وفقاً لدراسة نُشرت عام 2018، يجب أن يقضي البالغون نحو 50 ساعة معاً للانتقال من مجرد معرفة إلى صديق عرضي، و90 ساعة معاً قبل أن يعتبروا أصدقاء، وأكثر من 200 ساعة ليصبحوا أصدقاء مقربين يتواصلون عاطفياً. لذا يجب على الأهل مساعدة أطفالهم في تكوين علاقات صداقة منذ الصغر؛ لتعزيز مهاراتهم الاجتماعية وصحتهم النفسية.
ولأن بناء صداقة يعتمد على المهارات العاطفية للطفل ومهارات التنظيم الذاتي والكفاءة الاجتماعية، فإن الوالدين يمكنهما أن يلعبا دوراً مهماً في تنمية هذه القدرات.
على سبيل المثال، يعاني العديد من الأطفال صعوبة في تكوين صداقات، لأنهم يشعرون بالخجل أو القلق. إذا أظهرنا لهؤلاء الأطفال كيفية الاستجابة للمبادرات الودية- وتزويدهم بفرص سهلة وآمنة للتفاعل مع الأشخاص الودودين- فيمكننا مساعدتهم على بناء روابط اجتماعية مهمة.
وبالمثل، هناك أطفال يعانون لأنهم يفتقرون إلى التحكم المناسب في الانفعالات أو يتصرفون بطرق تثير عداوة الآخرين.
سيجد هؤلاء الأطفال أن من الأسهل بكثيرٍ تكوين صداقات إذا ساعدناهم على تطوير مهارات التنظيم الذاتي لديهم.
نصائح لمساعدة الطفل على تكوين صداقات
أولاً: ملاحظة وفهم كيف يتواصل الطفل اجتماعياً
قد يواجه طفلك صعوبة في بدء المحادثات نتيجة قلق في المجموعات الكبيرة أو الخوف من التحدث أمام الجمهور، وهذا يمنعه من الانخراط بشكل هادف مع الأطفال الآخرين.
اعتماداً على السلوك الذي تراه، يمكن بعد ذلك تحديد المكان الذي تركز فيه انتباهك، وما هي المهارات التي تحتاج إلى بناء وكيف يمكنك المساهمة.
ثانياً: التعليم بالقدوة
يتعلم الأطفال حقاً عن طريق القدوة، لذا كن على دراية بكيفية تفاعلك مع الآخرين.
في كل مرة تبدأ محادثات مع الأصدقاء أو الجيران، أو حتى المحاسب في متجر البقالة، يكون الطفل على علم بذلك. يتحول كل سيناريو تقريباً إلى فرصة تعليمية، مما يسمح للطفل برؤية كيفية الانضمام والتفاوض وحل المشكلات، حسب ما نشره موقع Cleveland Clinic الطبي.
ثالثاً: التدريب في المنزل
إذا وجد ابنك قبل سن المراهقة أو المراهق صعوبة في بدء المحادثات في الغداء أو أثناء وقت الفراغ بالمدرسة، فاجلس معه وتدرَّب في المنزل.
ناقِش الموضوعات التي تهمه والتي قد يتحدث عنها مع الأطفال الآخرين.
رابعاً: امنح طفلك السبق
إذا أراد طفلك لعب رياضة ما لكنه متردد في البدء، فقم بزيارة الملعب معه ورمي الكرة في الأرجاء؛ حتى يتمكن من التأقلم في وقت مبكر.
انتقِل مبكراً إلى الممارسة الأولى حتى تصل قبل أن يبدأ الآخرون في الظهور ويصبح المشهد أكثر فوضوية.
خامساً: التعزيز والثناء
اجعل تجربة الأشياء الجديدة أمراً مثيراً ومكافئاً، حتى عندما يحرز طفلك تقدماً بطيئاً، تأكَّد من تعزيز جهوده، حسبما نصح موقع Parenting Science.
اعترِف بكل نجاح صغير وأخبِر طفلك بمدى فخرك بأنه يواصل المحاولة.
