• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

الانفجار المعرفي في مجتمع "اعجبني"

هدى المفرجي / الأحد 27 تشرين الثاني 2022 / اعلام / 1790
شارك الموضوع :

نحن هنا نتحدث عن عصر الانتشار الهائل للمعلومات المتناثرة والمتناقضة الخاطئة، التي لا تؤدي إلى المعرفة العقلانية

"الحمدلله الذي بنعمته تتم الصالحات تم عقد قراني، وقد كان هناك عمل شيطاني طال الحدث وقد فك بأمر الله بسلام".

هل يوجد أسخف من هذا المجتمع الذي ينشغل بمطربة تتلذذ بالذل بحجة الحب، ويصبح الحدث العام لمدة شهر وأكثر على التوالي فلا تجد صفحة تخلو من هذا الخبر، كيف نامت وماذا قالت وكيف هي حركاتها، ثم ينطلق الخبراء النفسيين الذين لاعلم لهم بعلم النفس حتما يحللون كل تلك الحركات.

ثم هل توجد تفاهة أكبر من هذه التي نعيشها مع مولود جديد لمن حروفها لا تعرف الوزن ولاهناك تجانس فيها لقافية، انجازها الكبير هو الاستعراض بالمال والشهرة لتشغل جميع الصفحات الثقافية والاجتماعية معها؟!

هذا العالم منغمس بالسخافة والتفاهة بسبب الهروب من واقع يحتاج إلى جهد ومثابرة حقيقية مثلا، هل تعرفون من هي هيدي لامار؟ طبعا لا .

هي فنانة نمساوية سينمائية شاركت في اختراع نظام الاتصالات الحديثة المستخدمة في تقنيات البلوتوث والواي فاي، التقنية التي أنت الآن لا تستطيع أن تتخلى عنها، فهي تتيح لك أن تكون طبيب وأنت لا تفقه في الطب ومثقف وأنت لا تعرف كم عدد أجزاء كتاب ربك، ثم تتيح لك أن تكون سياسي وأقوى ردة فعل لك هو تحكمك بالحجر في لعبة اللودو.

ثم هل تعرف مثلا أن ماري كوري تعتبر أول شخص يفوز بجائزة نوبل مرتين، وذلك لأبحاثها حول النشاط الإشعاعي ودوره في علاج السرطان، أو على الأقل هل تعلم من هي (آدا لوفلايس) بنت الشاعر لورد بايرون، كانت عالمة رياضيات وتعد أول مبرمجة حاسوب في التاريخ قبل ظهور الحواسيب بشكلها الحديث، حيث طوّرت برامج لآلة تشارلز باباج التحليلية، ووضعت القواعد الأساسية للغات البرمجة الحديثة، مؤكد لا، لأن الحدث العام يشغله شخصيات في قمة التفاهة فمن أين للأشياء المهمة أن تظهر.

ببساطة الانضمام لمجتمع أغلبية أعجبني من التفاهة لايحتاج سوى ضغطة بسيطة في الشاشة على عبارة "أعجبني" وسيكون كل شيء متاح لك، الوضيفة التي تعجبك، طبيب، مبرمج، مثقف أو محلل وإن شئت سياسي بامتياز، حيث يراودني حينما أرى من يترأسون الحدث الرئيسي في المواقع، شعرا للشاعر فاضل أصفر:

 لأن الخيل قد قلت ... تَحلت حمير الحي بالسرج الأنيق

إذا ظهر الحمار بِزي خيل... تَكشف أمرهُ عند النهيقِ

فتنطلق فلانة من كانت فلان سابقا بعد اجراء عملية تحويل لجنسه وهو خريج كلية الاعلام، بالقاء نصائح طبية واطلاق منتجات طبية في متجره الخاص والتكلم بكل ثقة وكأنه طبيب مختص، ثم تزداد السلسلة ليقوم كل من رفعته عبارة اعجبني خاطئة وأصبح مشهورا إلى تبديل جلده حسب التمويل، ليكونوا انفجارا معرفي لم يسبق له مثيل فهم يعرفون كل شيء، طبعا معرفتهم تكمن خلف كمية المبالغ التي تدفع لهم.

المشكلة لا تكمن ببعض أو أغلب المرضى النفسيين الذين يتصرفون وكأنهم خبراء ضليعون في الموضوع الذي يجري النقاش بشأنه، حيث يؤكدون انتشار ظاهرة موت العالم، إذ أصبح الكثيرون من بين الناس العاديين، لا يثقون في المختص، وإنما في قدراتهم وفهمهم، والنتيجة هي أن تصبح المناقشات غير معتمدة على معلومات علمية، مثلا لو سألت الأطباء سيخبرك بعضهم بأن مرضاهم أصبحوا يخالفونهم الرأي، وسيحيلون الطبيب إلى مصدر قرأوه على شبكة الإنترنت وليس إلى مقال في مجلة طبية محكمة.

إن الانفجار المعرفي السطحي المستعمل بانتهازية في المواقع الإلكترونية، والمعرفة القابلة لأن يفهمها ويستعملها كل البشر، أدت إلى فقدان الثقة في السياسيين ومراكز البحوث والإعلام والدين ليصبح الشك في كل شيء، مثلا أولئك الذين شككوا فى وجود فيروس كورونا وأكدوا أنه ليس إلا مؤامرة، وظهر الكثير منهم ممن لا يفقه سوى لغة المال ليدحض فكرة وجود هذا المرض وقالوا بأن اللقاحات ضد كورونا ليست إلا حبكة لزيادة ثروات شركات الأدوية، ولكن ماذا حصل بعد ذلك، أدى إلى ملايين الوفيات.

