ينتاب المرأة خليطٌ من المشاعر بعد ولادتها لطفلها، فتكون سعيدة ومتحمّسة لرعايته ولاحتضانه، لكنها في الوقت نفسه تشعر بالخوف والقلق، وفيما من المفترض أن يتلاشى قلقها بسرعة وألا يدوم أكثر من أسبوعَين بعد الولادة، تزداد مشاعرها السلبية أحياناً، لتصبح طويلة الأمد وأكثر حدّةً، ما يجعلها تعاني من "اكتئاب ما بعد الولادة".
فيما تمرّ المُنجِبة حديثاً بفترة من التقلبات المزاجية تصل إلى حد الأسبوعَين تقوم على نوبات بكاء مفاجِئة وقلة التركيز والصعوبة في النوم، يختلف اكتئاب ما بعد الولادة في ماهيته عن تلك الحالة، فهو ليس عابراً أو ظرفياً، ولا يشكل حالة طبيعية، بما أن العوارض التي تعاني منها تكون قد تطورت، ما يتدخل سلباً في عملية رعاية الطفل والقيام بالأمور الأخرى أيضاً.
فبعد تحوّل الحالة السلبية الأولية إلى اضطرابٍ نفسي بحدّ ذاته، يصبح التعب حاكماً مستبداً في حياتها، وتشتد حدة تقلباتها المزاجية ما ينعكس فقداناً لشهيتها ولأي تلذّذ بالأمور المُفرحة والمسلّية، فتبتعد عن أصدقائها وعن المشاركة في المناسبات الاجتماعية كذلك يزيد غضبها وأرقها من اكتئابها، فتخف رغبتها الجنسية، ولا تقدر أن تنام، أو تنام بشكلٍ مفرط.
تنقسم المشكلات النفسية بعد الولادة إلى:
- اضطراب مزاجي ما بعد الولادة.
- اكتئاب ما بعد الولادة.
اضطراب مزاجي ما بعد الولادة:
يعتبر هذا الاضطراب من المشكلات النفسية البسيطة التي تصيب كثيراً من النساء بعد الولادة تبدأ أعراض الاضطراب في حوالي اليوم الثالث إلى الخامس من ولادة الطفل، وتختفي تلقائياً بعد مرور أسبوعين دون أن تترك آثاراً ضارة على الوالدة أو الوليد يحدث في بعض النساء أن يستمر هذا الاضطراب المزاجي أكثر من أسبوعين ويتطور ليصير اكتئاباً.
- الإحساس بالحزن والكآبة.
- تقلب المزاج.
- التوتر والقلق.
- العاطفية وسرعة البكاء.
- صعوبة في التركيز.
- الإحساس بالتعب والإرهاق.
- الأرق وقلة النوم.
- قلة الثقة بالنفس، وخاصة فيما يتعلق بأمر العناية بالوليد.
- الإحساس بآلام متفرقة في أنحاء الجسم.
- ضعف الشهية.
وتصاب بعض النساء باكتئاب شديد بعد الولادة يستمر لأكثر من أسبوعين، ولا يختفي دون علاج يظهر الاكتئاب أحياناً وكأنه امتداد للاضطراب المزاجي الذي حدث بعد الولادة ولم يتماثل للشفاء، وأحياناً تكون الصورة واضحة منذ البداية بسبب شدة الأعراض التي تعاني منها المرأة المصابة.
تعاني المرأة المصابة بالاكتئاب من بعض هذه الأعراض
- الإحساس المستمر بالتعب والإرهاق.
- أرق أو زيادة في النوم.
- الإحساس بالحزن الشديد والاكتئاب.
- فقدان الثقة بالنفس، وخاصة فيما يتعلق بأمر العناية بالمولود والخوف من إيذائه.
- فقدان الشهية أو زيادة الأكل.
- نقصان الوزن أو زيادته.
- فقد الرغبة في أمور الحياة الاعتيادية وخاصة الجنس.
- التوتر والقلق.
- ضعف التركيز.
- الغضب من الوليد وعدم تحمله.
- الإحساس بعدم التقبل من المحيطين.
- الانعزال وتجنب الاختلاط بالناس.
- مشكلات زوجية.
- انعدام الرغبة في الحياة وتمني الموت.
