طالما سمعنا هذه الكلمات: أن الزمن تغير، والتربية تغيرت، حتى أبسط الأشياء أصبحت في اعداد التطوير والتدوير، فليس غريبا أن يتغير الطفل بشكل مختلف في بيئات مختلفة وبفترة قصيرة، على سبيل المثال تتوقع من الطفل أن يتصرف مع والديه كما كنت أنت تتصرف.
فهناك سلوك بعض الأطفال كما يفسرونها علماء النفس خاصةً لوقتهم ففي السابق لا يوجد مغريات التكنلوجيا والأجهزة الذكية، مما يسبب لهم مشاكل مثل القلق وصعوبات التعلم واضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه والتوحد.
قد يترك هذا التناقض الآباء في حيرة وانزعاج وقلق من أن يكونوا أخطأوا في مكان ما لماذا يختلف سلوك أطفالهم عن سلوكهم، يشعر معظمنا، وفق ما قالته أخصائية التربية البريطانية كاثرين كولتر مشاعر القلق إذا كان طفلك يعاني من القلق خاصةً القلق الاجتماعي، فإن بيئة المدرسة مليئة بالتحديات على عدة مستويات، يجب أن يتنقل طفلك بين مجموعات وأقران ومعلمين وتفاعلات متعددة، ما يتطلب كمية هائلة من الطاقة، ويخفي العديد من الأطفال أعراضهم طوال اليوم ويخبرون أصدقاءهم بأنهم بخير، وهذا عادة بسبب مشاعر الخجل والإحراج.
قد لا تدرك أن طفلك يواجه صعوبات في معالجة المعلومات أو حتى عسر القراءة، ومن الصعب تقييم مشكلات التعلم ويمكن أن تمر بلا ملاحظة من قبل نظام التعليم وبينما يعمل طفلك بجد لإرضاء المعلم ومواكبة أقرانه، فعندما يعود إلى المنزل، يبحث عن طرق لتخفيف التوتر، وقد يصاب بانهيارات نتيجة أشياء بسيطة جدا، وإن الحفاظ على علاقة تعاونية مفتوحة بين الآباء والمعلمين يشجع التواصل، وقد يكافحون من أجل التحلي بالصبر وإنهاء مهامهم وقد يتم تشتيت انتباههم وإلهاؤهم، بينما تكون الأمور أهدأ وأسهل في السابق، حيث تقل الهيكلية والمتطلبات الأكاديمية، قد يتصرف الأطفال أيضاً بشكل مختلف، أي يظهرون أكثر إيجابية أو سلبية (على سبيل المثال، مزيد من نوبات الغضب أو العدوانية قد يكون هذا الاختلاف في السلوك بهذه البيئات ناتجاً عن عوامل مشابهة جداً)...
مهارات التأقلم على متغيرات الحياة
بمجرد أن يفهم الأطفال عواطفهم وكيفية التعبير عنها، فإنهم بحاجة إلى تعلُّم كيفية التعامل مع تلك المشاعر بطريقة صحية. قد تكون معرفة كيفية تهدئة أنفسهم أو إسعاد أنفسهم أو مواجهة مخاوفهم أمراً معقداً بالنسبة للصغار، لذلك يحتاجون إلى تعلُّم، على سبيل المثال، قد يستفيد طفلك من تعلم كيفية أخذ أنفاس عميقة قليلة عندما يكون غاضباً لتهدئة جسده ومشاعره،
هناك طريقة صديقة للأطفال لتعليم هذا، تتضمن إخبارهم بأخذ "أنفاس فقاعية"، حيث يتنفسون من خلال أنوفهم وينفثون من خلال أفواههم كما لو كانوا ينفخون من خلال عصا اللعب بفقاعات الصابون.
يمكنك أيضاً مساعدة طفلك على إنشاء عادات تساعده على تنظيم مشاعره. يعد كتاب التلوين والأشغال اليدوية البسيطة الملائمة لقدراته أن تساعد في تعزيز حواسه وتهدئة عواطفه...
حاول أن تتصرف كمدرب بدلاً من أن تقدم حلاً للمشكلات. قدِّم التوجيه عند الضرورة ولكن اعمل على مساعدة طفلك من بعيد نسبياً على رؤية أن لديه القدرة على حل المشكلات بشكل فعال بمفرده.
ويمكن لنا تحديد مرحلة الطّفولة عند الإمام عَلِيّ (عليه السَّلَام) عن طريق كلامه حول التّطوّر الذّهنيّ والجسديّ للإنسان، إذ يقول (عليه السَّلَام): (إنَّمَا الغُلامَ إنَّما يَثَّغِرُ في سَبعِ سِنينَ، ويَحتَلِمُ في أربَعَ عَشرَةَ سَنَةً، ويَستَكمِلُ طولُهُ في أربَع وعِشرينَ سَنَةً، ويَستَكمِلُ عَقلُهُ في ثَمان وعِشرينَ سَنَةً، وَمَا كَانَ بَعدَ ذلِكَ فَإِنَّما هُوَ بِالتَّجارِبِ).
فالإمام عَلِيّ (عليه السَّلَام) يُعطينا منهاجًا نسير عليه في كيفية تربية الأبناء، فروي عنه (عليه السَّلَام) أنَّه قال: (ولدك ريحانتك سبعًا، وخادمك سبعًا، ثم هو عدوّك أو صديقك)، أي نفهم من مفردات هذا القول: أنَّ المعاملة تكون مع الوليد في بداية مرحلة الطفولة، معاملة برفقٍ ولين وبشفَّافية، ليست معاملة خشنة، فهذه المعاملة يكون فيها مراعاة للحالة النَّفسيَّة للطّفل والمرحلة العمريَّة التي هو فيها، ويكون التَّأديب في هذه المرحلة بالكلام الطَّيّب الحَسِن، واعطائه بعض الدروس الدِّينيّة والأخلاقية في كيفية تعلّمه التَّعامل باحترام مع من هو معه في المُحيط العائلي، وحديث اختصر مفهموم التربية الحديثة التي هي محور كلامنا "لا تربوا أبناءكم كما رباكم أباؤكم، فإنهم خلقوا لزمان غير زمانكم".
اضافةتعليق
التعليقات