كثير من الفتيات وصلن لسن الأربعين ولم يتحقق حلمهن في العرس والفستان الأبيض.. ظاهرة ملموسة ومشكلة إجتماعية أرقّت الباحثين الذين شخصوا الأمراض المجتمعية والعوامل الإقتصادية وراء تلك الظاهرة التي أطلق عليها مصطلح العنوسة, وبعيداً عن الحل الجماعي فإن الحل الفردي يبقى سيد الموقف حتى إشعار آخر.
الإحباط العدو الأول:
فتاة جميلة متعلمة, مثقفة, من أسرة طيبة, وعلى الرغم من ذلك وصلت للأربعين ولم تجد زوجاً بعد..
أليس ذلك شيئاً يدعو للإحباط؟
هذه هي أكبر المشكلات التي تعترض طريقكِ, الشعور بالإحباط الذي سيفقدكِ كل مميزاتكِ الرائعة.. ذلك الإحباط الذي سيجعلكِ تنسحبين من الحياة الإجتماعية أو سيجعلكِ عصبية وحادة في تعاملاتكِ.
لا تحبطي وتذكري جيداً هذا المثال:
أعرف فتاة في الثالثة والأربعين على درجة كبيرة من الجمال وهي تعتني بنفسها كما لو كانت نجمة سينمائية وهي وعلى الرغم من أنها لم توفق في الحصول على زوج مناسب إلا أنها كانت واثقة من أنها ستحصل على فرصتها ذات يوم فهي لم تتوقف يوماً عن الضحك والمرح أو الأهتمام الفائق بالذات, وهو ما كان بالفعل تقدم لها رجل يكبرها بسنوات قليلة والمدهش في الأمر أن هذا الرجل كان يبحث عن عروس منذ سنوات طويلة التقى فيها العشرات من الفتيات الجميلات والصغيرات ولكنه لم يتوقف عند أي منهن.. لا أحد يدري على وجه التحديد ما الذي جذبه في تلك الفتاة الأربعينية هل هي ثقتها بنفسها؟ أم جمالها؟ أم أهتمامها بهذا الجمال؟ أم أبتسامتها المشرقة التي لا تفارق وجهها؟.
كان أهله يرفضون ويتحدثون عن موضوع الإنجاب ولكن الله سبحانه وتعالى منّ عليهما بمحمد ومع اهتمام أكثر من الناحية الطبية لم تتعرض تلك الفتاة لأي مشكلات أو مضاعفات.
الخوف العدو الثاني:
صدق من قال "حياتك من صنع أفكارك", فعندما تغمرنا أفكار سعيدة نصبح سعداء, وعندما تحيطنا الأفكار البائسة نغدو بؤساء, أما إذا تمكن الخوف من نفوسنا واستولى على أفكارنا فسوف يصيبنا العجز والفشل لأن الخوف سيشل قدرتنا على التفكير وعندها تصبح الأوهام حقائق لا تقبل الشك.
تخاف الفتاة الأربعينية من شبح العنوسة الأبدية وتخاف من عدم القدرة على الإنجاب حتى يصل الأمر ببعضهن للوصول ليقين مفاده أن حياتهن الخاصة تلاشت وانتهى الأمر.
ولكن قبل أن تسترسلي في مخاوفكِ لا بد أن تعلمي أن الخوف يتنافى مع الإيمان والخوف يتنافى مع حقيقة التوكل على الله فإذا كنتِ مؤمنة حقاً وإذا كنتِ ممن هم على ربهم يتوكلون فلا تخافي أبداً وأحسني الظن بالله.
نبي الله زكريا كان شيخاً عجوزاً اشتعل رأسه شيباً وامرأته عاقر لم تنجب في سنوات القوة والشباب, ولكن حسن ظن نبي الله بربه ويقينه أن خزائن ربه لا تنفذ وليس لعطائه حساب دعا الله واستجاب له الله عز وجل ولم يرزقه أي طفل بل رزقه يحيى الحنون الزكي التقي.
أخلصي الدعاء وأدعي بيقين ولا تيأسي أبداً وأنتظري نتيجة رائعة.
كلام الناس:
وهذا هو العدو الثالث وتعمدت أن أؤخره لما بعد الأعداء الذاتية، الإحباط والخوف وما يترتب عليهما من آثار.
فلن يهزم إنسان ما أبداً إلا من داخله فإذا كان قوياً لن تهزه الجبال الشامخات وإن كان هشاً ضعيفاً فستؤثر فيه نسمات الهواء العليل فإذا كنتِ محبطة خائفة فسوف يكون لكلام الناس وقع كبير على نفسك كلمات مثل مسكينة.. حظها قليل، ستجعلك تستشيطين غضباً ولن يداعب النوم جفونك.
لا شك أن الإنسان كائن إجتماعي وهناك مساحة كبيرة من التفاعل في حياته ولا شك أنه لا يمكن أن نلغي الآخرين من حياتنا ولا أن نقطع ألسنتهم ونمنعهم من الكلام ولكن الشيء المؤكد أن الإنسان القوي يستطيع السيطرة على حياته ويستطيع الذود عن نفسه بلباقته وذكائه وأيضاً بتوكله على الله وإرجاع الأمر كله له وحده وتذكير الآخرين بذلك.
كوني قوية واثقة ولا تشغلك تلك الكلمات هنا وهناك وأنظري بتفاؤل لغد أكثر إشراقاً.
اضافةتعليق
التعليقات