لا شكَّ في أن الصداع في رمضان أمرٌ شائع الحدوث، ويعتبر ردّ فعل طبيعياً للتغير المفاجئ في مواعيد تناول الوجبات، واختلاف أوقات النوم، لكنّ الخبر السار هو أن هناك أشياء يمكن أن يفعلها الصائم؛ لتجنب هذا الأمر.
أسباب الصداع في رمضان
لا يزال السبب الدقيق للإصابة بالصداع في أثناء الصيام غير معروف، ولكن هناك بعض النظريات حول سبب حدوث ذلك.
سنلقي في هذا التقرير نظرة على أسباب الصداع في رمضان، كما يقدم بعض الاقتراحات حول كيفية منع حدوثه وعلاجه.
نقص سكر الدم
وفقاً لما ذكره موقع Very Well Health الطبي الأمريكي، فإن أحد الأسباب المحتملة للصداع في أثناء الصيام هو نقص السكر بالدم، أو انخفاض نسبة السكر في الدم.
بالنسبة لبعض الأشخاص الذين لديهم تركيبة جينية معينة، قد تؤثر التغيرات الطفيفة في نسبة السكر في الدم على مستقبلات الألم بالدماغ، وهذا يؤدي إلى صداع الصيام.
سحب الكافيين والنيكوتين
كما يربط الموقع الطبي الصداع في رمضان بانسحاب الكافيين والنيكوتين من الجسم، وعادةً ما يحدث صداع الانسحاب بعد نحو ساعات من آخر تناول للكافيين والنيكوتين.
إضافة إلى ذلك، فإن الصداع المرتبط بالكافيين والنيكوتين له أعراض مشابهة لصداع التوتر.
الجفاف أو الإجهاد
كما يعتبر الجفاف أحد الأسباب الرئيسية المسببة للصداع في رمضان، لاسيما أن الصائم يبقى لساعات طويلة من دون تناول طعام أو شراب، والصداع هو إحدى سمات الجفاف.
وأحد التفسيرات لـ"صداع الجفاف" أن الجسم عندما يصاب بالجفاف، فإن الدماغ يمكنه أن ينكمش مؤقتاً أو يتقلص نتيجة فقدان السوائل، وكذلك الأوعية الدموية فيه.
ووفقاً لصحيفة الشرق الأوسط، فإن هذه الآلية تجعل الدماغ يبتعد عن الأغشية المحيطة بالدماغ والتي تفصله عن عظام الجمجمة، مما يسبب الألم ويؤدي إلى صداع الجفاف، وبمجرد إعادة الترطيب، ينتفخ الدماغ ويعود إلى حالته الطبيعية، مما يخفف من الصداع.
حرمان الدماغ من وقوده!
يعتبر الصيام هو الامتناع عن الطعام والشراب لساعات معينة، لكن علمياً فإن ذلك يعني حرمان الجسم من العناصر الغذائية وبالتالي حدوث نقص في الطاقة التي ينتجها.
وتُنتج الطاقة عموماً من النظام الغذائي المحتوي على الكربوهيدرات والجلوكوز وهي وقود الدماغ الأساسي، إذ إنّ الكربوهيدرات تهضم إلى الجلوكوز والجلوكوز يقوي الخلايا العصبية.
عندما نصوم ينخفض مخزون الجلوكوز الوارد إلينا إلى الصفر، فيعمل الدماغ للتحول إلى مصدر وقود بديل وهو "الكيتونات" ولكن هذا التحول لا يحدث مباشرة، مما يحدث بعض الصداع والضباب في الدماغ.
علاج الصداع في رمضان
بحسب تقرير نشره موقع WebMD المعني بالشؤون الصحية، فإن من أفضل الطرق التي تقضي على الصداع استخدام الكمادات الباردة، وهناك طرق أخرى أيضاً هي:
جرب الكمادات الباردة
إذا كنت تعاني من الصداع في رمضان، فضع كمادات باردة على جبهتك، إذ يمكن لمكعبات الثلج الملفوفة في منشفة أو كيس من الخضراوات المجمدة أو حتى الاستحمام البارد أن يخفف الألم.
واحتفظ بالضغط على رأسك لمدة 15 دقيقة، ثم خذ استراحة لمدة 15 دقيقة.
تمرين التنفس
التنفس بعمق من أفضل الأشياء التي قد تقضي على الصداع.
فيمكنك فقط الجلوس، وإغلاق عينيك، وابدأ بالتنفس بعمق وببطء إلى أن تشعر بأن الهواء يملأ معدتك، ثم أخرج الهواء ببطء شديد.. افعل ذلك لمدة 10 مرات، وسترى فرقاً كبيراً، فهذا التمرين لا يقضي على الصداع فقط، بل يمنعه أيضاً.
إرخاء العضلات
ابدأ بلف رقبتك إلى اليمين ثم إلى اليسار، ثم بطريقة دائرية، بعدها ابدأ بتحريك أكتافك للأمام ثم للخلف. قم بأداء كل تمرين 10 مرات، فهذا من شأنه أن يرخي العضلات ومن ثم يضع حداً للصداع الذي تشعر به.
الاستحمام
في كثير من الأحيان، يكون العلاج في الوقوف تحت الماء والاستحمام، أو حتى الاسترخاء في الماء الدافئ لبعض الوقت، فهذا سيكون مفيداً جداً في التخلص من الصداع.
