بينما كنتُ أجوب الشوارع في سيارتي البيضاء - موديل مارك – التي اعمل بها سائق تكسي،
أخذني منظُر عجيب..
وعادت ذاكرتي الى الوراء بمجرد رؤية ذلك الرجل الذي كان يحمل وردا ومتجهاً مشياً نحو زيارة الامام الحسين صلوات الله عليه.
وتساءلتُ مع نفسي.. ياتُرى لماذا يحمل هذا الرجل الورد ؟ وماذا يصادف هذا اليوم ؟
وأي مناسبة نحنُ بها والتي تجعل هذا الرجل يتجه فرحاً نحو الزيارة ؟
أخذتُ هاتفي ونظرتُ للتقويم ، إنهُ اليوم الثاني عشر من شهر رجب..
. يالله إنُها ليلة ولادة امام المتقين علي بن ابي طالب سلام الله عليهما
! ولكن هنا كانت لي وقفة ! فأين مظاهر الفرح ؟
ورجعتُ بذاكرتي الى تلك الايام..
، فمنذُ سنوات مضت كان وقعَ هذه المناسبة العظيمة أكثرُ حضوراً بين الناس
ففطرتهم كانت هي الحاكمة وحبهم وموالاتهم ظاهرة، فقد كانت الشوارع تُملأ باللافتات المُهنئة، والمحلات تتزين بالورود والزينة وأسم المولى ( علي ) يملأ الارجاء والناس تُوزع الحلوى على حبه هنا وهناك ويتبادلون الاهازيج والتبريكات.
حقاً كان تجلي " أفرحوا لفرحنا " حاضراً ببساطة لكن بعمق وروحية ولائية رائعة.
ولكن اين نحن الان ؟
فالحياة ومشاغلها بدأت تأخذَ هولاء الناس بعيداً عن ساداتهم ومواليهم وتقتلُ تلك الروحية النقية بالتعقيد الذي بات يجلب لهم الهم والشقاء.
فأيُ قصور كهذا الذي يجعلهم لا يتذكروا عظمة هذه الليلة وهي ميلاد مولى الموحدين أمير المؤمنين صلوات الله عليه لتخلوا الشوارع والارواح من طاري الفرح الذي يزكي نفوسهم فهو يوم الرحمة والمُوالاة ويوم ولادة النعمة الكُبرى والفاروق الاعظم والصَّديق الاكبر.
هنا وقفتُ وأخذتُ أُفكر وألوم نفسي..
اولاً فيا لتقصيري وعظيم حيائي بحق سيدي ومولاي، بدأتُ بالمبادرة..
فعاودتُ الطريق ورجعتُ إلى البيت وجمعتُ عائلتي..
وإشتريتُ لهم بعض الكيك واشياء الميلاد المبارك..
وأخذتُ أتلو على مسامعهم بعض مناقب وسيرة أمير المؤمنين صلوات الله عليه.
وأخذتُ منهم عهداً أن يحيوا ويستمروا على الاحتفال بمناسبات اهل البيت سلام الله عليهم فبإحيائهم يكون إحياء للفطرة السليمة بداخلنا.
وخصصّنا يوم الاحد أي يوم أمير المؤمنين ويوم فاطمة الزهراء سلام الله عليهم وهكذا بقية ساداتي وموالي أي يومهم المخصوص بذكرهم
فيجب علينا أن نُعين برنامجاً أسبوعياً نتناول من نهل سيرتهم وحياتهم مثل حفظ حديثاً عنهم او أن نتخلقَ بصفة معينة من صفاتهم.
فمولانا أمير المؤمنين صلوات الله عليه
هو المولى الاوحد والاكمل في كل شيء.
هو الذي خط لنا نهج الكرامة والرفاهية فالتمسكَ بحبله هو النجاة من كل متاهات الحياة.
بادر لأن تكون الأول مع أهل البيت سلام الله عليهم..
لأن تكون الاول في إحياء إيامهم وسيرتهم العطرة.. والتخلّق بأخلاقهم.
اضافةتعليق
التعليقات