(الحقيقة كـالنحلة في أولها لسعة وفي آخرها عسل).
هذه الكلمة الصغيرة التي هي من الكلمات التي تحمل في طياتها ما هو أغلى من الذهب وأجمل من الجمال إذا دخلت نفس الإنسان وهي أنزه وأشرف وأوفى وأحق كلمة.
هذا وإن اللسان العاجز عن إيفاء هذه الكلمة حقها، إلا أنها أصبحت اليوم
لا تتفق وزماننا المغرور والحقد المنشود، لا تتفق وأنفس الأغلبية (أنفس الجشع) الذين يريدون كل شيء لصالحهم وكل الكلام لهم من دون أن يراعوا شعور الآخرين.
والمشكلة في ذلك أن كلمة الحق لا تقال حتى من ألسنة أهل الحق.
فهم يولون وجوههم إلى طريق الغفلة هرباً، ولا يصرخون بوجه الظلم والطغيان فاليوم في عالمنا هذا نعكس الحقائق، إذ إن الذي يريد أن يتفوه بكلمة صالحة سرعان ما يرتد عن ذلك وكأنه أراد السوء.
فالكلمة السيئة ترجع على الناس بالدمار لا شيء آخر، وكما قال الله تعالى في كتابه العزيز: "ومثل كلمة خبيثة كـشجرة خبيثة اجتثت من فوق الأرض مالها من قرار".
فسكوت البعض مراعاة لمشاعر صاحب الاساءة والبعض الآخر سكوتهم خوفاً من نتائج قولهم للحقيقة هذا ما يدعى بالباطل ونسيان الحق.
فعز وجل خلق التناقض بالبشر لكي يرد الصادق الخاطئ وليعلم الجاهل من المتعلم الحق، وما في نفسه من حكمة رحمانية وليعلوا صوت الحق والحقيقة فوق صوت الباطل.
قل الحق ولو على نفسك كي تصل إلى طوق النجاة من هلاك نفسك وهلاك المجتمع من قول الباطل؛ ولكن للأسف غابت الشجاعة في قول الحق في زماننا هذا وصار الباطل يصول ويجول بيننا بسبب ضعف الإيمان وكثرة الإقبال على المنافع الدنيوية ولكي يسيروا مصالحهم ويعيشون! أي عيش هذا الذي يتهافتون عليه وأي ضمير إنساني يقبل بهذا الباطل، فقد انتشر قول الباطل انتشار النار في الهشيم من أناس تجبروا وهم في مناصب لا يستحقونها، أناس باعوا ضمائرهم لأجل المغريات المزيفة وهم لا يعلمون.
كن شجاعاً وقل الحق، فكلمة الحق وحدها ترهب الباطل وأهله وتثمر في نفوس الطيبين.
اضافةتعليق
التعليقات