سادساً: حضِّر البيئة لاستقبال الأصدقاء
بالنسبة للأطفال الأصغر سناً، غالباً ما يكون تحديد موعد للعب مع طفل آخر فكرة جيدة. إذا كان طفلك أكبر سناً، يمكنك دعوة عدد أكبر من الأطفال لتناول البيتزا ومشاهدة فيلم أو مباراة رياضية.
وأخيراً: لا تقارِن طفلك بنفسك أو بأشقائه
كن واقعياً بشأن شخصية طفلك الفريدة ومزاجه؛ فإذا كان لديك عشرات الأصدقاء فهذا لا يعني أن طفلك سيحذو حذوك.
يكوّن بعض الأطفال الانطوائيين صداقات جيدة حقاً بدلاً من وجود العديد من الصداقات غير الحميمة أو الوثيقة. حسب عربي بوست
لا أحب أصدقاء طفلي الجدد.. كيف أتصرف؟
لا مفر من أن يقتحم حياة أطفالنا صديق جديد، يمكن ألا يعجب الوالدين لسبب أو لآخر. ولكن ماذا يمكن أن يفعل الوالدان في مثل هذه المواقف الحساسة؟ في الواقع، يبقى الجواب دائما غير واضح، كما قالت الكاتبة جين دومبيير، في تقرير نشره موقع قناة "كنال في" الكندي.
وكلما تقدموا في السن يجد أطفالنا أنفسهم مجبرين شيئا فشيئا على اتخاذ قرارات متعلقة بحياتهم، وبسرعة كبيرة، وبمجرد اقتحامهم عالم المدرسة، يبدؤون اختيار أصدقائهم بأنفسهم. فكيف يتصرف الأهل؟.
تأثير سلبي
يمكن ألا يروق الصديق الجديد لطفلك ولا للمحيطين به، لأن الوالدين ينتابهما الشعور بأن العلاقات الجديدة قد تكون لها تأثيرات سلبية على طفلهما، وقد يكون تخوفهما ناجما عن سلوك الصديق الجديد أو افتقاره للأخلاق أو وقاحته.
وأحيانا يعجز الوالدان عن ترجمة شعورهما لواقع ملموس، حيث قد يكون مجرد غريزة، أو حكما مسبقا يولد الانطباع لديهما بأن هذه الصداقة لن تجلب شيئا لطفلهما.
المنع
ومهما كان السبب وراء رغبة الآباء في منع طفلهم من لقاء أصدقائه، فلا يمكنهم ببساطة أن ينجحوا في ذلك؛ لأن خيار الوالدين غالبًا يكون غير واقعي تمامًا، حيث من الممكن أن يكون الصديق الذي لا يحظى بقبول الوالدين يرتاد المدرسة التي يدرس فيها طفلهما، أو يعيش في الحي ذاته، حسب الكاتبة.
وإذا حاول الوالدان التدخل فعليهما أن يقتنعا بأن الصداقة بمثابة رهان على طفلهما عبوره في حياته اليومية. علاوة على ذلك، يمكن أن تنتج عن منع الوالدين طفلهما من لقاء الآخرين تداعيات خطيرة، وتولد لدى الطفل الشعور بالإحباط وسوء الفهم، كما أنه قد يبتعد عن والديه، وقد ينجذب أكثر للصداقة التي لا تروق لهما.
اللقاء
وبدل تهديد الوالدين طفلهما بالعقاب، يجدر بهما إثبات انفتاحهما عندما يتعلق الأمر بلقاء أصدقاء طفلهما. وينبغي عليهم التركيز على التواصل والحفاظ على علاقة قوية مبنية على الثقة المتبادلة مع طفلهما.
وقبل الوصول لاستنتاجات، يجدر بالوالدين أخذ الوقت الكافي للتعرف على الصديق الذي لا يروق لهما، ويمكن دعوته لتناول الطعام في المنزل، للتعرف عليه بشكل أفضل. وسيقدر الطفل حسن نوايا والديه، وتتولد لديه قابلية أكثر للإنصات لهما، إضافة إلى ذلك، يمكن لهذه الدعوة أن تبدد شكوكهما حول صديق طفلهما.
لا تنخدع في المظاهر
على الوالدين أن يحسنا اختيار طريقة التواصل مع الأصدقاء الجدد لطفلهما، حيث لا ينبغي عليهما أن ينبهرا بالمظاهر، التي غالبا تكون خداعة. وكنتيجة لذلك، لا ينبغي عليهما الحكم على صديق طفلهما من وجهة هيئته الخارجية، أي من الملابس التي يرتديها وذوقه الموسيقي، فهي متقلبة كثيرا في مرحلة المراهقة، وغالبًا لا تعطيك فكرة معمقة عن شخصية الشباب. ولا يعني أن يكون المراهق الذي يحب ارتداء اللون الأسود والاستماع لموسيقى الروك سيئا.
وإذا كان الوالدان لا يفضلان هذا النوع من الأصدقاء ولا أذواقهم، كما أنهما يرفضان رؤية هذا الصديق بمنزلهما، فبإمكانهما التعبير عن رفضهما هذا السلوك.
حوار جيد
في حال استمرت مخاوف الوالدين، عليهما إعلام طفلهما بعدم مجالسة هذا الصديق مع تحديد الأسباب. فعلى سبيل المثال، يمكن أن يلاحظ الوالدان سلوكا غير مقبول في هذا الصديق، بالتالي عليهما تذكير طفلهما بأن القيام بممارسات لا يحبذانها لا تعني أنها ستعزز حب أصدقائه الجدد له.
كما ينبغي على الوالدين الحديث مع طفلهما عن قيم العائلة، مع تحديد العواقب المحتملة لتعاطي المخدرات أو التغيب عن المدرسة، كما سيمكنهما ذلك من معرفة رد فعله إذا وجد نفسه في موقف حاول فيه أحد أصدقائه حمله على ارتكاب خطأ ما، وهنا ينبغي فتح أبواب النقاش لطرح كل الحلول الممكنة.
وعليهما تشجيع طفلهما على الالتزام بمبادئه وتحدي الآخرين من أجلها إذا لزم الأمر. ففي النهاية، يستحق شخص يعرف كيف يثبت نفسه احتراما أكثر بكثير من شخص يقلد كل ما يريده الآخرون.
منح الثقة
يجدر بالوالدين إثبات أنهما يثقان في طفلهما، كما أنهما يحافظان على هذه الثقة. فقبل كل شيء، تكون علاقات الصداقة مجرد علاقات عابرة خلال مرحلة الطفولة والمراهقة، رغم أنها قد تبدو قوية. وإذا لم يكن هذا الصديق مناسبًا لطفلك، فهناك فرصة جيدة أن يلاحظ ذلك بنفسه ويعمل على الابتعاد عنه.
من جهة أخرى، ينتاب بعض الآباء إحساس بأن طفلهم وقع بالفعل تحت تأثير صديق سيئ أو علاقة صداقة لم يستطع إنهاءها، وهنا يجب التوضيح لطفلك أنك لن تتسامح مع الممارسات السيئة، وأنه ستتم معاقبة أصدقائه على أفعالهم. فإذا شعرت بأنه تظهر عليه علامات الاكتئاب أو الضيق، فلا تتردد في طلب المساعدة من أحد المختصين.
وفي النهاية، ينبغي على الوالدان التذكر جيدا أنهما يظلان المثل الأعلى لطفلهما خلال مرحلة الطفولة، خاصة أنهما يسهمان في تأسيس الطفل لعلاقاته الشخصية، فهما بمثابة مثال جيد بالنسبة له.
وللتوضيح أكثر، إذا كانت للوالدين علاقات جيدة مع أشخاص جيدين، مع حرصهما على الحفاظ على استقلاليتها ونزاهتهما وصدقهما، فهنالك مؤشرات إيجابية تؤكد إمكانية أن يتبع طفلهما الخطى ذاتها. حسب الجزيرة
اضافةتعليق
التعليقات