عندما نفكر بالطلاق ما الذي ينبغي أن نفعله؟ وما هي الخطوة التالية؟
إن الكثير منا رجالاً ونساء يخرج عن طوره عند حدوث الشقاق الزوجي بسبب إرتفاع منسوب التوتر والتشنج والحماقة فيدمر بذلك جسور التواصل مع الشريك الآخر مبكرًا، ويقضي على ما تبقى من فرص ثمينة لإصلاح العلاقة الزوجية!!
ولأننا نؤمن بمنظومة القيم الاسلامية وتعاليمها الراشدة فعلينا في مثل هذه الأوقات العصيبة، أن نقتفي أثر هذه التعاليم والوصايا الربانية لنداوي بها جروحنا، لنتخلص من رواسب العادات والتقاليد البائسة، ونتحرر من أثقالنا النفسية التي تحجب عنا نور الحقائق، وتغرقنا في أنانيتنا، وأفكارنا الشيطانية التي تجلب لنا ولأسرنا ومجتمعنا الشقاء والتعاسة.
إن البصائر القرآنية والتعاليم الإسلامية تشكل لنا خارطة طريق للتحرك أثناء الأزمة وإبان الشقاق الزوجي.
المصلح أولاً: عند حدوث الشقاق والنزاع علينا أن نفكر أولاً وقبل كل شيء في الصلح، وأن نعطي أنفسنا فرصة لإعادة اللحمة، ووصل ما انقطع، وأن لا نستعجل في ترتيب أمور الإنفصال، بأن نسرع إلى محام أو وكيل شرعي، أو إلى المحاكم لإنهاء إجراءات الطلاق بسرعة، فكم من قرار مستعجل أعقبه ندم دائم.
إن علينا أن نتذكر الجهود الكبيرة التي بذلت من أجل تأسيس حياة زوجية سعيدة ابتداء من البحث الحثيث عن زوجة صالحة ومناسبة، ثم بعد ذلك؟
التفكير العميق وتقليب الأمور، وفي الأخير اتخاذ القرار الصعب من جانب الزوجة.. أفلا تستحق منا الحياة الزوجية بعد كل الذي بذل من أجلها، أن نبذل جهداً أكبر لإنعاشها واستمرارها...
واتباع أخلاقيات الشريعة المقدسة التي تأمر أتباعها بالتسليم وأحكامها والرجوع إلى قيمها والقبول بالإصلاح والتحكيم.
التدخل المبكر: تؤكد التعليمات الربانية عند معالجتها لملف الشقاق، يوجه القرآن الكريم الأزواج عند حدوث الإختلاف والشقاق بينهم إلى التمسك بالصلح والتحكيم (العائلي) وعدم التسرع والاستعجال في إجراءات الطلاق... وهذا ما تتحدث عنه الآية الشريفة في قوله عزّ من قائل: (وَإِنْ خِفْتُمْ شِقَاقَ بَيْنِهِمَا فَابْعَثُوا حَكَمًا مِنْ أَهْلِهِ وَحَكَمًا مِنْ أَهْلِهَا إِنْ يُرِيدَا إِصْلَاحًا يُوَفِّقِ اللَّهُ بَيْنَهُمَا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا خَبِيرًا).
والمسألة الجوهرية هنا هـي قبول الطرفين بمبدأ الصلح وعرض خلافاتهما على أهل الاختصاص من الثقات الحريصين على مصلحتهما، ومن يشعر بالمسؤولية في إصلاح ما فسد بينهما من أهلهما.
ولا شك أن قبولهما واستجابتهما للتوجيه الرباني تحكيماً للشريعة الغراء، وتعظيماً لأوامر الله عزّ وجلّ، بعيداً عن أهواء النفس وجموحها وقت المشكلات الصعبة.
مما يؤسف له أن بعض الأزواج يرفض الإصلاح والرجوع ويلتزم بكبرياء ويقع في شقاق العلاقة الزوجية.
اضافةتعليق
التعليقات