نعم إنه عام 2020 عام الأحداث الغير متوقعة، عام قلب موازيين العالم، عام سيء لجميع سكان العالم ومن ضمنهم المسيحيين الذين حرموا من إقامة القداسات والصلوات الاحتفالية بمناسبة عيد القيامة المجيد وهو أعظم الأعياد المسيحية وأكبرها ومتمم الصوم الكبير الذي استمر لمدة 55 يومًا.
يقصد الملايين من كافة الجنسيات (اليونانية، الروسية، الرومانية، الاقباط، السريان)، مدينة القدس وكنيسة القيامة لإقامة مراسم الحج، والمشاركة في هذا اليوم الذي يعد حسب العقيدة المسيحية هو يوم انبثاق النور المقدس على العالم.
تقيم الكنائس القبطية الأرثوذكسية الصلوات الاحتفالية في عيد القيامة أو كما تسمى أحد القيامة ويعرف أيضا بسبت النور وقد اتخذ هذا اللقب لما يحمله اليوم من بركة تنير حياة أبناء المسيحية وظهور النور المقدس من قبر المسيح، ويعرف أيضًا بـ"سبت الفرح" هو أحد الأيام ذات المكانة الخاصة في السنة القبطية ذلك لما تحمله من حدث أعادة الحياة والخلاص إلى الملايين. الذي يقام خلاله الاحتفال بالعيد وسط اللحان والعزف السعيد بعودة المسيح.
وتستمر الاحتفالية من ليلة سبت النور حتى عيد القيامة عصر السبت وتختم طقوس الاحتفال بعيد القيامة مع الساعات الأولى من يوم أحد القيامة، بأجواء مليئة بالبهجة والسرور.
لكن إخواننا المسيحين لم يعيشوا فرحة أعيادهم لهذا العام فقد كانت ملامح عيدهم حزينة مزخرفة بدموع وآلام سكان الكرة الأرضية من جراء فايروس كورونا الذي تسبب بتغير كل جوانب الحياة في العالم سواء كانت السياسية والاقتصادية وحتى الدينية فقد تم اغلاق جميع دور العبادة مساجد وكنائس واضرحة حتى بيت الله أغلق أبوابه أمام حجاجه ومعتمريه.
وصل تأثير مرض فيروس كورونا كوفيد_19 في تغير خارطة طريق العالم الى عيد الفصح المسيحي وتغيير مراسيم الاحتفال والطقوس التي اعتادوا القيام بها في عيدهم.
فقد التزموا مئات الملايين المسيحين الكاثوليك والبروتستانت بيوتهم لكونهم يخضعون إلى الحجر المنزلي الاجباري مثل باقي سكان الكرة الأرضية.
وفي بداية عطلة نهاية الأسبوع في عيد الفصح، بدأ مئات الملايين من المسيحيين احتفالات غير مسبوقة، خصوصا في ساحة القديس بطرس في الفاتيكان التي خلت من المؤمنين بعد ان كانت تكتظ بهم عادة في هذه المناسبة من كل عام.
كان الاحتفال هذا العام بعيد الفصح، أهم الأعياد المسيحية، عبر شاشات التلفزيون وأجهزة الكومبيوتر والألواح الذكية لمشاهد البابا فرنسيس في ساحة القديس بطرس الخالية من المؤمنين مع أحياء {الجمعة العظيمة}. وسط اجواء يملئها الحيرة والخوف من الاصابة بهذه الجائحة وعدم اكمال طقوسهم الدينية.
في القدس، وللمرة الأولى منذ أكثر من مئة عام، اغلقت كنيسة القيامة أبوابها بسبب الفيروس، أمام المسيحيين المحتفلين بالعيد. واكتفت في يوم الجمعة العظيم بإقامة قدّاس بلا مُصلّين، ومشى أربعة أشخاص فقط على خطى المسيح في درب الآلام، مرنّمين تراتيل دينية.
غير الخوف من تفشي فيروس كورونا عادات وطقوس الاحتفال بعيد القيامة في أستراليا ونيوزيلندا، إذ اضطر كثير من السكان إلى المشاركة في قداس العيد عبر الإنترنت، الأحد، وأقاموا الحفلات في الباحات الخلفية لمنازلهم وتنزهوا على الشواطئ مراعين قواعد التباعد الاجتماعي.
وفي الولايات المتحدة الامريكية التي تعتبر حاليا بؤرة المرض الذي أودى بحياة أكثر من أربعة عشر ألف أمريكي، لم يترك مسيحييهم الاحتفال بهذه المناسبة المقدسة على وفق ماسمح به كورونا من تغيير مؤقت للعادات الاجتماعية المرتبطة بالطقوس الدينية فمن ضمن طقوس الاحتفال هو تناول العشاء وسط الأهل والأصدقاء بجو مليء بالحب والابتهاج في هذا العام وحرص بعض الأمريكيين على تناول العشاء بمفردهم، بينما يتواصلون مع أسرهم عبر الانترنت بالاتصال صورة وصوت.
كانت أمنية جميع المسيحيين لهذا العام واحدة وهو أن يزال هذا الوباء وينتهي بأسرع وقت وهذه أمنية جميع شعوب العالم زوال هذا الفايروس الخطير والرجوع إلى الحياة الطبيعية والتمتع بالمناسبات سواء كانت الدينية أو الاجتماعية.
ليس فقط الديانة المسيحية من تغيرت طقوس احتفالهم. فشهري رجب وشعبان لهما خصوصية كبيرة لدى المسلمين في جميع أنحاء العالم كانت أجواءهم حزينة لهذا العالم يملأها أمنية واحدة هو التخلص من هذا الفايروس القاتل الذي غير الحياة وجعلها شبه معدومة وتدخل في الطقوس الدينية والعادات اليومية.
وينتظر العالم بعد أيام قليلة حلول شهر رمضان المبارك الذي له خصوصية كبيرة وطقوس مميزة لدى المسلمين ومن ضمن طقوسه التجمع للافطار والصلاة جماعة في المساجد وكثرة الزيارات وهذه جميعها حاليا ممنوعة بسبب وضع عاصفة كورونا.
السؤال هنا هل سيكون عيد المسلمين حزينا كما حدث في عيد القيامة لإخواننا المسيحين، هل سيكون عيد عبر الشاشات وهل سيكون عيد بلا صلاة؟
جواب هذه الأسئلة بيدنا، نحن من نرسم المستقبل للأيام القادمة بجلوسنا في بيوتنا والتزامنا بالاجراءات الاحترازية والوقائية لمنع انتشار هذا الوباء الخطير والتضرع بالدعاء إلى سبحانه وتعالى أن يمن علينا بالفرج القريب ونسأل الله أن يأتي عيد الفطر المبارك والعالم قد تخلص من ضرر فايروس كورونا ويستبشر الجميع مسلمين ومسيح للصلاة جهرا في المساجد والكنائس وترجع الطقوس كما كانت والأجواء أجمل بإذن الله، فقط خليكم بالبيت.
اضافةتعليق
التعليقات