في الطبيعة البشرية حالتين لابد منهما في كل إنسان، اما التأثر او التأثير او كلاهما معاً.
التأثر:
من بديهيات الانسان التأثر بما يحيط به سواء كان بإرادته او دونها، سلبياً او إيجابياً.
فحياة كل فرد منا لا تخلو من بعض المعتقدات او الافكار التي انطبعت في أذهاننا من دون معرفة تاريخ ذلك الانطباع او مدى صحته، في الوقت ذاته يصعب علينا تغيره، بالاضافة الى أتخاذ بعض القرارات من دون إيمان بقضية ما فقط لمواكبة من هم حولك والتشبه بهم ظناً انهم على صواب.
يوعز علماء علم التنمية هذه الحالة الى العقل الباطن الذي يعمل على خزن كل ما يمر على الانسان ويعكسه على سلوك الشخص تلقائياً، حيث ان للعقل الباطن قدرة خارقة في التأثير على حياة الانسان سلباً وإيجاباً حسب طريقة تغذيته بالمعلومات، لذلك يُحذرون من الاختلاط بالاشخاص الذين يُكثرون من الكلام السلبي، او الذين يتسمون بالقلق والخوف، ويدعون للابتعاد عنهم قدر المستطاع.
كما اثبت علماء التنمية ان هناك بعض الصفات هي كالامراض تنتقل بالعدوى كالتفكير الايجابي والسلبي، السعادة والحزن، الحماس والتكاسل.
لذلك عليك التقرب ممن يحمل الصفات الايجابية والابتعاد عن الذين يحملون الصفات السلبية، كي لا تُصاب بالسلبية، (الوقاية خير من العلاج).
وسادة علماء النفس والتنمية هم سادة البشرية محمد وآله الاطهار، اوضحوا ذلك منذ مئات السنين، حيث نلاحظ حثهم الدائم على مجالسة العلماء ومخالطتهم، روي عن الإمام الرضا عن ابائه (عليه السلام)، قال: (قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): مجالسة العلماء عبادة).
وحذروا سلام الله عليهم من اجتناب بعض المتخلقين بالاخلاق السيئة فقد روي عن مولانا الصادق (عليه السلام): (من لم يتجنّب مصادقة الأحمق يوشك أن يتخلّق بأخلاقه).
اما ان تمكنت من تطوير طاقاتك، والسيطرة على عقلك الباطن، ستتحول من متأثر الى مؤثر، وبالتأكيد نبحث عن التأثير الإيجابي المُطور.
كيف تكون مؤثر في مجتمعك:
1. كن مستعداً للتأثير بعقلك وقلبك قبل لسانك وذلك عبر تغذية عقلك الباطن بكلمات التشجيع والقدرة على التأثير الإيجابي في الاخرين.
2. عليك البحث عن أفضل المعلومات وأكثرها قُرباً من الواقع.
3. كُن مؤمناً بمعتقداتك، واجعلها تنعكس في سلوكك قبل كلامك.
4. تعامل مع الجميع بطيب، وابتعد عن الكلام القاسي، (ادعُ الى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة).
5. مارس الصبر مع من يستفزك في اوقات الضغط النفسي وتذكر ان الصبر هو التعبير العملي عن الثقة والأمل والحكمة.
ولأننا في زمن سيطر التشاؤم على نفوس الكثيرين خصوصا من الشباب، ومن واجبك كمسلم ان تُخرج الشباب من ظلمة اليأس الى نور الامل والثقة بالله،
حاول ان تعمل على تطوير طاقاتك وشحن نفس بالأمل والتفاؤل لتقي نفسك من المؤثرات الخارجية التي قد تؤذيك وتُعكر مزاجك، بالإضافة الى قدرتك على التأثير الإيجابي في حياة من هم حولك.
وأخيراً، تذكر إن تأثيرك في المجتمع هو احد السُبل لخلود الذكر الحسن في هذه الدنيا.
ولأن نبينا الاعظم محمد صلى الله عليه وآله هو أعظم شخصية خلقها الله تعالى، كان ومازال اعظم مؤثر في تاريخ البشرية، وهذا الامر يقر به غير المسلمين كذلك من غير رجال الدين.
فقد قام عالم الفيزياء الفلكي اليهودي مايكل هارت بتصنيف مائة شخصية حسب مدى تأثيرها في العالم في كتابه (الخالدون المائة) واضعاً النبي صلى الله عليه وآله في الرقم الاول.
ولنا في رسول الله أسوة حسنة.
اضافةتعليق
التعليقات