قد يلتبس على البعض معرفة الطريق المؤدي للخالق العظيم ممن يبتغون الوصول اليه
فتختلط الامور ويكثر الفهم الخاطىء لمعرفة ما يقرب منه تعالى ويرتضيه من عباده..
وبالرجوع لمن جعلهم مبلغين عنه مظهرين لارادته في الخلق الدالين عليه الناقلين عنه وفهم ما أوصلوه عنه بالتفكر كثيرا به يصل الانسان لبر النجاة..
فهناك كنوز جمة لم ينقب الانسان في البحث عنها فبقيت مخفية وضاعت على الانسان فائدتها لجهله بها..
ولو بحثنا جيدا وخصصنا من الوقت لنجدها فنستفيد منها لحصدنا ربحا لا يقاس بأي ربح..
لننقب قليلا ونلقي نظرة على أحدها من التي وصلتنا من خلال احد المختارين والممثلين عن الخالق العظيم، الإمام الحسن بن علي العسكري (عليه السلام) حيث جاء إلينا بإحدى هذه الكنوز التي تقرب المخلوق لخالقه فقال: "ليست العبادة كثرة الصيام والصلاة وإنما العبادة كثرة التفكر في أمر الله".
الكنز هو الشيء الثمين النفيس الذي فائدته تدوم خلافا للفائدة المادية المؤقتة سريعة الزوال، أما كنوز المعرفة والتي فائدتها تدوم بايصال الفرد للمبتغى والخزين الذي يسكن قلبه، وهنا يعطينا الإمام العسكري صلوات الله وسلامه عليه كنزا من المعرفة التي تنجي من يتفكر ويتدبر، وهو عليه السلام يبين كيفية العبادة التي يرتضيها الخالق من عباده.
فيتضح بأنها لا تتمثل بكثرة صيام وصلاة دون روح وارتباط بالله سبحانه وتعالى دون معرفة بعظمته وحكمته.
إنما العبادة كثرة التفكر بأمر الله فبالتفكر بملكوته تعالى وعظمة خلقه ودقيق صنعه يصل الانسان ويستدل لعظمة خلقه وجميل صنعه فيفهم عبادته اكثر ويعلم بأن العبادة هي ارتباط الفرد بخالقه، اتصال روحه بمعبوده، فناء ذاته في حب خالقه، وبتفكره يعلم بأن هذه الصلاة تحتاج لاتصال بالخالق وارتباط به لكونه عندما يستعد لها يتهيأ بذلك للاتصال بربه بحمده ودعائه..
وبتفكره يعلم بأن هذا الصيام أراد منه تعالى تهذيب النفس وتقويتها فيمتثل له بمعرفة أكثر وفهم أدق ليؤديه بشكل صحيح..
فالتقرب لخالق الكون يكون بما يحبه بما أراده للخلق لا بما ارادوه هم، لا بفهمهم الخاطىء، لا بتصورهم القاصر عن معرفته إنما قدر الإمكان يجاهد نفسه ليقبل كل ما يأتيه من ربه حتى مع عدم معرفته بالحكمة بما أمره به تعالى.
فلننقب اذن عن هذه الكنوز ونحسن استخدامها والاستفادة منها.
اضافةتعليق
التعليقات