رمضان يا رمضان مسلسلات وأفلام وسهر حتى الصباح، وأشهى أصناف الطعام. هكذا يبدو ولكن كما يُقال: "من لا يعرف قدرك لا يعرف ثمنك". لذا دعونا نكشف الستار عن حقيقة شهر رمضان المبارك، ولنسافر في عالمه الخاص ونستمتع بنعمه الفريدة، بعيداً عن زخم المسلسلات والبرامج الرمضانية التي تأخذنا من مائدة الله إلى مائدة الشيطان .
أي شهر هو الذي يُودَّعه الإمام زين العابدين (عليه السلام) بدعاء خاص ومؤثر؟ أي شهر يقول فيه: "السَّلامُ عَلَيكَ يا شَهرَ اللَّهِ الأَكبَرِ ويا عيدَ أولِيائِهِ. السَّلامُ عَلَيكَ مِن شَهرٍ لا تُنافِسُهُ الأَيَّامُ". ما هو سر هذا الشهر؟ ولماذا يحتل مكانة خاصة في قلوبنا؟
الإجابة تكمن في الدعاء نفسه الذي يخاطب به الإمام زين العابدين (عليه السلام) هذا الشهر العظيم. "السَّلامُ عَلَيكَ مِن مُجاوِرٍ رَقَّت فيهِ القُلوبُ، وقَلَّت فيهِ الذُّنوبُ. السَّلامُ عَلَيكَ مِن ناصِرٍ أعانَ عَلَى الشَّيطانِ، وصاحِبٍ سَهَّلَ سُبُلَ الإِحسانِ".
في هذا الشهر الكريم، يتسم التعامل بين الناس باللطف والرقة، وتتواجد الأعمال الخيرية والمساعدات للفقراء وتوزيع الطعام للصائمين. تتناغم القلوب في هذا الشهر، وتتلاشى الذنوب. تظهر النصرة للحق والمعروف، وتسهِّل الطرق نحو الإحسان والجود.
يقول الإمام زين العابدين (عليه السلام): "السَّلامُ عَلَيكَ ما أكثَرَ عُتَقاءَ اللَّهِ فيكَ، السَّلامُ عَلَيكَ كَما وَفَدتَ عَلَينا بِالبَرَكاتِ، وغَسَلتَ عَنّا دَنَسَ الخَطيئاتِ".
إنها فرصة للعتق من النار، فرصة لتطهير النفوس من آثار الذنوب والزلات. في هذا الشهر، يترقب المؤمنون لحظة الغفران والرحمة من الله. فما أجمل أن تأتي البشرى بأن فلان تم عتق رقبته من النار! إنه حقاً يوم عيد، اليوم الذي يُبشر فيه بأنه من أهل الجنة.
يقول الإمام زين العابدين (عليه السلام): "السَّلامُ عَلَيكَ ما كانَ أحرَصَنا بِالأَمسِ عَلَيكَ، وأشَدَّ شَوقَنا غَداً إلَيكَ. السَّلامُ عَلَيكَ وعَلى فَضلِكَ الَّذي حُرِمناهُ، وعَلى ماضٍ مِن بَرَكاتِكَ سُلِبناهُ".
لتتألق الأرواح بنور رمضان، ولتنعم القلوب بسكينة وطمأنينة. فها قد عاد شهر رمضان بجماله وروعته، فلنستقبله بأذرع مفتوحة وقلوب متلألئة بالإيمان والأمل.ابدأ التحدي مع نفسك الآن وابنِ لنفسك جنة في السماء.
1- لنحافظ على جمال رمضان وروحانيته لأنه إن رحل لن يعود
2- لنتجنب الانشغال بالمسلسلات والبرامج التلفزيونية التي تبعدنا عن العبادة والاستغفار ولنتذكر بأننا نستطيع مشاهدتها بعد رمضان .
3- لنجعل هذا الشهر فرصة العمر لمسح الذنوب والتوبة، للعتق من النار.
4- لندعو الله بأن يتقبل منا صيامنا وقيامنا، وأن يعيننا على الطاعة بحق محمد وآل محمد.
إن كان كلامي لامس قلوبكم، فأذكروني بدعوة، فما أنا إلا محاربة في حرب الجهاد مع النفس، وأرجوا من الله النصر عليها. رمضان كريم ومبارك عليكم هذا الشهر العظيم .
اضافةتعليق
التعليقات