نحن هنا نتحدث عن عصر الانتشار الهائل للمعلومات المتناثرة والمتناقضة الخاطئة، التي لا تؤدي إلى المعرفة العقلانية، لتصبح الحكمة في الحياة العامة من النوادر.

ربما يمكن أن يرتكبوا العلماء الأخطاء، لكن ذلك لا يبرر المكانة التي يريد البعض أن يصلون إليها من خلال الاعتقاد الأعمى بالتطورات الهائلة في المعلومات ووسائل انتشارها، والأمر الأشنع من غيبة الوعي إلى ممارسة تغييبه، ممن يدعون الفهم، حيث يقود الركب الأصاغر، ويرسم الإعلام المأجورين، مع بضاعة مزجاة، ووعي مفقود، وعلم متهافت، وأقلام بالية.

إن مقاومة هذا المرض الجديد من المعرفة العشوائية بشعور البعض أن التطورات التكنولوجية ستغني عن الحاجة للآخرين، يحتاج أن يتعامل معه من خلال الوقاية والحد من اتباع من هم ليسوا أصحاب أهلية لتلك المعلومات، لئلا ينقلب إلى سلوكيات مضحكة أو مضرة كما أدت إلى أضرار كثيرة الآن، فهو يحتاج أن يكون في قائمة مسؤوليات هذا العصر الذي لا يتعب من توليد المشاكل.

المجتمع
السلوك
التفكير
الانترنت
العلم
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    قارئة تُشعل شمعة الأمل في ظلام الجهل .. حوار مع القارئة مريم العيساوي

    البهجة؟ لا تبحث عنها… إنها تحت الوسادة

    الرجل "الألفا" يشعر بالوحدة والعزلة.. فهل من نموذج جديد لمعنى الرجولة؟

    مودّة "ذوي القربى" جنّاتٌ خالدة

    رجاء صادق

    لماذا لا نسقط من السرير أثناء النوم ليلا؟

    آخر القراءات

    رأس الحسين.. عنوان عرض مسرحي برعاية موكب تربية كربلاء الخدمي

    النشر : الأربعاء 21 ايلول 2022
    اخر قراءة : منذ ثانيتين

    فقه القانون يناقش في نادي أصدقاء الكتاب

    النشر : الأربعاء 19 حزيران 2019
    اخر قراءة : منذ ثانيتين

    سلسلة الزواج الذهبي: ماهي أركان السعادة؟

    النشر : الخميس 09 تموز 2020
    اخر قراءة : منذ 20 ثانية

    فقراء جداً!

    النشر : الخميس 31 آذار 2022
    اخر قراءة : منذ 25 ثانية

    طرق تكنولوجية لحماية المسنين من الخرف

    النشر : الأربعاء 08 آيار 2019
    اخر قراءة : منذ 27 ثانية

    التأجيل يفسد الفكرة ويصنع الحسرة

    النشر : الأربعاء 14 حزيران 2023
    اخر قراءة : منذ 27 ثانية

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    قارئة تُشعل شمعة الأمل في ظلام الجهل .. حوار مع القارئة مريم العيساوي

    • 3315 مشاهدات

    كيف أصبح "شات جي بي تي" مرجعاً لحياتنا؟

    • 426 مشاهدات

    الهندسة الخفية لتعفين العقل

    • 344 مشاهدات

    السم الأبيض؟ أسباب تجعل السكر خطرا على صحتك

    • 343 مشاهدات

    أهمية متسلسلة "فوريير" في التكنولوجيا

    • 338 مشاهدات

    صخب المبالغة: مأساةٌ وجودية!

    • 306 مشاهدات

    قارئة تُشعل شمعة الأمل في ظلام الجهل .. حوار مع القارئة مريم العيساوي

    • 3315 مشاهدات

    مهرجان الزهور في كربلاء.. إرثٌ يُزهِر وفرحٌ يعانق السماء

    • 2322 مشاهدات

    يوم الكتاب العالمي: إشعال شموس المعرفة بين الأجيال وبناء جسور الحضارات

    • 1341 مشاهدات

    من كربلاء إلى النجوم... طفل السبع سنوات يخطف المركز الأول مناصفة في الحساب الذهني ببراءة عبقرية

    • 1319 مشاهدات

    جعفر الصادق: استشهاد نور العلم في وجه الظلام

    • 1191 مشاهدات

    حوار مع حسين المعموري: "التعايش السلمي رسالة شبابية.. والخطابة سلاحنا لبناء مجتمع واع"

    • 853 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    قارئة تُشعل شمعة الأمل في ظلام الجهل .. حوار مع القارئة مريم العيساوي
    • منذ 21 ساعة
    البهجة؟ لا تبحث عنها… إنها تحت الوسادة
    • منذ 21 ساعة
    الرجل "الألفا" يشعر بالوحدة والعزلة.. فهل من نموذج جديد لمعنى الرجولة؟
    • منذ 21 ساعة
    مودّة "ذوي القربى" جنّاتٌ خالدة
    • السبت 17 آيار 2025

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة