طفل لم يبلغ من عمره سوى أربع سنوات، وبينما هو يلعب في خارج المنزل، أخذ شيئاً من الأرض ووقف بجانب سيارة والده الجديدة، وبدأ يكتب بيده فوق السيارة، فلما شاهده والده جاء مهرولا إليه مسرعاً بخطواته وهو في قمة غضبة، فأخذ يد إبنه وضربه ضرباً مبرّحا عدة مرات، وقطع أصابعه، وبعدها ذهب به لأقرب مستشفى وعالجه.
فسأله إبنه: متى تنمو أصابعي من جديد يا أبي؟
صمت الأب وخرج وهو في غاية الألم، ثم أخذ يركل سيارته عدة مرات، وعند جلوسه على الأرض نظر إلى الخدوش التي كتبها الابن على السيارة: I Love you Dad.
هنا اصاب أباه الذهول، وتأنيب الضمير الذي أحاط بقلبه وعقله، وبعض الأسئلة أخذت تدور في عقله..
ماذا فعلت أنا؟ لما تسرعت؟ وبدأ يلوم بنفسه، واصطحب إبنه معه وعادوا معاً.
هذه المشكلة توجد لدينا نحن الجميع، دائماً متسرعين باتخاذ القرارات الخاطئة بحق أبنائنا ونبخس حقهم، ولا نعطي لهم أهمية في حياتنا اليومية.
فاليوم الأب لا يعلم بأولاده أين؟
وماذا يحتاجون؟ إنهم يحتاجون للحب والعاطفة ومراعاة شعورهم، لنجعلهم يبوحوا لنا بما في داخلهم من أسرار، لنكون لهم سندا وعونا.
ولكن يجب أن لا يطغي علينا حبنا لهم، يطغى ونسيء التصرف، فلنوزن الأمور والقرارات.
ولنبحث عن الحلول ولا نبقى ننتظرهم إلى أنْ يأتوا لنا ويحدثونا أو ربما يصمتوا، لأنهم يعلمون إن عرفتم، ستوبخوهم وتضربوهم، لذا يفضلون الصمت، فالخوف لديهم منكم في داخلهم.
فيجب أن نتنبّه لقراراتنا الخاطئة التي نتّخذها ونتسرع فيها، البعض عندما يضرب إبنه يظن أنه يعلمه، فيقول له: حين أوبّخك وأضربك، فهذا من أجلك ولنفسك، لأنني أحبك وأريد لك الخير.
من جهة أخرى، الأم كذلك لا تختلف عن الأب، لتربي أطفالها على الضرب حتى يتعلموا، وتتخذ قرارات عن ابنتها، افعلي هذا ولا تفعلي ذاك، وتصدر قرارات خاطئة، وتهمل مراعاة الشعور لدى ابنتها، فهي بعيدة عنها لكن حينما تخطئ تكون حاضرة وتلومها.
لذا علينا جميعا أن نجعل الحياة جميلة بوجوه أولادنا، ولنكنْ معهم ولنجعلهم يعبرون عن حبهم لنا، كي لا نخفيها بدواخلنا، لنظهرها للجميع. فالحب شيء جميل ورائع وهو مدرسة نحب فيها كل الناس، ليكون صحيح في حبه، ولا يستعجل في قراراته، فأحيانا تكون بعض القرارات نقمة علينا.
لذا أحبّوا الحياة.. أحبوا أبناءَكم.. فلا حدود في الحب، واتركوا الغضب فإنَّهُ يدمر كل شيء، فتمهَّلوا في قراراتكم.
اضافةتعليق
التعليقات