• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

وَفِي ذَٰلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ

فضيلة المحروس / الثلاثاء 08 حزيران 2021 / تربية / 2983
شارك الموضوع :

أما الإمام جعفر الصادق صلوت الله عليه، فقد تفرد بهذه العبادة عبر ندبة عظيمة أقامها طوال ليلة أو أكثر

عبادة روحية ترتبط بفقه القلوب، من أعظم العبادات، مغفول عنها، أشارت إلى عظمتها بيانات أهل البيت صلوات الله عليهم، في أكثر من مقام ومناسبة، وتعظيمها على غيرها، لا يعني التفريط والاستخفاف بالعبادات البدنية. 

عبّر عنها أمير المؤمنين ويعسوب الدين صلوات الله عليه، في أكثر من عبارات دعاء كميل، "بالحب" و"الشوق" "والوله" كما في (واجعل قلبي بحُبِك متيما) (وهبني صبرت على حر نارك فكيف أصبر عن النظر إلى كرامتك)، وأشار إليها رسول الله صلى الله عليه وآله في أكثر من رواية مستفيضة ومتواترة عند الفريقين،  "بالحنين" أي القلب الذي ليس فيه حنين وأنين لرسول الله أو لأهل بيته، يعتبر ظالما لنفسه، وما كان حنين وشوق السيدة فاطمة الزهراء إلى أبيها، وشدة بكاؤها عليه، إلّا لشعلة وجذب  القلوب إليه في المدينة المنورة، مقابل الأطراف الأخرى المعاندة له التي تصدت على محو ذكره بقوله (من كان يعبد محمدا فإن محمدا قد مات). 

وأما سيد الشهداء الحسين صلوات الله عليه فقد عبّر عنها "بالوله" في قوله الشريف (وما أولهني إلى أسلافي اشتياق يعقوب إلى يوسف).

 و"الوله والاشتياق" أعظم عبادة، لازمت روح الحسين، منذ خروجه من المدينة المنورة حتى يوم استشهاده في كربلاء، رخص عندها الاستبسال، وهانت أمامها جميع الأهوال والنوازل. 

وأما الإمام جعفر الصادق صلوت الله عليه، فقد تفرد بهذه العبادة عبر ندبة عظيمة أقامها طوال ليلة أو أكثر، ناحبًا، منتحبًا، حزينًا، على حفيده الإمام المهدي "عجل الله تعالى فرجه الشريف" الذي لم يلد بعد، كما نقلها الشيخ الطوسي في كتابه الغيبة بسنده، والصدوق في كتابه كمال الدين بسنده، عن رواية معتبرة رواها بدقة وإسهاب "سدير الصيرفي"، حينما دخل على الإمام هو ومن معه من العلماء الأفاضل؛ أصحاب الإمام الباقر والصادق صلوات الله عليهما، مِن أمثال أبان بنُ تَغلُب وأبو بصير والمفُضل بن عمر ، فرأوه ساجدًا وراكعًا وجالسًا على التراب، يندب بلوعة وأسى على حفيده، وعليه مسح خيبري، مُطوق بلا جيب، ومُقصر الكمين، يُلبس كرمز لإظهار الحزن والعزاء الشديد، كما كانت هي سنة بعض العلماء القدامى في عشرة محرم الحرام، يَخشوشنوا في العيش، ويعتزلون نعومة الحياة، ولا يذوقون الحلوى والفاكهة، كي يحسوا ويشعروا بعظم المصاب.

كما استرسل "الصيرفي" في بيان تفاصيل أكثر مأساوية، عن هذه الندبة والعبادة، فذكر أن إمامه الصادق صلوات الله عليه كان: (يبكي بكاء الواله الثكلى، ذات الكَبد الحَرّى، قد نال الحزن من وجنتيه وشاع التغيير في عارضيه، وأبلى الدموع مَحجريه)، أي كان بكاء بلوعة وحرارة على حفيده، عُرف ذلك من تغيير وجهه، وتدفق الدم من وجنتيه، وابتلال محجريه أي "حضنه" بدموعه الغزيرة، هذا و"سدير الصيرفي وجماعته" لم يشهدوا إلّا في نهاية هذا الحدث، فماذا كان هو حال الإمام  قبله، الله أعلم؟ 

 إذن عندما نادى الإمام الصادق ب ("سيدي" لابنه المهدي)، في "رواية الصيرفي"، لم يأت جزافًا أو تكلفًا منه والعياذ بالله، بل قالها توقيرًا وإجلالًا لمنزلته ومكانته المتقدمة رتبة ونورًا على آبائه "الثمانية المعصومين في عالم النور"، بقرينة ما جاء في رواية "المعراج"، لما أنبأ جده رسول الله صلى الله عليه وآله، عنه وعن قيامه وانتقامه وثأره له، ولجميع عترته الطاهرة، الذين ستقتلهم أمته المتعوسة، وبعد أن أصابه الحزن الشديد على الحسين وعلى عترته خفف الباري تعالى عليه بقيام ابنه المنتقم هذا "وبهذا سأنتقم". وبقي رسول الله طوال حياته، لا يفتأ من ذكر المهدي "صاحب العصر والزمان"، ويدعو له ولأنصاره بقوله (مِنّا المهدي ومنّا المهدي ومنّا المهدي).كذلك جده، "سيد الأوصياء" علي بن أبي طالب صلوات الله عليهما، كان ينكت الأرض حزنًا وكآبة على ابنه المهدي الغائب، الذي لم يولد بعد، ويتنفس بذكره الصعداء كلما ضاقت به حدة الشدائد، فكم من مقامٍ عظيم لك يا "صاحب الأمر" عند أجدادك وآبائك. 

