هنالك الكثير من الذنوب التي نعرف قصصها من كتابنا المقدس كانت بسبب المقارنة كقصة هابيل وقابيل وقصة يوسف واخوته إلا ان اول من سار بدربها هو ابليس!.
فالمقارنة نوعان أحدهما ما اتخذه ابليس وهو ان يقارن نفسه بمن يعتقد بأنهم دونه فيؤدي الى شعوره بالتكبر والغرور (قَالَ مَا مَنَعَكَ أَلَّا تَسْجُدَ إِذْ أَمَرْتُكَ ۖ قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِّنْهُ خَلَقْتَنِي مِن نَّارٍ وَخَلَقْتَهُ مِن طِينٍ).
والنوع الثاني عندما يقارن الشخص نفسه بمن يعتقد بأنهم افضل واسمى منه فيؤدي الى شعوره بالنقص وقلة الثقة بالنفس وحديثنا حول هذا النوع وكيف ساهمت مواقع التواصل بزيادته..
لا يمكن لأحد أن ينكر ان للانترنيت مصادر لمعلومات مفيدة ووسائل تواصل رائعة ولكنه قد ساهم ايضا في انتشار الكثير من السلبيات واحداها زيادة نسبة المقارنة وما تخلفه من مشاكل نفسية.
لم تخلق وسائل التواصل الاجتماعية المشكلة، فالمقارنة جزء من سجيّتنا الانسانية، لكنها بالتأكيد زادت من قوتها.
حيث اظهرت العديد من الدراسات الحديثة أنّ غالبية مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعيّ يشعرون بعدم الرضا في حياتهم بسبب ما يشاهدونه في مواقع التواصل من صور ومنشورات يعتقدون أنّ اصحابها أكثر سعادةً ونجاحًا منهم.
خصوصا بعد ظهور ما يعرف بعلم النفس باسم "Fear of Missing Out" وهو الشعور بالخوف من فوات معرفة بعض المناسبات والتفاعلات والاحداث، هذه الحالة تُصيب مُعظم من لديه حسابات في وسائل التواصل الاجتماعي فتجد الناس تتفقد حساباتهم على فيسبوك وانستكرام وتويتر، ويتابعون المستجدات ليروا إن كان شيء قد فاتهم.
إذاً ما الحل؟
حاول ان تنتبه إلى حوارك الداخلي واحتفظ بإحصائيات بسيطة عن عدد المرات التي تقارن فيها نفسك مع شخص آخر، سواء كان ذلك شخصيًا أو عبر الإنترنت فهناك الكثير من المنشورات تدعي "المثالية" ونداء المقارنة كل يوم يهمس في اذنك: "أنا لن أستطيع أن اكون مثله"، "أنا لن املك ما يملكه"، "كن على وعي بالمقارنات التي يقوم بها دماغك، قد تتفاجئ بعدد هذه الرسائل التي يقوم دماغك بها دائما دون أن تشعر!.
قلل من استخدام الانترنيت فأنت تعرف مقدار الوقت الذي تقضيه على وسائل التواصل الاجتماعي، وأنت تعرف فقط كيف يؤثر ذلك عليك, وبدلا من استخدامه في اوقات متفرقة حدد لنفسك وقتا معينا لاستخدامه.
الشعور بالرضا بما أنعم الله به عليك وكن على يقين بأن الأشياء التي تجلب السعادة لغيرك ليست بالضرورة أن تكون نفسها هي التي تجلب السعادة لك (أَهُمْ يَقْسِمُونَ رَحْمَتَ رَبِّكَ ۚ نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُم مَّعِيشَتَهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ۚ وَرَفَعْنَا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِّيَتَّخِذَ بَعْضُهُم بَعْضًا سُخْرِيًّا ۗ وَرَحْمَتُ رَبِّكَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ).
أنت لست نسخة من الآخرين لديك من القدرات والصفات ما يجعلك متميزا.. لذا اجعل ثقتك بنفسك عالية وليكن ايمانك بنفسك كبيرا لا يتأثر بما يملكه غيرك واعلم ان الانسان والذي هو اسمى المخلوقات فيه ما فيه من قوة لا تتصور وكما قال أمير الحكمة والكلام:
أتحسب أنّك جرم صغير وفيك انطوى العالم الأكبر.
اضافةتعليق
التعليقات