هناك قصة قديمة تدور احداثها حول رجل فقير وجد عملة فئة دولار واحد فنظر اليها ثم قال في نفسه "إنني ظمآن وأشعر بالبرد فلمَ لا اشتري فنجاناً من القهوة" وما ان اقترب من المقهى حتى راودته نفسه "لو اشتريت فنجان القهوة فإن الدولار سينفذ"! فأخذ يفكر في كل الامور الاخرى التي يمكن ان يفعلها في هذا الدولار وبينما يفكر هذا الرجل وقع بصره على الارض فرأى قلماً رصاصاً فقال في نفسه "اذا ما اشتريت بعض الاقلام الرصاص فإنه يمكنني بيعها وسأحصل في المقابل على دولارين بدلاً من دولار واحد واذا انطلق الرجل الى محل لبيع الادوات المكتبية واشترى اقلام رصاص بالدولار كله وكانت خمسة وعشرين قلماً ولما باعها حصل على ضعف المبلغ فكرر عمله مرة بعد اخرى حتى زاد ماله بالقدر الذي يؤمن اليه كل ما يحتاجه.
ان الدرس من هذه القصة واضح وهو انه بإمكانك إما ان تستنزف كل مواردك وإما ان تستخدمها بحكمة وحذر فكلما كنت حكيماً في اختيار طريقة استخدامك لمواردك كانت هذه الموارد اكثر فاعلية واكثر فائدة لك.
النظام والوقت
امسك بزمام حياتك فالنظام يتيح لك حرية الابتكار والخروج بأفكار نيرة ويضفي عليك روح الاحتراف فتبدو متمكناً من ان تعيش في تناغم مع نفسك وامور حياتك وبالطبع فإن لهذا اثر مباشر على الاسلوب الذي ينظر الناس اليك به.
ان لك قدراً معيناً من الوقت ولا يمكنك أن تتجاوزه أو تقل عنه ولما كانت الحياة مجموعة من الاختبارات بين سبل توزيع وقتك فمن البديهي ان يرتبط مستوى نجاحك في الحياة بشكل مباشر بالاسلوب الحكيم الذي تتبعه في توزيع وقتك، فاستغلال الوقت مهارة يمكن تنميتها بالممارسة، وان تنظيمك الجيد لوقتك ليرتبط الى حد كبير بعلاقتك بنفسك وليس بما يتوقعه الآخرون منك.
سل نفسك اي وجه من حياتك يحتاج الى تغيير وبقليل من التفكير فإنك وعلى الارجح سوف تتمكن من ادراك ما تود تغييره في حياتك الشخصية حتى تتوافق مع ما يقابلها في خطتك المثالية.
وبمجرد ان تقوم بذلك فسوف تحتاج الى ورقة وقلم لكي ترسم خطتك والتي على اساسها ستقوم بإعادة ترتيب خطتك المثالية، قد يكون ذلك صعباً ولكنك ستحتاج الى التخلص من بعض الاشياء التي تهدر الكثير من وقتك الثمين!.
علاقاتك الاجتماعية
سوف تؤثر في الآخرين وتفيدهم وسوف يستفيدون منك ويمكن للأشخاص ان يكونوا اكبر ثروة في حياتك فمنهم تتلقى الدعم والمساعدة وتأخذ الحكمة وتتلقى الدروس المفيدة وسوف تدرك المعنى الحقيقي للتبادلية وسوف تتمكن من شحذ مهاراتك في الاصغاء للآخرين ودعمهم وكذا في الادارة وتقديم الخدمات وسواء كانت هذه العلاقة ايجابية ام سلبية فانها تزودك بقدر هائل من المعرفة وكذا فإنها تمنحك فرصاً متنوعة لكي ترقى وتتقدم.
عليك ان توفِ بعهدك معهم، وتقدر من حولك وتكافئهم وتجعلهم يشعرون بذلك، وتخلص في خدمتهم وقدم العون لهم، عاملهم باحترام، وتسامح اذا اقتضت الحاجة، واحترم آدميتهم، وانتبه الى التفاصيل والامور الدقيقة، وتواصل معهم بوضوح هكذا تكون قد استثمرت علاقاتك بالشكل الصحيح.
استثمر طاقتك
ان فرط الاجهاد في العمل لا يعد ارهاقاً بدنياً وحسب ولكنه ايضاً نزيف عاطفي حيث انك تعطي اكثر مما يكون لديك من الوقت الذي تعيد فيه شحن عواطفك فاذا اجهدت نفسك في غير حدود المعقول فإنه من السهل ان يزيغ بصرك عن الهدف الذي حددته.
فعند الحديث عن الطاقة نجد ان الاساس فيه ان تنظر الى حيويتك وراحتك على انهما كنز ثمين وان تحدد اختياراتك تبعاً لأولياتك واذا ما هدرت طاقتك في افكار متراكمة ومشاعر مكبوتة ومع اناس يأخذون اكثر مما يعطون فلن يتبقى لك قدر من الطاقة التي تستغلها في الاشياء التي ترقى بحياتك وتجلب لك السعادة.
تحكم في مواردك المالية
عندما ننظر الى الامر نظرة اكثر شمولية لكي نحدد ما نود تحقيقه بما نملك من مال على المدى القصير والطويل، نجد ان الادخار مهارة يجب تنميتها وتطويرها وان الادخار والاستثمار في الاتجاه الصحيح يساعدان الفرد على تحقيق اهدافه وتمويل اي عمل يود القيام به في المستقبل.
وان حسن الادخار والانفاق يخلقان راحة البال والطمأنينة ويجعلانك تتحكم في امور حياتك وتحيا حياة هانئة دون خوف او قلق من الحاجة المالية وكذا تزيد قدرتك على تحقيق النجاح وتتحسن بشكل اكبر فالموارد المالية محدودة فعلينا ان نستغلها بيقظة وحذر.
ان من يحققون النجاح بشكل عام تعرفوا على حجم مواردهم فقاموا باختيارات صحيحة في كل منحى من مناحي حياتهم ولذا فلزاماً عليك ان تدرك قيمة الوقت وطاقاتك ومالك والناس من حولك فكلما زاد وعيك وادراكك لقيمتهم ازدادت فعالية اختياراتك وتأثيرها.
اضافةتعليق
التعليقات