تعتبر التلعثم أو التأتأة أحد أنواع اضطراب الكلام عند الأطفال، وتكمن أعراض التأتأة في صعوبة التكلم مثل تكرار الكلام أو تكرار الحرف أو الإطالة في نطق الحرف فتجد الكلمات متقطعة أو صعوبة في نطق الكلمة أو التوقف أثناء الكلام وعدم استكماله، حيث يعرف الأشخاص الذين يتلعثمون ما يريدون قوله جيدا، ولكنهم يجدون صعوبة في التحدث به، وهذه الحالة شائعة لدى الأطفال الصغار كجزء طبيعي إن لم يكن الأمر بتلك الخطورة فبعد مرور الوقت يكبر الأطفال وتقوى قدراتهم اللغوية، ويتخلصون من هذا التلعثم الذي يحدث خلال النمو.
في لقاء اليوم مع الدكتور حمادة وائل من الأردن/ استشاري طب الأطفال ومدير مركز النطق السليم، وصاحب الندوة الثقافية التي أقيمت أخيرا تحت عنوان: "أهم الطرق للتخلص من التأتأة عند الاطفال".
ــ دكتور حمادة أهلا وسهلا؟ شاركت في الندوة التي أقمتها أخيرا فهل من الممكن أن تعرف القارئ بهذه الندوة الطبية وما هي عوامل الفائدة من هذه الندوات الطبية التي يفقدها الجمهور؟
ــ في بداية الأمر هذه الندوات الطبية كانت تقام على قاعة الجامعات والمراكز الطبية ومع جائحة كرورنا والظرف الصحي الذي أجبرنا على البعد المكاني والالتزام بتوصيات منظمة الصحة العالمية، اقيمت الندوة الكترونية مع حضور نخبة من المراكز الصحية ومن يهتم في جانت الطفولة.
ــ محور الندوة وطرق التعرف على التأتأة عند الاطفال؟
ــ العنوان كان: "أهم الطرق للتخلص من التأتأة عند الاطفال" من السنة الرابعة إلى سن المراهقة، حيث يعد التلعثم لدى الأطفال الصغار جزءاً طبيعياً من تعلمهم التحدث، ولكن معظمهم يستطيعون التخلص منه أثناء فترة النمو، وغالباً ما تكون من عمر سنتين حتى 5 سنوات، وهي المرحلة التي يتنامى فيها مخزون الطفل اللغوي، قد تكون التأتأة مصحوبة بإيماءات أو حركات جسدية مثل رمشة بالعين أو رعشة بالشفاه والفك أو تغيير بتعبيرات الوجه وحركة الجسد.
وفي بعض الأحيان قد يؤدي التحدث أمام مجموعة أو التحدث عبر الهاتف أو التوتر إلى تفاقم الحالة، بينما يؤدي الانشاد أو القراءة إلى التقليل من التأتأة، وتطرقت في الندوة إلى أقسام التأتأة حيث تنقسم إلى ثلاثة أقسام منها التأتأة النمائية، وهي تصيب الأطفال أثناء تعلمهم مهارات الكلام واللغة، وهي أكثر أنواع التأتأة شيوعاً وهي حالة شبة طبيعية والنوع الآخر هو التأتأة العصبية، الناتجة عن حادث تسبب بإصابات في الدماغ.
ــ هل هناك أسباب وراثية أو بيئية لهذه الحالة؟
أسباب التأتأة كثيرة لكن أهمها:
1 - يعد العامل الوراثي أحد أهم أسباب التأتأة، فتقريباً ثلثا الأطفال الذين يعانون من التأتأة لديهم أقارب من العائلة يعانون من نفس المشكلة، ويكون الأطفال الذكور أكثر عرضة من الإناث من 3-4 مرات تقريباً.
2 –العامل العصبي، وسببه الأمراض العصبية، الناتجة عن حادث، فهي تفاقم المشكلة لديهم، أو تظهر جديدة بعد إصابتهم فيما لم تكن لديهم من قبل.
3 – أسباب نفسية، وتصيب الأطفال الذين يعانون من أمراض نفسية، وغالباً ما تكون بسبب فراق الأبوين أو المشاجرات في البيت.
حيث يتم تشخيص المشكلة على يد اختصاصي في علاج النطق السليم، ومن ثم يتم العلاج، وإكساب الطفل مهارات التواصل الفعالة، بالإضافة إلى تشجيعه على المشاركة في الحصص المدرسية، والكلام مع أقرانه من الأطفال وعدم الخجل من حالته.
وفي المقابل على الأسرة أيضا واجبات في تخفيف الحالة عند الطفل، فينصح الأطباء بالتحدث مع الطفل بطريقة ممتعة تجذبه والحرص على عدم إجباره في سرعة أو طلب منه الكلام المختصر.
ولكن إذا استمرت التأتأة أكثر من سنة أو كان عمر الطفل أكثر من 5 سنوات أو إذا كانت مصحوبة بالتوتر والقلق، وتجنب التواصل مع الآخرين أو التأخر الدراسي فإنه يجب اللجوء إلى استشارة طبيب أو أخصائي تخاطب، وفي كثير من الحالات يتم التخلص من المشكلة تماماً، وفي بعضها يصبح الوضع أفضل بكثير بعد تدخل أخصائي وهذه الأشياء مهمة جدا في التعامل مع الطفل.
- حافظ على التواصل البصري مع الطفل عند النطق بهدف زرع الأمان مع وضع يدك على كتفه.
ــ خصصي وقتاً في الحديث مع طفلك ووجهي له دائماً سؤالاً واحداً خلال كل محادثة معه، وانتبهي جيداً لنطقه وسجلي ملاحظاتك في دفتر يومي، مثل اضافة كلمة "أمم" كم مرة قالها، هل هناك توتر في الوجه، القلق من الاستمرار في الكلام، حركة الجسد، طرف الجفنين سريعًا، رعشة الشفتين أو الفك، حركات لا إرادية في الوجه، نفضة الرأس، شد قبضة اليد.
من ناحية الاحصائيات العالمية:
تشير الإحصائيات إلى أن 8 أطفال من أصل 10 يستطيعون تجاوز مرحلة التأتأة تلقائياً بدون أي تدخل، أما الباقون فيمكن أن تتحول التأتأة عندهم إلى مشكلة مزمنة وتستمر لفترة طويلة مما قد يؤثر على ثقة الطفل بنفسة وتعامله مع الآخرين.
التلعثم الناتج من أسباب صحية:
يمكن أن تتسبب الجلطات أو الإصابات المرضية في الدماغ أو اضطرابات الدماغ الأخرى في بطء الكلام أو توقف تكرار الأصوات (التلعثم العصبي)، كما قد تتعطل طلاقة الكلام في الصدمة النفسية، مثل العنف وحالات الاغتصاب كما قد تساهم هذه المواقف في ضعف طلاقة المتكلم المصاب بالتلعثم.
في نهاية اللقاء لا يسعني إلا أن أتقدم بالشكر الفضيل لهذه المعلومات الطبية الرصينة التي قدمتها لنا.
اضافةتعليق
التعليقات