انما حرم عليكم الميته والدم ولحم الخنزير وما اهل به لغير الله فمن اضطر غير باغ ولا عاد فلا اثم عليه ان الله غفور رحيم
*البقرة 173*
تتضمن ايات القران الكريم العديد من الامور التي لوتدبرنا فيها قليلا وامعنا النظر لوجدنا ان هدفها الاول والاخيرهوسعادة البشر وهذا العطف الإلهي المرسل بهذه الايات العظيمه يجعل الانسان يرتقي نحو الافضل دون ان يشعر, فقد نزلت هذه الايات العظيمه قبل اكثر من 1400 سنه لكن الابحاث الحديثة بدات تكشف لنا اليوم عن سبب تحريم الله تعالى لبعض هذه الاشياء كالميته والدم ولحم الخنزير وغيرها بينما اختارها الله منذ ذلك الحين دون غيرها ليحرم اكلها.
في خصوص الميتة ولماذا حرمها الله علينا , والمقصود بالميتة.. هي الحيوانات التي فارقت الحياة دون ان تذبح ومثل هذه الحيوانات قد تكون ماتت بسبب وباء اوتقدم السن او تسمم او اختناق او السقوط من المرتفعات وغيرها وهذه الاسباب تجعلنا نفكر قبل الاقدام على اكلها فالحيوان يبدأ بالتحلل بعد الموت بسبب مادة الميوسين وهي مادة بروتينية تعمل على تحلل الجسم وتسبق هذه الحاله حالة تدعى التصلب الرميتيبس الجسم اي تصلب عضلات الجسم اللا إرادية اولا ثم الاراديه فيبدا طعم اللحم ورائحته بالتغير مسبب مشاكل في الجهاز الهضمي.
اما الحيوانات النافقه بسبب المرض فربما تسبب بنقل المرض للانسان عن طريق تناول لحمها.
واما ميتة الحيوانات المتقدمة بالسن فيكون لحمها صلبا وقويا وأعضاؤها وانسجتها تالفة بسبب الشيخوخه وبذلك تكون فاقدة للقيمة الغذائية المرجوه من تناول اللحوم.
اما الحيوانات النافقة نتيجة التسمم فتمثل النوع الاخطر حيث يؤدي تناول لحمها الى الوفاة نتيجة التسمم في بعض الاحيان وحسب نوع السم المسبب للوفاة.
لقد اكدت الابحاث الطبية ان هناك مئات الامراض والأوبئة تنتقل للانسان عن طريق اللحوم الميتة ومسببه العديد من المشاكل الصحية كعسر الهضم والقيء والاسهال وارتفاع الحاد في درجات الحراره والتسمم الغذائي وقد تسبب هذه اللحوم الى الاصابه بالطفيليات والديدان والفايروسات.
اما في تحريم الدم.. الذي يعرف بانه سائل احمر لزج معتم يملأ الأوعية الدموية وينتقل في جميع اجزاء الجسم , وله وظائف عديدة كعملية التنفس وعملية الاخراج عن طريق اجهزة الاخراج الكلى والجلد وعملية الامتصاص للمواد الغذائيه ونقلها الى جميع الاعضاء , فلو كان الحيوان مصابا بالامراض فسيكون الدم افضل وسيلة لنقله الى اجزاء الجسم المختلفة فقد يحتوي الدم على فايروسات او طفيليات او بكتيريا او امراض اخرى وموت الحيوان دون ذبحه يؤدي الى احتباس الدم وبقاؤه داخل العروق وبالتالي يكون احد الاسباب المؤدية الى انتقال الامراض للانسان.
اما في تحريم لحم الخنزير..وهو حيوان قذر يعيش على الاوساخ والقاذورات ومثل هكذا حيوان تأبى النفس البشرية ان تتناول لحمه وقد اثبتت الدراسات الحديثة ان الخنزير يحمل اكثر من 450 مرض منها امراض طفيلية واخرى وبائيه ومن هذه الامراض الزحار والاسكارس والديدان الكبدية وغيرها.
كذلك يسبب لحم الخنزير ودهنه سرطان القولون والبروستات والثدي والدم.
وله دور في الاصابه بالسمنه المفرطه التي يصعب علاجها.
ويعتبر مسبب للحساسية وقرحة المعدة والتهابات الرئة والعديد من الامراض الاخرى .
بعد هذا التطرق الى محتوى هذه الايه وما نهانا الله عنه كما قلنا قبل اكثر من 1400 سنه , وما وصل له العلم الحديث هذا اليوم عن السبب وراء منع تناول هذه الاشياء, نجد عطف الكريم ورحمته علينا ومايريد لنا من خير وتقدم بارشادنا وتوجيهنا نحو ما نختار من طعام الذي يعتبر هو البناء للجسم ليجعل الملتزم باوامر الله ونواهيه يشب على الطعام الحلال بعيدا عن ما حرم الله.
ثم بعد هذا التحريم يبدأ العطوف الكريم بالسماح في بعض المواقف والاماكن للحفاظ على الحياةبتناول ماحرم لمنع الموت.
فقيمة سعادتنا تجلت في هذه الايه العظيمة بتحذيرنا اول الامر من الضرر, وثانيا بالسماح بتناولها عند الضرورة حفاظا على حياتنا,واخيرا المغفره والرحمة وهي الاعظم,
فالحمد لله على نعمة الإسلام.
اضافةتعليق
التعليقات