إن الصداع النصفي هو ألم غالباً ما يكون في جانب واحد من الرأس، ويسبب نبضات مؤلمة مثل خفقان القلب، ولكنها تكون في الرأس، ويمكن أن يأتي على هيئة نوبات قد تستمر لعدة أيام، وقد تكون شديدة لدرجة أن الألم يعوق الشخص عن ممارسة يومه بشكل طبيعي.
وقد تكون هناك بعض الأعراض التحذيرية المعروفة بإسم الهالة قبل أو مع الصداع، ويمكن أن يشمل ذلك ومضات من الضوء، أو ومضات مُظلمة، أو وخز على جانب واحد من الوجه، أو في الذراع أو الساق.
دواء جديد لعلاج الصداع النصفي يعطي نتائج واعدة، وذلك من خلال تجربة سريرية واسعة النطاق، ما يقدّم أملاً للأشخاص غير القادرين على استخدام خيارات العلاج الحالية.
وأظهر دواء "Ubrogepant"، معدلات أعلى من تخفيف ألم وأعراض الصداع النصفي مقارنةً بالعلاج البديل، حيث أبلغ أكثر من 20٪ من المشاركين أن الدواء ساعدهم في التخلص من الألم في غضون ساعتين، فيما قال أكثر من 34٪ إن الدواء أزال عنهم أكثر الأعراض المزعجة المرتبطة بالصداع النصفي، والتي تشمل حساسية الضوء والضوضاء.
وقال الطبيب ريتشارد ب.ليبتون، مدير مركز "مونتيفيوري" للصداع في نيويورك، والذي أشرف على الدراسة التي نُشرت في المجلة الطبية "JAMA" إن "تناول "Ubrogepant" كدواء جديد محتمل للعلاج الحاد من الصداع النصفي، سيوفر ابتكارات مطلوبة بشدة لمرض يسبب ضياع الوقت لملايين الأشخاص".
ويعمل ليبتون أيضاً كمستشار لشركة "Allergan"، وهي شركة الأدوية التي رعت التجربة. وينتظر "Ubrogepant" حالياً موافقة إدارة الغذاء والدواء الأمريكية.
ويعاني نحو 40 مليون أميركي ومليار شخص في جميع أنحاء العالم من الصداع النصفي. وتؤثر هذه الحالة على واحدة من كل 5 نساء، وواحد من كل 16 رجلاً، ذلك وفقاً لمؤسسة الصداع النصفي الأمريكية. ومن أكثر أعراض المرض شيوعاً هو الصداع الشديد الذي يؤثر عادةً على جانب واحد من الدماغ، ولكن يمكن أن تشمل الأعراض أيضاً الغثيان والقيء، وحساسية الضوء والضوضاء، والشم. ويمكن أن تتضمن بداية الصداع النصفي اضطرابات بصرية تُعرف بالهالات.
وقال ليبتون: "الصداع النصفي السبب الرئيسي الثاني للإعاقة، ونحن بحاجة إلى علاجات حادة جديدة تتسم بالفعالية والأمان ويمكن تحملها".
ويمكن علاج بعض أنواع الصداع النصفي ببعض الأدوية مثل الإيبوبروفين، أو أسيتامينوفين، أو الأسبرين، إذا تم تناولها عند ظهور العلامات الأولى لحدوث الصداع النصفي.
وعندما لا تكون هذه الأدوية فعالة، فالعلاج الأكثر شيوعاً هو فئة من الأدوية تسمى أدوية التريبتان، وهي خاصة بالصداع النصفي وتعمل عن طريق انقباض الأوعية الدموية حول الدماغ لوقف الألم. ولكن أدوية التريبتان لا تعتبر آمنة للاستخدام من قبل الأشخاص المعرضين لخطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، والسكتة الدماغية.
ويستهدف الدواء الجديد "Ubrogepant" بروتيناً يُسمى الببتيد المرتبط بالجينات "CGRP"، والذي يشارك في انتقال الألم. وتزيد مستويات "CGRP" أثناء الصداع النصفي، ومن خلال اعتراض البروتين، يوقف "Ubrogepant الألم وبالتالي يوقف الصداع النصفي. ونظراً لأن الأوعية الدموية ليست مستهدفة، فإن الدواء يعد خياراً للأشخاص المعرضين لخطر الإصابة بأمراض القلب.
ويقول الدكتور ستيفن سيلبرشتاين، مدير مركز "جيفرسون" للصداع في جامعة توماس جيفرسون، إن "Ubrogepant" ليس فعالاً بنفس قدر فعالية أدوية التريبتان. وأظهرت الدراسات التي أجريت على أدوية التريبتان معدلات استجابة تتراوح بين 40 و75٪، وفقاً لمراجعة للمعالجات الحادة للصداع النصفي من قبل معهد المراجعة السريرية والاقتصادية.
وفي التجربة الجديدة، تم اختبار "Ubrogepant" على جرعتين: 25 و50 ملليغراماً. وعند تناول الجرعة الأقل، أبلغ 20.7٪ من المشاركين أن الدواء ساعدهم في التخلص من الألم في غضون ساعتين، وأن أكثر من 34.1٪ أبلغوا أن الدواء قد أزال عنهم الأعراض المزعجة. أما الجرعة الأعلى فقد كانت نتيجتها 21.8% و38.9٪ على التوالي.
وكانت جميع النتائج لا تزال أقل من تأثير تخفيف الأعراض الذي أبدته أدوية التريبتان.
وقال سيلبرشتاين: "تشير الدراسة بوضوح إلى أن الدواء فعال، لكنه خيار للمرضى الذين لا يمكنهم تحمل أدوية التريبتان."
اضافةتعليق
التعليقات