تعتبر القراءة بأنها القدرة على تهجي الكلمات وفهم المعاني والأفكار المقصودة منها، ولا تقتصر على فهم كل كلمة على حدة، بل التعرّف على الكلمات في الجمل والفقرات وفهم المعنى بشكل عام، ويعتبر تعلم القراءة جزءًا مهما للغاية من النمو العاطفي والفكري للطفل، وكلما تم تنمية هذه القدرة مبكرًا كان طريق النجاح أسهل بكثير ليس فقط في تعلم مفردات اللغة ولكنها مفيدة للتعلم في جميع المواد، حيث يتقن الطفل مع القراءة مفاهيم العلاقات بين الأشياء وزيادة القدرة على فهم السبب والنتيجة وارتفاع معدلات التفكير المنطقي كما أن القراءة تزيد من مهارة التركيز بشكل عام وترفع من قدرة الطفل على البقاء مهتما بشيء مفيد لفترة طويلة.
وهنالك الكثير من الآباء الذين يحرصون بالفعل على القراءة للأطفال في سن المهد، وهذا مهم في غرس حب القراءة من الصغر، ولكن تشجيع الطفل نفسه على الإمساك بالقصة أو الكتاب والصبر على ربط الكلمات وفهمها فهذه مرحلة تالية ومهمة للغاية.
وإن من أهم صعوبات التعلم هو الملل السريع للأطفال وعدم قدرتهم على التركيز. وهناك 41% من الآباء في العالم الذين قالوا إنّ أطفالهم لا يحبون القراءة ولا يستمتعون بها، ولا يخصّصون الوقت لتحسين القراءة مما يؤدي إلى ضعف هذه المهارة والفهم وزيادة نسبة الإحباط، وتكون النتيجة أطفال لا يحبون القراءة ووفقا لموقع "ريدينج إيجز" (Readingeggs) البريطاني الذي يقدم برامج لتعليم القراءة للأطفال، فإنه على عكس ما يعتقد بعض الناس فإن تعلم القراءة ليس عملية طبيعية تحدث بمفردها، إنها عملية معقدة تتطلب التدريس المناسب لمختلف المهارات والإستراتيجيات، مثل الصوتيات كمعرفة العلاقة بين الحروف والأصوات، والوعي الصوتي وغيرها. وعلى الرغم من أن القراءة عملية معقدة فإن الخطوات التي يمكن اتخاذها لبناء هذه المهارة بسيطة ومباشرة إلى حد ما.
لذا هنالك بعض النصائح حول كيفية تعليم الأطفال القراءة:
1- ابدئي بالصوتيات
الصوتيات هي الأساس لتفسير اللغات وقراءتها. وإن فهم الصوتيات أمر ضروري للغاية في تنمية مهارة القراءة. عادة ما يتم تعريف طلاب ما قبل المدرسة بمفهوم الارتباط بين الصوت والكلمة في السنة الأولى من الدراسة. في نفس الوقت تقريبًا، يمكن للوالدين إشراك الطفل في الألعاب الإبداعية والممتعة التي تعزز فهمهم. يمكنك مساعدتهم على التعرف على الحروف الصوتية مثلا لأول حرف من اسم ألعابهم أو شخصياتهم المفضلة، ومن المؤكد أن القوافي التي تعلم أصوات الأبجدية ستساعد الأطفال على فهمها بشكل أفضل. يمكنك أيضاً تعليمهم إرفاق سلسلة من الأصوات الصوتية لتكوين كلمات بسيطة.
2- التعود على الكتب
عندما ينظر الأطفال إلى الكتب لأول مرة، فإنهم يختارون أية صفحة للقراءة، وعلى الأرجح يختارون الصفحة التي تحتوي على صور مشرقة وملونة. والبدء من الصفحة الأولى والانتقال إلى الصفحة الأخيرة غريب بالنسبة لهم. يمكن للوالدين إدخال مفهوم القراءة ببطء من اليمين إلى اليسار أو اليسار إلى اليمين، والتقدم من الصفحة الأولى إلى الأخيرة وربط الصورة بالقصة في الكتاب. هذا يساعدهم للتعامل مع الكتاب ويعلمهم الفروق الدقيقة في تفسيرها. وستساعد مناقشة الشخصيات وقصة الكتاب بعد القراءة أيضًا على تذكر المعلومات.
3- ابدئي بخطوات صغيرة
عندما يتعلق الأمر بالأطفال الصغار، فعادة ما يتم حساب مدى انتباههم على أن عمرهم زائد ثلاث دقائق. عادة، يخطئ الكثير من الآباء في توقع أن يجلس طفلهم بين أكوام الكتب ويستمع إليهم. هذا صعب للغاية على عقولهم الصغيرة والقراءة لمده زمنية قصيرة ستشغلهم بشكل فعال. يمكنك البدء بقراءة الكتب بقصص بسيطة وقصيرة تجذب اهتمام الطفل.