تستمر هذه الأعراض لفترات متفاوتة، وقد تطول أحياناً لتصل إلى عدة أشهر، وأحياناً تصل إلى سنة أو أكثر إذا تركت المرأة المصابة دون علاج ومن المهم معرفة أن الاكتئاب الذي يصيب النساء بعد الولادة يعد مشكلة خطيرة، وخاصة إذا ترك دون علاج، فالأم تتعرض لفشل حياتها الزوجية، وخاصة إذا لم يتفهم الزوج وضعها ومعاناتها، كما أنه يشكل خطراً على الأم والطفل كليهما فتضعف العلاقة الطبيعية بينهما، ويزيد الخطر أكثر فيما إذا كان لدى الأم أفكار تدعوها لإيذاء نفسها أو طفلها.
النساء المعرضات للإصابة باكتئاب ما بعد الولادة
- النساء اللاتي سبق لهن الإصابة باكتئاب ما بعد الولادة.
- النساء المصابات أو اللاتي سبقت لهن الإصابة بالاكتئاب غير المتعلق بالأمومة.
- النساء اللاتي يوجد لديهن تاريخ عائلي للإصابة بالاكتئاب أو اكتئاب ما بعد الولادة.
- النساء اللاتي يعانين من اضطرابات شديدة قبل الدورة الشهرية.
- النساء اللاتي لديهن مشكلات زوجية، أو اللاتي ليس لهن علاقات حميمة مع الأقارب والأصدقاء.
- المرور بمشكلات وصدمات أثناء فترة الحمل أو بعد الولادة مباشرة.
- صعوبة الولادة.
- الولادة المبكرة أو المتأخرة.
- فصل الأم عن الطفل لأسباب تتعلق بأي منهما.
- -صعوبات أو مشكلات تتعلق بالطفل، مثل صعوبة في الرضاعة أو النوم بسبب بعض الأمراض أو التشوهات.
نصائح للسيطرة على اكتئاب ما بعد الولادة
- اللجوء الى الله بالصلاة وقراءة القرآن والدعاء اهم الاسباب التي تتحقق بها الراحة النفسية.
- حددي خيارات أسلوب الحياة الصحي مارسي النشاط البدني، مثل المشي مع رضيعكِ، ضمن روتينك اليومي، احرصي على تناول أطعمة صحية، وتجنبي تناول الكحوليات.
- ضعي توقعات واقعية لا تُجبري نفسكِ على فعل كل شيء، قللي توقعاتك بخصوص المسكن المثالي، افعلي ما بوسعكِ القيام به، واتركي الباقي، اطلبي المساعدة عندما تحتاجينها.
- خصصي وقتًا لنفسك إذا كنتِ تشعرين بأن العالم على وشك الانهيار من حولكِ، فخصصي بعض الوقت لنفسكِ، ارتدي ملابسكِ، وغادري المنزل، وزوري صديقة أو اخرجي للتسوق، وقضاء بعض الأغراض المنزلية، أو خصصي بعض الوقت لقضائه مع زوجكِ بمفردكما.
- الاستجابة الإيجابية عندما يواجهكِ موقف سلبي، ركزي على إبقاء أفكارك إيجابية، وحتى لو لم يتغير الموقف غير المرغوب فيه، يمكنكِ تغيير طريقة تفكيركِ وكيفية التصرف تجاهه وقد يساعدكِ تلقي دورة قصيرة في العلاج السلوكي المعرفي على تعلم كيفية فعل ذلك.
- تجنبي الانعزال تحدثي مع زوجكِ، وعائلتكِ، وأصدقائكِ بشأن مشاعركِ، واسألي الأمهات الأخريات عن تجاربهم وخبراتهم، اسألي طبيبك عن مجموعات الدعم المحلية للأمهات الجدد، أو النساء اللاتي يعانين من اكتئاب ما بعد الولادة.
- تذكري أنّ أفضل طريقة للعناية بطفلكِ هي بالعناية بنفسكِ أولا.
- إذا كنت تعانين من مشكلة في التكيف مع حالات اكتئاب ما بعد الولادة في أسرتك، فتحدثي مع أحد المعالجين، وتذكري أن الاكتئاب حالة يمكن علاجها، فكلما أسرعتِ في الحصول على المساعدة، أصبحتِ أكثر جاهزية لمساعدة زوجكِ والاستمتاع بطفلكِ الرضيع.
- الأنشطة البدينة لها تأثير عظيم وهائل على الأمراض الجسدية والنفسية،والتأثير الإيجابي لممارسة الرياضة في الحد من الأعراض الصحية المتعلقة بفترة الولادة خاصة اكتئاب ما بعد الولادة للأمهات الجدد.
اضافةتعليق
التعليقات