الخطوة الثانية هي بالحقيقة لا تختلف كثيراً عن الخطوة الأولى وهي ( عقدة البقاء بالماضي ) بل لربما هي السبب في حدوث الخطوة الثانية ( تكرار الأخطاء ).
انهُ لمن الغباء حقاً ان تنتظر نتيجة جديدة وأنت تفعل نفس الفعل !
نعم هكذا الأمر ببساطة فكيف يمكنك ان تحصل على نتيجة جديدة وانت تقوم بالفعل بنفس الطريقة مراراً وتكراراً ؟
الكثير منا يضع هدف له ثم يبدأ بالخطوات التي ستصل به وحين لا يصل يكرر الأمر مرات ومرات بنفس الطريقة لكن دون جدوى ؟
بعدها يبدأ بالتذمر ولماذا يحصل هذا معي ؟
ولكن إن أنت كررت نفس الفعل بنفس الطريقة هل تتوقع ان تحصل على نتيجة جديدة ؟ صعب جداً بل يكاد ينعدم فالمعادلة سهلة وواضحة :
نفس الفعل = نفس النتيجة
يقول مولانا موسى بن جعفر الكاظم (صلوات الله عليهم) : ليس منا من لم يُحاسب نفسه في كل يوم ، فأن عمل حسناً أستزاد الله ، وإنَّ عمل سيئاً أستغفر الله منه وتاب اليه ..
إن لم تصل بالمرة الاولى لا تُعاود الكرة بنفس الفعل بل قُل لماذا لم أصل ؟ ما الخطأ في هذه الطريقة والذي يحول دون الوصول لنتيجة مُرضية ؟
عندها ستُفكر بطريقة أُخرى ، بفكرة أُخرى والنتيجة بلا شك ستكون مختلفة تماماً عن النتيجة الاولى.
فمثلاً على سبيل المثال حين تريد ان تحدث تغييراً في نفسك او في غيرك لا تقل أنني لا استطيع او انه لا يتغير وأنني أعلن استسلامي وأرفع الراية البيضاء بل قل ربما أخترتُ الطريقة الغير مناسبة لذلك ، وبلا شك توجد طريقة أُخرى تحمل النتيجة التي أريدها ويجب علي إيجادها وهكذا حتى تصل للغاية التي تسعى من اجلها.
من يُقيده الروتين ثم يتباكى من الملل وكيف ان حياته عبارة عن ( نسخ مكررة ) وجميع أيامه ترتدي نفس الثوب ، ينام ، يصحو ، يأكل ثم ينام ليصحو ليأكل كيف يريد لحياته التجديد ؟ الى اي مدى يتوقع التغيير ؟ الى مدى العدم بلا شك مادام لايزال يفعل نفس الروتينيات.
حين تُكرر نفس العادات ثم تُطالب بإحداث الفرق والجديد فأنك بهذا تكون تضحك على نفسك ليس إلأ ,فكيف تتوقع لنفس الفعل ان يحدث نتيجة جديدة ؟
تخيَّل لو إنك مُدمن لعادة ما ك ( التسويف مثلاً ) أتنتظر من أعمالك ان تُنجز ؟ او أنك مُتعود أن تسهر لساعات مُتأخرة وتستيقظ مبكراً وتُعاني من عدم التركيز وتريد ان تكون اكثر تركيزاً ومع ذلك تُكرر نفس العادة يومياً !
تكرار نفس الاخطاء ، ماهو إلا تكراراً للفشل.
مالحل ؟
الهدف هو الحيلولة دون حدوث مسرحية ( الأخطاء المُكررة ) اليومية فتكرارها سيولد الملل منها .
١_ في بادىء الأمر يجب ان تكون لديك رؤية واضحة وقراءة للأمور بشكل منصف وحيادي حتى لا تُقلل من شأن نفسك او تفكيرك.
أي إنك لا تنسى بإنك إنسان معرض للخطأ, فهذا ليس عيباً أنما العيب معرفة هذا الخطأ ثم الأستمرار عليه .
٢_ وقع عقداً مع نفسك : اي بمعنى إنك تُدون قائمة بالأخطاء وأتركها في مكان يمكنك ان تراه وعندما يمكنك ان تثق بنفسك على الحفاظ على هذا العقد سترتفع القدرة على تحقيق الذات والثقة بها وبالتالي لن تقع في فخ الأخطاء المكررة.
٣_ إضبط عداد نفسك : فالصوم عن وجبتين متتاليتين هو وسيلة ناجحة لضبط النفس ، إرادتك أقوى من الخطأ الذي تريد القيام به مرة أُخرى.
إثبت ذلك لنفسك عن طريق تغيير عاداتك السيئة .
مثل عدم الإدمان على الأنترنت ، عدم تناول كميات كبيرة من الطعام ، عدم تأخير وقت صلاتك.
قم بشيء صعب عليك نسبياً القيام به لكن لا تسرف في ذلك.
٤_ أوجد البديل : فحين تريد ان تعمل نفس الخطأ فكَر بالبديل واذهب لفعله.
٥_ فكّر دائما : لماذا افعل هذا ؟ ما الهدف من فعلي لهذا الامر ؟
لو إنك فعلت هذا مع كل فعل تريد ان تؤديه لوجدت نفسك تنجو من شِباك الكثير من الاخطاء.
٦_ أطلب المساعدة من الله وأهل البيت صلوات الله عليهم , قبل الفعل وبعد الفعل سيساعدك كثيراً في تخطي فعل الخطأ .
ضع نصب عينيك إنك سفيراً لهم في هذا العالم المليء بالأخطاء المكررة ، وإنك صاحب هوية تختلف عن كل هويات العالم.
( كونوا لنا زيناً ولا تكونوا علينا شيناً ).
وكذلك: ( كونوا دُعاة صامتين لنا بغير ألسنتكم ) .
تذكَّر دائماً : سواء كانت أخطاءك أم أخطاء غيرك , فلن تشعر بالسعادة إلا بعد أن تغفر هذه الأخطاء , و في الواقع إن إمتلاك شعور بالانتقام للاعتقاد بأنه يمكن أن يصحح جميع الأخطاء من أكثر الأمور السلبية, فإذا أراد الشخص أن ينسى الماضي عليه أن يغفر و يستمر في الحياة فالحياة تمضي دون توقف و لا تنتظر انتقام أو تصحيح الأخطاء ,ولذلك لا يوجد داعي لحدوث أمور سلبية أو حتى التفكير بها فهي فقط تعمل على حبس الشخص في ماضية طوال حياته.
عن الرسول الاعظم ذو الخُلق العظيم (صلى الله عليه وآله وسلم) : من يزرع الخير يحصد رغبة ، ومن يزرع شراً يحصد ندامة.
اضافةتعليق
التعليقات