إن مساعدة الآخرين تذكرك بأنك شخص رائع وأنك يمكنك استخدام معرفتك بطرق إيجابية. إن الإحساس الذي تشعر به عندما تمد يدك إلى شخص ما يمكن أن يستفيد من خبرتك وكرمك لا يقدر بثمن. كما يعد العطاء من أكثر مضادات الاكتئاب توافراً، ونظراً لوجود علاقة مباشرة بين العطاء وارتفاع الروح المعنوية فالعطاء يشعرك بالارتياح.
في الأوقات العصيبة قد يبدو أن العطاء في سبيل قضية تستحق التطوع للعمل الخيري سيأتي بنتائج عكسية. وعموماً فمقولة "الأقربون أولى بالمعروف" صحيحة، لاسيما عندما تكون لديك مشاكل في دفع الفواتير الخاصة بك أو تكون عاطلاً عن العمل. لكن كثيراً من الناس يتمكنون من العطاء على نحو أكبر لاسيما في الأوقات الصعبة، ويقول لسان حال كل من يجزل العطاء في الظروف العصيبة "إن هذا الأمر يشعرني بالارتياح".
إذا كنت معتاداً على النهوض مبكراً والتوجه إلى العمل في كل يوم، لكنك الآن عاطل عن العمل، فمن المفيد الحفاظ على هذه الوتيرة من خلال التطوع للعمل الخيري، وإرسال نسخ كثيرة من سيرتك الذاتية وطلبات العمل. نعم، يجب أن يكون وقتك متاحاً لإجراء المقابلات الشخصية، لكن معظم مؤسسات العمل التطوعي سوف تتفهم أن لديك أموراً أخرى تقوم بها لتكسب رزقك.
أما إذا كان لديك الكثير من العمل أو كنت مشغولاً للغاية، فالتبرع بالمال يمكن أن يرفع من روحك المعنوية. أعتقد أن التبرع بالمال يجب أن يستمر حتى وإن لم يكن لديك مال وفير، بيد أن التبرع بمال قد تحتاج إليه في المستقبل القريب قد يصبح مخيفاً بعد الشيء في الأوقات غير المستقرة. أنا أفهم ذلك، لكن التبرع في هذه الأوقات بالذات يصبح أكثر أهمية.
في الواقع، يعزز العطاء تبادل الطاقة. في كثير من أوقات حياتي التي مررت فيها بضائقة مالية، استمررت في التبرع لبعض المؤسسات والأشخاص الذين كنت أرى أنهم مستحقون لذلك، وكانت الأحوال تتحسن دائماً. وقد علمت أنني من خلال الاستمرار في العطاء أمنح نفسي الفرصة لتحسين العالم من حولي، وطبعاً كان لهذا تأثيره المباشر على تحسن حياتي.
إنني أعلم أن هذا الأمر يبدو غريباً لكنه حقيقي، فعندما تعطي، ولو بقدر قليل، لشخص محتاج فإنك تغير مجرى حياتك. إن هذا الأمر يكسبك احترام الذات، لأنك ترى نفسك مسئولاً بشكل مباشر عن جعل العالم أفضل، أو على الأقل جعل حياة شخص واحد في هذا العالم أفضل.
قال "ألبرت أينشتين" ذات مرة: "يجب على كل شخص أن يسهم في العالم بالقدر نفسه الذي يأخذه منه على الأقل". إن الظروف صعبة حقاً في هذا الوقت، لكن لا تدع هذا الأمر يمنعك من هذا السعي الجدير بالثناء. إن العطاء للمحتاج يكون له تأثير مثمر على المانح والآخذ في معظم الأوقات.
من أفضل الطرق لتحقيق النجاح في الحياة قضاء حاجة المحتاج.
لذلك عليك التبرع بوقتك وبموهبتك وبمالك، وأعدك بأن هذا الأمر سيعود عليك بطرق إيجابية.
اضافةتعليق
التعليقات