4- اقرئي بصوت عالٍ
القراءة للطفل بصوت عال في سن مبكرة هي عادة جيدة للغاية يتبعها العديد من الآباء. هذا لا يضع فقط أسبقية كبيرة للقراءة ولكن يطور أيضًا عادة القراءة. والرضع الذين تتراوح أعمارهم بين 3 و 4 أشهر يحبون الصور. ويمكنك الاحتفاظ بمجموعة من الكتب ذات الصور والحروف الزاهية لقراءتها وتكرارها معهم عدة مرات لتنمية الألفة بين الطفل وبينك. فإن قراءة الكتب مع شخصياتهم المفضلة بطريقة درامية تثير اهتمامهم بالكتب، ويمكن أن تزيد صعوبة الكتب تدريجياً مع نمو الطفل. والقراءة بصوت عالٍ تساعدهم في تحسين مفرداتهم وهجائهم، ومع مرور الوقت، يمكنك تشجيع الأطفال على تجميع الأصوات لكل حرف في كلمة واحدة وقراءتها بصوت عالٍ. فإن القراءة بصوت عالٍ أفضل عندما يتعلق الأمر بتعليم الأطفال الصغار ومرحلة ما قبل المدرسة القراءة.
5- أضيفي الدراما والمسرحية
عندما تقرئين الكتب للأطفال، فتأكدي من مساعدتهم في تخيل القصة. أفضل طريقة لذلك هي سردها أو قراءتها بصوت عالٍ بطريقة درامية أشبه بالتمثيل. تساعد التعبيرات التي تنقلينها لطفلك على فهم المشاعر الكامنة وراء كل كلمة. يفهمون معنى الكلمات بشكل أفضل بهذه الطريقة. إن الإلمام بالكلمات في الكتاب يضع منصة للأطفال لربط التهجئة والنطق.
6- التعلم أثناء التنقل
في معظم الأحيان، نقتصر على القراءة من الكتب. ولا يمكن لبعض الأطفال التركيز لأكثر من بضع دقائق، فأفضل طريقة للتعامل مع هذا التحدي هو دمج التعلم مع الأشياء من حولهم. أثناء السفر أو زيارة الأماكن العامة، نصادف الكثير من الأشياء. يمكنك تعليم أطفالك تهجئة وقراءة أسماء الأماكن أو المتاجر من حولهم، وأسماء سياراتهم المفضلة وغير ذلك. بهذه الطريقة، يمكنك إثارة اهتمامهم بمراقبة الأشياء من حولهم وتشجيعهم أيضًا على أن يكونوا أكثر ثقة في القراءة.
7- استكشفي طرق ممتعة للتعلم
يتعلم الأطفال الأشياء عند تعليمهم بطريقة ممتعة. يمكن خلق لعبة مثيرة عن أي شيء وتعليمه للأطفال بشكل فعال. إن الصلصال والرمل والحروف المغناطيسية من الأدوات الرائعة لتعليم الأطفال فن القراءة. يستمتع الأطفال بهذا ويتعلمون بشكل أسرع. يمكنك صنع الحروف من الصلصال وربطها معًا لتكوين الكلمات وتشجيع طفلك على قراءتها. يمكنك أيضاً اللعب بشكل بسيط من الخربشة على الرمل وتعليمهم ترتيب الحروف بدلاً من ذلك لعمل كلمات مختلفة بمعاني مختلفة. يمكنك أيضًا تحويل وقت الاستحمام إلى جلسة تعلم ممتعة باستخدام الأحرف من رغوة الصابون من خلال مطالبتهم بإنشاء كلمات جديدة بها.
8- استخدام الحروف
إن رؤية الحروف الهجائية تتشكل وتتحدث قد يكون مثيراً جدًا للأطفال. يمكنك استخدام دمى صغيرة لكل حرف أبجدي وتمثيل أغنية الصوتيات لهم. هذه طريقة رائعة لتكوين صورة إيجابية عن القراءة في أذهان الأطفال. يمكن صياغة كلمتين وثلاث كلمات من الحروف وتعليمها للأطفال بسهولة باستخدام هذه التقنية، فهذه من أكثر أدوات التعلم جاذبية للأطفال الصغار.
9- كوني قدوة جيدة
يتعلم الأطفال من خلال مشاهدة البالغين. فإن القدوة الحسنة ضرورية جدًا في الأبوة والأمومة. إذا كنت تريدين أن يقرأ أطفالك الكتب، فيمكن لهم القراءة عندما يرونك تقرئين. لدى الأطفال عين حريصة على النفاق، لذلك يجب علينا أولاً أن نمارس ما نتحدث عنه وننصح به. عندما ينظر إليك الأطفال وأنت تقرأ كتابًا، فهم يفهمون أنه جزء من الروتين اليومي ويطورون عادة القراءة كل يوم.
10- احصلي على التطبيقات التعليمية
بالرغم من أن الوقت الطويل أمام الشاشة الإلكترونية ليس جيدًا للأطفال لكن بعض تطبيقات الهاتف المحمول والكمبيوتر فعالة جدًا في تعليم الأطفال القراءة. يتعلم الأطفال الحروف الهجائية والصوتيات بشكل أفضل عندما يرون شخصياتهم المتحركة المفضلة على الشاشة. أصبحت مثل هذه التطبيقات ضرورية وشائعة اليوم. بالرغم من ذلك، يجب عليك التقليل من الوقت الذي يقضيه طفلك أمام الشاشة إلى أقل من ساعة في اليوم.
اضافةتعليق
التعليقات