الاستيقاظُ كلَّ صباحٍ وإنهاءُ اليومِ كلّ مساءٍ على فكرةِ البدءِ والتغيير، إلا أننا لا نلحظُ تغييراً مرئياً في الواقع الذي نعيشه لأن الأفكار والكلمات لن تتحول من ذاتها لأفعالٍ مالم نحولها نحن.
سوف وغداً وبعدَ قليل وغيرهنَّ الكثير، كلها مصطلحاتٌ أخذت من أعمارنا الكثير وعجلةُ الأيام لن تقفَ أو تنتظر ال(سوف) الخاصة بنا أو الغدَ الذي نقصده.
الكسل هو أن نستمر بهذهِ العادات، أن نستمرَّ بالقول والتفكير والتمني دون محاولة بذل أي جهد لتغيير أي شيء في واقعنا نحو الأفضل أو نحو ما نريد ونحن من نشأنا على مقولة وما نيلُّ المطالبِ بالتمني!
هيّ أيامٌ وستنتهي من ساعتنا الخاصة لنراها قد وصلت للحدِ الأخير ولم نعد قادرين على فعل شيء من الأساس.
هيّ كلها أيامٌ محسوبة، نبدأُ اليوم لنرتاح غدا، لنستبدل مصطلحاتنا بالآن فقط، لنبدأ كلَّ شيءٍ خطوةً صغيرة بخطوةٍ أكبرَ بقليلٍ جداً.
لا تجهد نفسك بالنتيجةِ النهائيةِ بل اجتهد بالطريق الذي تسيرُ عليه الآن.
إن أردتَ نظاماً صحياً لا تثقلْ نفسك بفكرةِ أن تحولِ طعامك بالكامل لنظامٍ صحيٍ متكاملٍ مثالي، بل غيّر في نظامك الخاص أشياءَ صغيرة مثل أن تشرب كوب ماءٍ إضافي اليوم أو أن تضيف مزيدا من الخضارِ لصحنك، قلل السكر أو حتى اقطع سيجارةً واحدةً فقط، امشِ أكثر إن سنحت الفرصة فيوما ما ستجتمع هذه الأفعال الصغيرة لتتحول لعادات كبيرة لها فرق كبير عليك.
إن تعبت من أن تعطي واستنفذتَ طاقاتك مع الكثيرين إبدأ بقول لا، لا، لن تعني أنكَ لئيمٌ وأنانيٌ ولا تحب سوى ذاتك، لا، تعني أنكَ مدركٌ لقيمةِ ذاتك، مدركٌ لقيمةِ ما تعطي.
ابدأ من الآن!، ابدأ من نفسك فالعمر يمضي بسرعة هائلة. ابدأ التغيير الذي تريد أن تلاحظه في العالم، بل كنْ أنتَ التغيير.
لكلٍ منا رسالةٌ في هذه الحياة، لم يخلقنا الله هنا عبثاً أو بلا هدف، لم يخلقنا لننامَ ونعترضَ وننتقدَ فقط، لم نُخلق لنلوم أنفسنا أو غيرنا، لم نُوجد لنبقى حبيسي فكرة لو أننا لم نُوجد من الأساس.
نحن وُجدنا وانتهى الأمر، فهيّا نتحرك لنصنعَ من وجودنا شيئاً ذا قيمة. لنؤدي ما خُلقنا لأجله، لنُتمم رسالتنا فما وجودنا إلا رسالة.
اضافةتعليق
التعليقات