وأما قوله جعفر الصادق صلوات الله عليه له ب(غيبتُك نفت رُقادي، وضيقت علي مهادي..) لم يكن فلم عشق أو غرام إنما هي سنن عظيمة أراد  إحياءها الصادق مواساة لابنه القائم "الطريد الشريد"، الذي طال غيابه ونزوحه وانتظاره وتشريده أكثر من ألف عام، كما جاء في دعاء الندبة (بنفسي أنت من مغيب لم يخل منا بنفسي أنت من نازح ما نزح عنا بنفسي أنت أمنية شائق يتمنى من مؤمن ومؤمنة ذكرا فحنا)..

إذن فمَن أقام عليه مثل هذه السُنن.. أم انها قد اندرست والعياذ بالله؟

حقيقة الأمر ليس بسهل، لا يستشعر به أي "بمصاب الإمام وطول غيبته"، ولا يخفف عنه وعن آلامه، إلّا الأئمة المعصومين صلوات الله عليهم، وشدة اهتمامهم بهذا الموضوع، تحثنا بضرورة الاستشعار به ومواساته.

وإقامة المآتم والعزاء على  غيابه، هي أولى الخطوات، وفي ذلك فليتنافس  المتنافسون.

الامام الصادق
الامام المهدي
الدين
الأمل
الانتظار
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    قارئة تُشعل شمعة الأمل في ظلام الجهل .. حوار مع القارئة مريم العيساوي

    البهجة؟ لا تبحث عنها… إنها تحت الوسادة

    الرجل "الألفا" يشعر بالوحدة والعزلة.. فهل من نموذج جديد لمعنى الرجولة؟

    مودّة "ذوي القربى" جنّاتٌ خالدة

    رجاء صادق

    لماذا لا نسقط من السرير أثناء النوم ليلا؟

    آخر القراءات

    أُزلفت الجنة

    النشر : الثلاثاء 18 تموز 2017
    اخر قراءة : منذ ثانية

    الوقت أعظم مواردك

    النشر : الثلاثاء 10 كانون الأول 2024
    اخر قراءة : منذ ثانية

    العبد الصالح: اضاءات في شخصية الإمام الكاظم

    النشر : الأثنين 05 شباط 2024
    اخر قراءة : منذ ثانية

    انتشار مطبوع الشعر الشعبي بمختلف الوسائل.. كيف يراه المثقف الكربلائي؟

    النشر : السبت 28 نيسان 2018
    اخر قراءة : منذ 9 ثواني

    احلام مؤجلة

    النشر : الأحد 30 تموز 2017
    اخر قراءة : منذ 12 ثانية

    الحليب وأهميته في تقوية العظام

    النشر : السبت 20 نيسان 2019
    اخر قراءة : منذ 24 ثانية

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    قارئة تُشعل شمعة الأمل في ظلام الجهل .. حوار مع القارئة مريم العيساوي

    • 3314 مشاهدات

    كيف أصبح "شات جي بي تي" مرجعاً لحياتنا؟

    • 426 مشاهدات

    الهندسة الخفية لتعفين العقل

    • 344 مشاهدات

    السم الأبيض؟ أسباب تجعل السكر خطرا على صحتك

    • 343 مشاهدات

    أهمية متسلسلة "فوريير" في التكنولوجيا

    • 338 مشاهدات

    صخب المبالغة: مأساةٌ وجودية!

    • 306 مشاهدات

    قارئة تُشعل شمعة الأمل في ظلام الجهل .. حوار مع القارئة مريم العيساوي

    • 3314 مشاهدات

    مهرجان الزهور في كربلاء.. إرثٌ يُزهِر وفرحٌ يعانق السماء

    • 2322 مشاهدات

    يوم الكتاب العالمي: إشعال شموس المعرفة بين الأجيال وبناء جسور الحضارات

    • 1341 مشاهدات

    من كربلاء إلى النجوم... طفل السبع سنوات يخطف المركز الأول مناصفة في الحساب الذهني ببراءة عبقرية

    • 1318 مشاهدات

    جعفر الصادق: استشهاد نور العلم في وجه الظلام

    • 1191 مشاهدات

    حوار مع حسين المعموري: "التعايش السلمي رسالة شبابية.. والخطابة سلاحنا لبناء مجتمع واع"

    • 853 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    قارئة تُشعل شمعة الأمل في ظلام الجهل .. حوار مع القارئة مريم العيساوي
    • منذ 20 ساعة
    البهجة؟ لا تبحث عنها… إنها تحت الوسادة
    • منذ 20 ساعة
    الرجل "الألفا" يشعر بالوحدة والعزلة.. فهل من نموذج جديد لمعنى الرجولة؟
    • منذ 20 ساعة
    مودّة "ذوي القربى" جنّاتٌ خالدة
    • السبت 17 آيار 2025

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة