الحب والجنون والروح المسالمة سمات متغلغلة في أعماق صدري حتى أصبحتُ متشعبة بها بطريقة حصرية وعصرية..
صوتي العالي ومزاحي الثقيل وجنوني الراقص في المنزل كل هذا يؤثر بشكل من الأشكال بأمي حتى يجعلها تنتفض غاضبة مني لكثرة استهزائي بالحياة، لا يمكن ان يكون لبرودة دمي يدا في ذلك كما تتصور وتعتقد هي.
لكن أنني أأخذ الحياة على محمل الجد وأمام الملأ فأنني بهذا اخوض مجازفة خطيرة على الأقل في نظري..
هي تعلم تركيبة المزيج الذي اعايشه، في الحقيقة انه افضل بكثير من ان اعيش الحياة على محمل الجد واخوض في ما يصعب عليَّ تحمله او الاعتياد عليه!.
وفي الوقت عينه وبعيدا عن اللامبالاة لم اترك واجبا او فريضة معلقتين على حبل الأنتظار،
لكنني لا اقوم بعملهما كما يقوم بهما اغلبية البشر فأنا امتزج احيانا بالأمور المتعلقة بالروح الإلهية امتزاج حب وتفاني الى درجة التقوقع مدة طويلة قد تتجاوز الساعات لأسرح في خيال الآخرة، يا ترى أي كفة اثقل من الاخرى، هل كفة الحسنات اثقل من الكفة النظيرة ام العكس، فهذا ما يخيفني ويشدني لأغوص في الدعاء والسجود والخشوع لعل الله يمحو لي سيئة ارتكبتها دون قصد..
فتوكلي على الله جعل صعوبة أي عمل موجه إليَّ ويتحتم ان اقوم به سهلا بسيطا ويسيرا بطريقة رقيقة تناسب مزاجي المتقلب وكذلك محاولة اتمامه على احسن وجه قدر المستطاع..
حتى لو ان بعض الواجبات تأخذ وقتا اطول بكثير من الوقت المفترض فإنني لا اعترض على ذلك ما دمت أجد فيه لذة.
لا يمكنني ان انسى او اتغاضى عن نفور امي تجاه هذه الحالة فهي على كل حال تتقبلني بأسوء حالاتي التي تمر عليَّ كل فترة من الزمن، لكن محاولاتها في جعلي اكثر هدوءا وعقلانية قد تمكنت منها أو انها فعلا تمكنت من غرس هاتين الصفتين في اهم جزء من رأسي ألا وهو عقلي صاحب الافكار والتجارب المنقذة لكن بتنفيذ مغاير بشكلياته عن الشكليات التي ترغبها..
قد يجدني البعض إنسانا فارغا من الداخل ويسير حسب رغباته في حين أنني على العكس من ذلك تماما ودوما ما اردد مع نفسي: كن مع الله؛ يكن الله معك..
فأن تُسلّم الجروح النابتة في صدرك والهموم المحاطة بك لله تعالى وتجعله كفيلا بها هذا بلا شك يجعلك تشعر بالأرتياح وكأنك طفل صغير لا يفقه معنى الألم والأسى، ربما في الوقت الذي تحاول وتجهد فيه لإثبات امر ما سيثبته جل تعالى بلمح البصر لأنه يتطلب وقتا فإنه متعطش لقوة ربانية فكيف بالاشياء الصغيرة والبسيطة لو يتم تسليمها وتركها على الله ايضا.
إن كل ما تحاول امي فعله وتبذل قصارى جهدها لتنفيذه هو كيف تصقل مظهري الخارجي ليقتنع المجتمع انني انسان عملي لكن بطريقة احافظ فيها على ذاتي من جذب أي جرح اخر لصدري الملتهب..
لكن الثقة غير المحدودة في خالق الوجود هي من تُسيّر اموري، وحدها الثقة رممت الخراب داخلي، هذا الفراغ الذي يظنه البعض سخافة هو في الواقع اكبر حقيقة تدل على وجودي، والطيش ايضا هو تغاضيي عن المرّ الذي ارتوى به فؤادي.. فخلف هذا الفراغ منفى اخر يعلمه مالك الوجود فقط، لكن التوكل عليه هوّن الأمر علي كثيرا فما خاب عبد على الله اتكل.
اضافةتعليق
التعليقات