع الضمير في زمن الاستهلاك

    الفطور.. وجبة أساسية لصحة الجسم ونشاطه

    الشورى: وعي ومسؤولية لبناء مجتمع متكامل.. ورشة لجمعية المودة والازدهار

    البوح والكتمان: أيّهما الحل الأمثل؟

    من التحدي الى التمكين: محطات صنعتني

    آخر القراءات

    القلب أم العقل.. أيهما يفوز؟!

    النشر : الأثنين 31 كانون الأول 2018
    اخر قراءة : منذ 4 ثواني

    الأسبرين مرتبط بزيادة خطر النزيف الحاد لدى كبار السن

    النشر : الثلاثاء 22 آب 2017
    اخر قراءة : منذ 6 ثواني

    الصوم الأول بعد التكليف.. تحديات قائدها الأم

    النشر : الأحد 17 آذار 2024
    اخر قراءة : منذ 9 ثواني

    هل هناك مخاطر صحية لتناوله الإندومي على الأطفال؟

    النشر : الثلاثاء 25 آيار 2021
    اخر قراءة : منذ 10 ثواني

    قتلوني بعرف قبيلتهم

    النشر : الأحد 14 كانون الثاني 2018
    اخر قراءة : منذ 12 ثانية

    ما العوامل التي تساهم في تشكيل الروائح الخاصة للبشر؟

    النشر : الأحد 08 تشرين الاول 2023
    اخر قراءة : منذ 12 ثانية

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    الشورى: وعي ومسؤولية لبناء مجتمع متكامل.. ورشة لجمعية المودة والازدهار

    • 880 مشاهدات

    اللغة الإنجليزية عقدة الجيل: لماذا نفشل في تعلمها رغم كثرة الفرص؟

    • 643 مشاهدات

    العباءة الزينبية: رمز الهوية والعفاف في كربلاء

    • 624 مشاهدات

    روبوت يحمل وينجب بدلًا من الأم.. كارثة أم معالجة طبية؟

    • 379 مشاهدات

    الانتصار على النفس: أعظم انتصار يمكن أن تحققه

    • 357 مشاهدات

    العلاقة بين الاكتئاب والنوم

    • 341 مشاهدات

    مناهل الأربعين.. فتنافسوا في زيارته

    • 1449 مشاهدات

    زوار الحسين: فضل عظيم وشرف أبدي

    • 1406 مشاهدات

    سوء الظن.. قيدٌ خفيّ يقيّد العلاقات ويشوّه النوايا

    • 1111 مشاهدات

    بين طموحات الأهل وقدرات الأبناء.. هل الطب هو الخيار الوحيد؟

    • 1073 مشاهدات

    المواكب الحسينية.. محطات خدمة وإيثار في درب العشق الحسيني

    • 1059 مشاهدات

    ذكرى استشهاد الإمام الحسن المجتبى ونصائح للشباب

    • 982 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    الزهراء.. خبزُ السَّماء ونورُ الأرض
    • منذ 17 ساعة
    حين يصبح الموت سلعة... ضياع الضمير في زمن الاستهلاك
    • منذ 18 ساعة
    الفطور.. وجبة أساسية لصحة الجسم ونشاطه
    • منذ 18 ساعة
    الشورى: وعي ومسؤولية لبناء مجتمع متكامل.. ورشة لجمعية المودة والازدهار
    • السبت 30 آب 2025

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة