لقد كان العمر القصير للسيدة الطاهرة فاطمة الزهراء (عليها السلام) مليئاً بالعطاء والحركية والحيويّة وزاخراً بالمعنوية والدروس الكثيرة، وأن أعظم ماقدمتهُ الزهراء (عليها السلام) وأتحفت به الأمة الإسلامية على امتداد الزمن هو ماصدر عنها من خطب ومواعظ وحكم وأدعية.
ان السيدة فاطمة الزهراء (عليها السلام) هي مظهر حيّ لفضائل أهل البيت (عليهم السلام) في كل كلماتها وأعمالها، في زهدها وعبادتها، في أخلاقها ومشاعرها، في إيمانها وتقواها. فاطمة الزهراء (عليها السلام) هي الأسم الذي عندما نذكرهُ أو نتذكرهُ فأنه لا يوحي لنا إلا بالطهارة كأصفى ماتكون الطهارة، والنقاء كأعذب مايكون النقاء، وبالانسانية التي تعطي الإنسان قيمته، وبالعصمة التي تتمثلها فكراً في فكرها، وخلقاً في أخلاقها، وسلوكاً في كل حياتها، وشجاعة في الموقف مع الحق، شجاعة رسالية لا شجاعة انفعالية... كانت وقفاتها وقفات من أجل الحق، وكان حزنها حزن القضيّة وفرحها فرح الرسالة، ومثّلت عمق الإسلام في عمق شخصيتها، واختزنت في داخلها كل الفضائل الإنسانية الإسلامية، بأعتبار أن كونها سيدة نساء العالمين... في الخطبة الفدكية قالت السيدة الزهراء(عليها السلام):
(أَيُّها النّاسُ، اعْلَمُوا أَنِّي فاطِمَةُ وأَبي محَمّدٌ، أَقُولُ عَوْداً وَبَدْءً، ولا أَقُولُ ما أَقُولُ غَلَطاً، وَلا أفْعَلُ ما أَفْعَلُ شَطَطاً، {لَقَدْ جاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُم عَزيزٌ عَلَيْهِ ما عَنِتُّمْ حَريصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمؤْمِنيِنَ رَؤُفٌ رَحِيمٌ }...) كان موقف الزهراء (عليها السلام) بعد وفاة أبيها المصطفى (صلى الله عليه وآله) موقف استكمال الدور في تأصيل الدعوة في أذهان المسلمين وكشف الحقائق لهم وافتضاح رؤوس النفاق لإثبات الحقيقة الحقة، فكانت الكلمة هي السيف المؤثر الفعال الذي اتخذته لذلك فتأثير الكلام الحق بالمعنويات قوي كاسح لكل أفكار باطلة متوغلة بالشبهات، فأعلنت الطاهرة عن هويتها للحاضرين لتلقي الحجة عليهم بأنها بنت نبيهم، ولا عذر لمن تخلف عن نصرتها ونصرة زوجها الذي نصر الأمة الإسلامية بحياته ليهوي برؤوس الكفر واصنامهم إلى الأرض، ويخمد الفتن وتصدى لها، فكان المساعد والناصر للرسول (صلى الله عليه وآله) وهذا مابينتهُ ابنة النبي بخطبتها الفدكية، فاللمرأة دور مهم ومفصلي في بناء المجتمع لا يختلف عن الرجل فهي سند الرجل ووتده الذي يشد ازره في حياته سواء كانت أم أو أخت أو زوجة أو بنت فهي ملاك أمره منذ صرخته الأولى وهو يستقبل نور الدنيا بوحشة إلى انة الاحتضار ليخرج منها، فكل هذه الإمتيازات التي تتجلى بالمرأة وأقرتها الإنسانية جمعاء ولمختلف الديانات والثقافات والحضارات، لابـد للمرأة أن تتخذها أداة لصناعة العظماء، وتقف بصلابة في إثبات حق واسترداده بما يناسب الحال والمحل.
اضافةتعليق
التعليقات