حتى في الصيف يعاني عدد من الأشخاص من نقص فيتامين "د" الضروري لصحة العظام والعضلات والمناعة، وذلك بسبب التعرض المحدود لأشعة الشمس واستخدام واقي الشمس. بمواجهة هذا النقص تنصح الهيئة الصحية الوطنية البريطانية بتناول المكملات الغذائية.
نظراً للفوائد الصحية الكبيرة لفيتامين "د"، تنصح هيئة الخدمات الصحية الوطنية البريطانية "أن أتش أس" بتناوله كمكمل غذائي من سبتمبر (أيلول) إلى أبريل (نيسان). وعلى رغم ظهور أشعة الشمس في الصيف فإن كثيرين منا لا يحصلون على درجة كافية منها. وعلى ما يبدو يعاني أكثر من نصفنا من نقص في الفيتامين على رغم موجة الحر الصغيرة التي نختبرها.
ثم إن التوازن بين الاستفادة من أشعة الشمس للحصول على فيتامين "د" لمدة 5-30 دقيقة دون واقي الشمس وحماية بشرتك من الأشعة فوق البنفسجية الضارة، يعد أمراً صعباً.
بالتأكيد لن أرغب في الخروج دون استخدام كريم واق من الشمس لمدة نصف ساعة تحت أشعة الشمس الساطعة خلال الصيف. وتتفاقم مشكلة نقص فيتامين "د" بسبب حقيقة مفادها أن أجسامنا لا تستطيع تخزين فيتامين "د".
يلعب فيتامين "د" دوراً حيوياً في دعم وظائف متعددة في الجسم مثل تقوية الأسنان والعظام وتعزيز صحة القلب والعضلات، وأيضاً تقوية جهاز المناعة (مما يساعد في درء نزلات البرد المزعجة).
وإذا كنت حاملاً سيساعد فيتامين "د" في تعزيز نمو طفلك، ويعد ضرورياً في حال كنت تقضين وقتاً طويلاً في الأماكن المغلقة بعيداً من الشمس.
ويقوم فيتامين "د" بكل هذا من طريق مساعدة أجسامنا على امتصاص واستخدام الفوسفور والكالسيوم، وهما عنصران أساسيان لصحتنا. وقد يظهر نقص هذا الفيتامين عبر أعراض مثل الإمساك ومشكلات في اللثة وآلام في المفاصل والعظام، وفي الحالات الأكثر خطورة يمكن أن يؤدي إلى أمراض مثل الكساح واعتلال العظام.
والمعضلة أن حماية بشرتنا من الأشعة الضارة باستخدام واقي الشمس تمنع الجسم من إنتاج فيتامين "د" لأن الجسم يحتاج لأشعة الشمس المباشرة (وليس من وراء نوافذ الزجاج) لإنتاجه. ويحتاج الجسم وقتاً أطول لإنتاج كميات كافية من فيتامين "د" خلال الفترة قبل الساعة الـ11 صباحاً وبعد الثالثة مساء، وفي الوقت ذاته يكون خطر الحروق الشمسية أقل.
وتختلف أنواع البشرة بصورة كبيرة في قدرتها على امتصاص فيتامين "د"، لذا كلما كانت البشرة أفتح زادت قدرتها على إنتاج فيتامين "د"، مما يعني أنه لا حاجة لقضاء وقت طويل تحت الشمس.
أما بالنسبة لأصحاب البشرة الداكنة يحتاجون إلى قضاء وقت أطول تحت الشمس للحصول على نفس الفوائد لفيتامين "د".
وبما أن عدداً منا يعملون في الأماكن المغلقة فإن فرص تعرضنا لنسب صحية من ضوء الشمس تصبح محدودة. إذاً ماذا علينا أن نفعل؟ أولاً ابدأ بتحسين نظامك الغذائي. إن تناول ما يكفي من الأطعمة الجيدة الغنية بفيتامين "د" هو الحل الأمثل، ويمكن العثور على مصدر جيد له في اللحوم الحمراء والأسماك والمأكولات البحرية والبيض ومنتجات الألبان والتوفو وحليب الصويا وحليب اللوز.
وبدلاً من التوفير في واقي الشمس الذي له فوائد صحية متعددة يمكن الاعتماد على المكملات الغذائية. لذا توصي "أن أتش أس" البالغين بتناول قرص بحجم 400 وحدة دولية من فيتامين "د" عند قلة التعرض لأشعة الشمس.
إن مكملات فيتامين "د" هي وسيلة للاستمتاع بفوائد أشعة الشمس وتجنب التجاعيد. أعتقد أن هذا ما يدعى موقف رابح في كلتا الحالتين. حسب اندبندت عربية
اضافةتعليق
التعليقات