نصائح إضافية تساعدك على الوقاية من الصداع أثناء الصيام في رمضان:
تجنب الإجهاد الذهني والبدني
اتبع نظاماً غذائياً صحياً
اشرب كمية كافية من السوائل
احصل على قسطٍ كافٍ من النوم
مارِس التمارين الرياضية بانتظام . حسب عربي بوست
في رمضان.. كيف تتعامل مع الصداع؟
أوضح الدكتور مؤيد قاسم خالد -استشاري أول طب الطوارئ بمؤسسة حمد الطبية في قطر- أن آلام الرأس تواكب عموما الأيام الأولى للصوم، إذ يشكل الصداع عارضا أوليا لدى عدد من الصائمين، خصوصا في الفترة الأولى من رمضان، نتيجة التغيير السريع الذي يحصل في العادات الغذائية والتخفيف من استهلاك السوائل.
وأضاف -في بيان على موقع مؤسسة حمد الطبية- أن انخفاض استهلاك السوائل يؤدي لآلام في العضلات والإرهاق والتعب مما يزيد من مخاطر حدوث الصداع وآلام الرأس. ويجب ألا نغفل هنا أن عدم تناول فنجان القهوة الصباحي أو طعام الفطور عند البعض قد يساهم في زيادة الألم.
كذلك يساهم الاضطراب في النوم والقيام للمشاركة في السحور ثم العودة إلى النوم في حدوث أوجاع الرأس، خصوصا في الفترات الأولى للصوم، لكن بحكم عادة الصوم ستنحسر حدة ألم الرأس مع مرور الوقت.
ولتفادي المشكلة يجب الانتباه لضرورة استهلاك كمية كبيرة من السوائل، أي بحدود ثلاثة ليترات سوائل موزعة على فترات ساعات الإفطار والسحور. ولا بد من الاعتدال في ساعات النوم وكمية الطعام المستهلكة من الإفطار إلى السحور.
ويجب الانتباه إلى أن ساعات الصوم الطويلة تدفع إلى الإقبال على تناول الطعام الدسم دون التركيز على ما يحتوي من سوائل وأملاح كالخضار والفواكه، وبالتالي تتباطأ عملية الهضم وتصيب الصائم بكسل ونعاس شديدين يعطلان تناوله السوائل وتحرمه حاجاته لأنواع تساعد في تسهيل عملية الهضم.
وحذر الدكتور مؤيد من التعرض المباشر لأشعة الشمس ودرجات الحرارة المرتفعة أثناء الصوم والتي تسبب الإصابة بـ "ضربة الشمس". ونوه بأن حلول رمضان هذا العام في الصيف قد يزيد من التعرض لبعض المشاكل الصحية وخاصة الناتجة من نقص المياه والأملاح في الجسم.
وقال أيضا إن ضربة الشمس تأتي نتيجة التعرض المطول لأشعة الشمس أو الحرارة المرتفعة، حيث يفقد الجسم القدرة على إخراج الحرارة، ويسبب بقاؤها في الداخل ضررا على الأعضاء الحيوية في حالات قليلة، وفي حالات أخرى تؤدي لآلام حادة بالرأس مع فقدان الجسم السوائل مما يسبب آلاما عضلية وإرهاقا وعصبية شديدة، إضافة إلى الغثيان والقيء، واحمرار وتوهج الجلد، وزيادة سرعة التنفس، وتسارع ضربات القلب، وصعوبة التكلم وعدم فهم ما يقوله الآخرون.
وأضاف أن العمال الذين يعملون بالأماكن المفتوحة أكثر الفئات تضررا من حرارة الشمس خاصة أثناء الصيام، لكن المعايير الصارمة التي تمنع من العمل خلال الساعات التي ترتفع فيها درجات الحرارة بشكل كبير أدت إلى عدم زيادة أعداد المصابين بضربات الشمس، مما يؤكد نجاح حملات التوعية التي تهدف إلى الحفاظ على صحة الجميع.
ويحذر الدكتور مؤيد من عدم تناول السوائل بكميات كافية خلال فترات الإفطار، مما يقلل من قدرة الجسم على التكيف مع التغيرات في درجة الحرارة.
ويضيف أنه يجب تناول السوائل بكميات كافية خلال فترات الإفطار، ويجب ملاحظة أن القدرة على التعامل مع الحرارة الشديدة تعتمد على قوة الجهاز العصبي المركزي، وتقل هذه القدرة لدى الأطفال وكبار السن فوق 65 عاما، فهذه الفئات العمرية عادة ما يكون لديها صعوبة في الحفاظ على الرطوبة، مما يزيد أيضا من خطر الإصابة لديهم بضربة الشمس.
ويعتمد علاج ضربة الشمس على نقل المصاب لمكان أقل حرارة قدر المستطاع وخفض حرارة المصاب حتى تعود لوضعها الطبيعي، وإذا كان في وعيه فيجب إعطاؤه ماء أو مشروبا مثلجا لرشفه أو شربه، مع ضرورة تجنّب المشروبات الساخنة أو المنبهة. أما إذا كان فاقدا للوعي فيجب أن يرش على جسمه ماء بارد أو مسح جسمه بقطن مبلل بالماء البارد، ثم عرض الجسم لمروحة أو تيار هواء حتى يتبخر الماء بسرعة، وبذلك يتم الحفاظ على صحة الدماغ ووظائف الجسم الحيوية.
واختتم الدكتور مؤيد بأن الحر الشديد "يؤدي إلى التعرق وخسارة السوائل، وارتفاع درجة الحرارة التي تفوق قدرة الجسم على التبريد فيحدث خلل في مراكز تنظيم الحرارة مما يؤدي لعدم القدرة على التخلص من الحرارة فتحدث ضربة الشمس". حسب الجزيرة
اضافةتعليق
التعليقات