قمم جبالك المُخبآت تحت الغيوم ترسم فيك منظرا هادئا، تأسرك بذلك النقاء حتى ترومها لتوقعك من أعلاها، يسقط فيها مَن هوى ويطير على بساطها مَن سعى.
تقف ببراءتها أمام قاعدة ذلك الجبل تُتَمْتِم بألحانِها، تركض في هواءها تُنْزِل قدم وترفع أخرى، فرأتْ شيئا صغيرا يطير امامها تبعته محاولة الإمساك به، بصرها مُعَلقٌ به، أختفى شَيْؤها الصغير حَزِنتْ عليه، جلست تداعب الزهور بعين حزينة وفم ممدود الى الامام شعرها الحريري يتطاير، أزعج غرتها شيء ما، رفعت رأسها وإذا هي فراشة صغيرة، تُفرج ملامحها لها وتتبعها الى الأعلى حيث مسيرها وهناك ضاعتْ الفراشة بين مجموعة من الفراشات المتطايرة..
منظرها الأخاذ سرق عينها وترك أثره ضحكة عالية ترى فيها ذلك اللؤلؤ المرصف في فمها، وصلت لنصف ذلك الجبل مع سرب من الفراش المبثوث، شقّتْ ذلك الصف حمامة بيضاء وقفتْ أمامها بغنج تُحدثها بهديلها (أن غادري الفَرَاش) تبعتْ تلك الحمامة الى وسط الجبل الذي ازدادد وعورة أشرقتْ شمسٌ عليها لا بل هو ضوءٌ عجيب سلبها الرؤية أغمضتْ عيناها وهو يخترق جفنها... أستقر الضوء.... شيء ما ينزل من الأعلى بسطتْ كفيها له أتّخَذَ منهما مقرا ومعه نزلتْ سحابة غطّتْ ذلك الحريري، عياناها فُتِحَتْ على ابتسامة رجلٍ تغمره السكينة، بوجه راضٍ أقترب منها فتَحَ مَسكن كفيها أطرقتْ بعينها لما فيهما، جوهرة جميلة ضياءها يخطف الأنظار، رفعتْ بصرها لم تجد أحد ومصداقها الوحيد لما رأتْ جوهرتها أحتضنتها، وطفقتْ تسير على سحاب السعادة عادتْ لها تلك الحمامة، وبدأت رحلة المسير إلى أعلى الجبل، تعثرتْ في عفرة لم تنتبه لها رفعت رأسها، حمامتها أُبْدلتْ بغراب، الصدمة عاشتْها، رأتْ أفاعي تُقبل من بعيد تتبعها عقارب، مالذي يحصل!! أسرعتْ خطاها بأنفاسٍ وجلة، وأقدامٍ أضاعتْ المسير، تتبعها الافاعي، يزداد عددها، فحيحها يملأ المكان ينادِيَنّ (عليكم بالجوهرة) (سرقتها فناءها) تقربت منها أحداهن تحاول سرقةَ جوهرتِها، هجمتْ الأخرى من جانب آخر، أحتضنتها، تحاول أبعاد الجميع، تمسكتْ بها بقوة تنتظر ايات إعجازها... رفعتها إلى الأعلى شع ضياءها، غطّى ظلامهم، ورماهم في قعر نياتِهم بخفقاتٍ منهكة وأبتسامةٍ منتصرة وقفتْ على قمة الجبل ظهرتْ في الإفق تلك الابتسامة لذلك الرجل من جديد مرسِلةً بساط أعلته مبتعدة عن وحوش الجبل..
اضافةتعليق
التعليقات