أقامتْ جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية دورة الكترونية في فن كتابة النص المسرحي الحسيني بتاريخ ٤ شوال الموافق ١٤٤١، 27\5\2020، وبواقع أربع محاضرات مقسمة على أربعة أسابيع، حاضرتْ فيها من دولة الكويت الكاتبة تسنيم الحبيب، شاركتْ في الدورة مجموعة من الناشطات في الخدمة الحسينية قسم المسرح أو ما يُعرف ب(التشابيه).
حيث قدمتْ الحبيب للدورة قائلة: لا شك أن المسرح منذ القدم كان له دور كبير وريادي في الإعلام، مثلا لدى الإغريق كانت تمثل الملاحم على المسرح، الملاحم التي تعد إرثا ثقافيا للشعب وسيرة حكائية وتاريخية وتقسم على:
- التراجيديا: وهي حاليا ما يعرف بالسيناريو الحزين أو الواقعي.
- الكوميديا: وهي حاليا ما يعرف بالسيناريو الهزلي.
وقد اختلفت معاني المصطلحات عن بدايتها لليوم، ولا نريد الخوض بتاريخ المسرح وما أشبه لأن غايتنا (استثمار الوقت) بما يفيد ومن أحبت التزود يمكنها الاطلاع على المصادر، لكن من المهم معرفة بعض المعلومات عن أنواع المسرح مثل:
- التاريخي
- الاجتماعي
- الشعري
- الميلودراما
- المدرسي
ونحن سنحاول أن نشتغل عبر المسرح التاريخي من المهم أيضا معرفة أن المسرح يندرج تحت فن السيناريو ومن أمثلته:
الأفلام والمسلسلات والمشاهد المرئية (مسرحية وتلفازية)، في البداية نحتاج أن نعرف مكونات المسرحية التاريخية:
حتى نصنع نصا مسرحيا نحتاج إلى:
1- القصة (أو ما يسمى بالحبكة) وهي المادة التي سنحولها إلى عرض مرئي.
2- استخراج الشخصيات:
هذه النقطة مهمة جدا، في المسرح نحتاج لتحديد حتى الشخصيات الهامشية ورسم ملامح لها وتحديد هويتها ومزاجها ولو كان حضورها عابرا .
(لماذا؟) لأننا هنا لا (نسرد) إنما (نشكل ونجسّد)
3- الحوار، والحوار هو (أهم و أهم) العناصر في بناء النص المسرحي في القصة مثلا قد أقول لك: أحس سالم بالحزن
لكن في المسرح لابد أن أبين ذلك عبر (الحوار) وعبر حركة الممثل.
٤- الديكور والأزياء وهذا يرجع لدراسة الحقبة التاريخية.
٥- المؤثرات الصوتية والبصرية حتى تخلع المشاهد من كرسيه وتحمله إلى الخشبة ليعايش الأحداث.
فبعض المشاهد التاريخية تحتاج لخدع بصرية مثلا معجزات الأئمة (عليهم السلام) وما أشبه، ولابد لنا أن نفرق بين كلمة عرض والمسرحية، المسرحية لابد أن تكون ذات قصة ممتدة فيها تطورات وأحداث وفصول وترابط، والعرض من الممكن أن يكون مشهدا واحدا أو مشهدين لعرض قصة واحدة.
فعندما نريد تضمين كرامة من كرامات الزهراء (عليها السلام) في عرض مسرحي، هذا يسمى عرض، أما إذا أردنا الكتابة حول سيرة الإمام الهادي (عليه السلام)، هذا يسمى مسرحية، بعد ذلك قدّمتْ الحبيب انموذجا لنص مسرحي وطلبت من المشاركات كتابة نص مستوحى من رواية رمانة الزهراء (عليها السلام).
ثم أخذتْ الحبيب إحدى النصوص المشاركة وقامت بتحليلها وبيان مواطن القوة والضعف، وتحدثتْ عن الراوي ودوره في النص المسرحي التاريخي ووضعتْ شرطين مهمين لإضافته:
1- يكون من ضمن الحقبة التاريخية ومن صميم السيناريو.
٢- يخلق إضافة للمشهد ولا يشعر المشاهد أنه مقحم إقحاما بلا داعي.
وبينت الحبيب كيفية توظيف حديث النفس لدى المعصوم، وكذلك المقومات الثلاثة لذلك وهي التجسيد، ومن خلال المؤثرات والذي يعد فنيا، ومن خلال الخيال، بعد ذلك وضحتْ كيفية الانتقال من مشهد لآخر يفضل أنتقل من مشهد إلى مشهد:
١. تغيير اللوحة: أي أن الحدث الدائر في هذه اللوحة (المقرونة في المكان) ينتهي تماما.
٢. تغيير زماني/ حكائي: مثلا الحدث يدور في مدينة معينة وأغلق الستار.
عندما يفتح الستار وتكون نفس اللوحة الخلفية لابد أن يكون هنالك (تحول) زماني مثلا عهد آخر.
3. حكائي موت شخصية أو تغيرها من فقير إلى أمير، من سليم إلى معاق.
ثم ناقشتْ مجموعة من النصوص، والأسئلة، ووضحتْ بعض من حيثيات المسرح، والعبارات التي يُفتتح بها النص المسرحي، والحركات، وفي الختام لخصتْ الحبيب النقاط المهمة التي يجب أن يركز عليها الكاتب:
- لنجاح العمل يحب أن يكون العمل المقدم مترجما لحوار وحركة.
- هنالك طرق عدة لإظهار الشعور الداخلي للشخصية المقدمة.
- تتوجب الدقة في كتابة وصف اللوحة والمكان.
- حين تفتح الستارة نحاول ألا تكون هنالك فترات صمت على المسرح.
ولابد من الاشارة أن الهدف من هذه الدورة هو تطوير العرض الحسيني الذي يُقام في المجالس الحسينية بصيغة عصرية واحترافية أكثر، وتنظميه من أجل إيصال الرسالة الحسينية، ونقل مصائب أهل البيت (عليهم السلام) إلى المجتمع.
ومن الجدير بالذكر أنّ جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية تسعى لدعم المرأة فكريا ورفع مستواها الثقافي لتكون لها بصمة في المجتمع، تستطيع من خلالها أن تنهض بواقعها المعنوي والمادي.
اضافةتعليق
التعليقات