يوما بعد يوم كنت أتألق وأصبح أجمل من قبل، كان يثير اعجابي كثرة اقوالهم، سبحان من صوّر وجهك أصبحت فائقة الجمال.. كنت في السن الرابعة عشر، اتذكر في ذلك الوقت كان تفكيري مختصرا في الكتب والدراسة فقط ولم اعرف سوى سلق البيض، في احدى المجالس المنعقدة في بيتنا شعرت بان جماعة من النساء يحدِّقن النظر الي منذ أن رأيتهم ارتجف قلبي وشعرت بشعور غريب ممزوج بإضطراب، بمجرد ان فتحت عيني وجدت نفسي عند رجل غريب لم اعرف عنه أي شيء.. وهكذا الحال عند البعض الى يومنا هذا يغريهم ظاهر الاشخاص ويزوجون ابنتهم قبل أن يحققوا مِن أصله وأخلاقه وخصوصياته!.
حضر الشيخ ليعقد لنا، بعد مدة قصيرة وجدت نفسي في المطبخ حائرة أجول يميناً وشمالا، لا أعرف ماذا اطبخ ومن أين أبدأ، قبل بضعة أيام كنت امضي وقتي مع الكتب والدفاتر والآن وجب علي ان أضع قائمة لأعمال البيت وقائمة للطعام بدلا عن قائمتي الدراسية، تغيركل شيء بسرعة كبيرة تغيرت حياتي تغييرا جذريا ولم اتوقع حصوله أبدا.
بدأت حياة جديدة مختلفة عن حياة التي كنت اعتاد عليها.. الاختلاف بالأذواق، الاختلاف بالآراء، وحتى في العقائد والثقافة العامة، كنّا مختلفين كل هذه الاختلافات وسببت مشاكل كبيرة في حياتي لامفر منها.. تدّخل الآخرين من جانب اخر كان يزيد في الامر سوءا هناك من تعطي نصائح وكأن نصائحها متلبسة بلباس النصيحة وفي الجوهر كانت قذيفة تدمر أركان حياتي الزوجية، ولكن لم أكن أسمع بالقيل والقال أبدا، كنت أفكر بعقلانية ومن ثم أنجز ما اراه صالحا..
الأحلام الذهبية
كل أنثى تحلم بحياة مثالية وتغرق في آمال ذهبية وتفكر في فارس أحلامها وحياتها المستقبلية، ولكن لماذا في مرحلة التنفيذ تصبح الأحلام الذهبية كرماد؟
لماذا يتغير كل شيء؟.
الروابط الرومانسية بمجرد مضي شهور عديدة تفقد لونها وجمالها وتصبح كعجوز خرقاء أو تمحى في سماء الحياة الزوجية كأنها لم تكن لها وجود منذ البداية!.
شعور مهيب وكأنني غارقة في أرجاء الحياة، كنت أرى المشاكل كإنسان نحس يثير بؤسا في حياتي وكأني انتظرت سنوات طويلة لينزل فوق رأسي ويفقدني صوابي.
لماذا هذه المشاكل أصبحت من نصيبي؟
هل الجميع يعانون من هذه المشاكل؟ ام انا الوحيدة؟ المشاكل التي لم يكن باستطاعتي ان أتكلم عنها لأختي أو أمي، رباه أهذا معنى آيتك العظيمة(لتسكنوااليها)؟
أين السكن؟ لماذا لم اجد أي أثر من السكن الذي تكلمت عنه في كتابك؟
وجدت فلسفة الزواج
لايزال حب الكتاب يكمن في داخلي ويؤنس وحشتي، في إحدى المرات بينما كنت اتجول في البلدان واسير في عالم الخيال، وجدت في احد الكتب (من فلسفة الزواج التكامل والنمو)..
أي تكامل؟ أي نمو؟ لم أجد في هذه العلاقة سوى الصعوبات!
قرأت اكثر وتعمقت في هذا القول!.
بحثت في خلايا مخي والحاضر الذي كنت اعيشه، علني اجد حلا لهذا اللغز.
هل يوجد أي تغيير في حياتي؟
ماهي ثمرة هذه الرحلة من الماضي الى الان؟
بعد مرور عام في هذه العلاقة مامدى نموّي؟
شخصيتي التي كانت تفيض منها الغرور والتكبر، وكانت تنتهي كل المناظرات الى حرب هدّام بسلوكي هذا، الان تغيرت ثلاثمئة وستون درجة وأخذ التواضع والتسامح يأخذان مكان الغرور والتكبر!.
من فتاة مغرورة ترقيت وأصبحت إمرأة متسامحة أبحث عن السلام..
هذا السلام كان نتيجة صبري وأفكاري التي صارت سبب طمأنينة في نفسي أولا ومن ثم عائلتي..
ربما هذه إحدى التأويلات للآية الكريمة (لتسكنوا اليها).
تجهزت بسلاح الأخلاق والرفق والمداراة الذي كان يسبب الراحة في علاقتي،
ادركت أنّ في الحياة الزوجية ليس مطلوبا منا أن نجلس مكتوفي الأيدي ونكثر في الطلبات، بل عندما خرجت كلمة نعم من أفواهنا يجب أن نحضر أنفسنا لتقبّل الواجبات، بعد هذه الكلمة يقع على أعتاقنا مسؤلية كبيرة نحو الزوج والحياة الزوجية مسؤولية ممزوجة بالتسامح، الصبر، الحلم، الايثار والمحبة..
بعد ذلك ادركت معنى الآية المباركة ولمستها في حياتي، كنت مخطئة عندما ظننت أن كل شيء يجب أن يكون جميلا ومثاليا منذ البداية، بل نحن من علينا أن نصبر ونترك على حياتنا بصمة سحرية لتعلو ونعلومعها ونتكامل..
بعد أن حافظنا على هذالحرم المقدس (الزواج)، الله سبحانه وتعالى وهب لنا المودة والرحمة أصبحت حياتنا جميلة ومثالية وكان يضرب بِنَا المثل في العائلة..
رحمة الله نزلت علينا وهذه كانت إحدى أهم ثمرات زواجنا المبارك..
نعم انا حامل!.
وهذا الفخر صار من نصيبي لأحمل على عاتقي هذه المسؤولية المثالية ألا وهي الأمومة..
ربناهب لنا من ازواجنا وذرياتنا قرة أعين واجعلنا للمتقين اماما)
اضافةتعليق
التعليقات