بدايةً لو نُعّرف معنى مصطلح كرنفال هو استعراض شعبي جماهيري تضامناً مع قضية معينة كــزيارة الأربعين وتوجه حشود من جميع أنحاء العالم ومعظم محافظات العراق بمختلف جنسياتهم ودياناتهم وتحمّلهم هذه الأجواء الحارة والشاقة في الطريق إلى كربلاء هو كرنفال ضخم مليوني عالمي لا يمكن للواجهات الإعلامية استغفال أو غض النظر عنه خاصة في ظل هذا الكم الهائل من المواقف الإنسانية التي تعد نموذجا من الكرم والايثار والعطاء والبذل في سبيل الحسين وفي خدمة زائر الحسين الذي توفر له كل ما يريد وكل ما يخطر بباله من السكن والأكل والشرب وكل متطلبات الراحة.
وكل ما يتم تصويره ونشره هو قطرة في بحر جمال المشهد واقعياً أن الرحلة إلى كربلاء في طريق الأربعين هي تجربة فريدة من نوعها ولابد من كل فرد على هذه الكرة الأرضية تجربتها.
كما وحضرت شخصيات عامة وعلماء دين من جميع أنحاء العالم في مؤتمر نداء الأقصى الدولي الذي عقد في مدينة كربلاء العراقية ومن أبرز الشخصيات التي حضرت مؤتمر الأقصى حفيد غاندي وحفيد مانديلا ومفتي روسيا رافيل عين الدين ووالد الشهيد محمد الدرة ووالدة الشهيدة الممرضة رزان النجار.
وقال رئيس حزب الأمان الماليزي من المؤتمر: "نحن الآن نشهد تغير مواقع القوة، من الغرب إلى الشرق، نستمع إلى نداء الأقصى، نقترب أكثر فأكثر إلى المسجد الأقصى، وكربلاء أفضل مكان في العالم لنبدأ فيه هذا المؤتمر".
وقد كتبت الكاتبة السعودية نداء آل سيف عن تجربتها في زيارة الأربعين والمشي على طريق نجف كربلاء:
لقد آن الأوان أن يسحب خَدَمَة زوار الإمام الحسين (عليه السلام) في كربلاء البساط من تحت أقدام حاتم الطائي وغيره ممن اشتهروا بالكرم عبر التاريخ فلطالما كان اسم حاتم الطائي مقرونا بالكرم والجود والعطاء بلا حدود. بيد أن بوصلة التاريخ لابد أن تتغير اليوم والأمثال لابد لها أن تتحول فعطاء حاتم يتوارى أمام عطاء أهالي العراق لزوار الأربعين.
وصرحت عن الدافع للكتابة عن زيارة الأربعين:
ما دفعني لكتابة هذه المقالة في الحقيقة، هي صدمة المقارنة، بين الكرم والسخاء اللامتناهي الذي يلقاه زائرو كربلاء ماديا ونفسيا، وبين ما يجري في بلادنا من جفاء لحجاج بيت الله الحرام، فقد حظيت خلال العشر سنوات الماضية بخدمة الحجاج في أكثر من حملة للحجيج، إلا أنه وعلى النقيض من كل الخدمات المجانية التي يلقاها الزائر الماشي على قدميه بين النجف وكربلاء على مدى ثلاثة أيام أو أكثر والتي تبدأ من الغذاء والسكن والخدمات الصحية، ولا تنتهي بخدمة تدليك الأقدام وتلميع الأحذية، لم أجد في مكة المكرمة أكثر من علبة ماء تلقيتها ذات مرة على طريق منى!.
الفرق شاسع ولا مجال أصلا للمقارنة، بين ما يلقاه زائرو كربلاء وزائرو مكة، في الأولى يستجديك الناس طمعا بالتشرف في خدمتك مجانا، أما الثانية فما عليك إلا أن تحمد ربك كي لا تضطر للاستجداء نتيجة الأسعار المتصاعدة صاروخيا عاما بعد عام في السكن والغذاء والنقل.
أسئلة كثيرة دارت بداخلي وتمنيت لو يجيبني عليها أحد، ألسنا أولى بهذا الخدمات ونحن أغنى من العراق بأضعاف مضاعفة؟ أليس الحج هو الفريضة التي أوجبها الله على المسلمين، فكان من الأجدى بنا أن نتفانى في خدمة الحجاج وكمواطنة، أنتمي لبلاد الحرمين أتمنى فعلا أن يكون هناك مشاركة مجتمعية من الأهالي والحكومة في خدمة الحجاج وأن تتاح الفرصة لتقديم العطاء لهم، عساها تكون خير فرصة لتغير صورتنا التي بدأت تتلوث بسواد العنف والتعصب.
بعد رحلتي على طريق المشاية بين النجف وكربلاء، لا أتردد في القول مرة أخرى لحاتم الطائي، بأن لا مكان لك اليوم أمام ما رأيناه على طريق "المشاية"، من عطاء وكرم وأخلاق العراقيين خَدَمَة زوار الإمام الحسين، فقد فاقوا كرمك بما لا يحويه الوصف.
أﻻ يستحق منا أن نطلق على هذه الأيام (الصفرية) أيام للسلام العالمي وندعو المنظمات الدولية لحضور هذه التظاهرة السلمية والخدمية والكتابة عنها ومشاهدتها حضوريا.
حقيقة ما كتبته هذه الكاتبة هو غيض من فيض والفرق شاسع بين ما يتم تصويره وقوله ونقله للعالم عبر القنوات التلفزيونية ومواقع التواصل فإن هذا كله مجتمعاً هو واحد بالمئة من الشعور الذي يعيشه الزائر في طريق العشق الإلهي.
اضافةتعليق
التعليقات