من الطبيعي أن تخاف الأم الشابة وتقلق، بخصوص طريقة تربية طفلها، إلا أن هذه المخاوف قد تكون أمراً مبالغاً به في بعض الأحيان.
ومن السهل أن تتجاوز الأم هذه المرحلة الحساسة في حال اطلعت على أساليب تساعدها على التعامل مع طفلها بطريقة أفضل.
وعند استقبالها لمولودها الأول يجول بذهن المرأة العديد من الأسئلة، من قبيل: "هل سأكون أُمّاً جيدة لطفلي؟"، "هل سأمنحه كل ما يحتاج؟"، "هل سيكون هناك ما يكفي من المال للاعتناء به؟" أو "هل ستتأثر علاقتي بزوجي؟".
كل هذه الأسئلة وغيرها، تجتاح لتفكير من المرأة منذ فترة الحمل حتى الأشهر الأولى من عمر الطفل. وفي هذا الصدد، سلَّطت صحيفة "ماليشا" الروسية الضوءَ على المخاوف التي تراود أغلب الأمهات الشابات وكيفية التغلب عليها.
هل أنا أُمٌّ جيدة بما فيه الكفاية؟
يؤكد عالم النفس، دونالد وينيكوت، أن من بين الأمور التي تثير قلق الأم ومخاوفها، تفكيرها الدائم بمدى إتقانها لدورها، وهو ما يجعل العبارة الشائعة تتكرر: "هل أنا أم جيدة بما فيه الكفاية؟".
في الواقع، تسعى الأم دائماً إلى أن تكون بمثابة النموذج الأفضل في نظر طفلها. ومن هذا المنطلق، يجب على الأم أن تثق في قدرتها على تلبية احتياجات طفلها، وخاصة الجانب النفسي. وبالتالي، تعمل الثقة العالية للمرأة، إلى جانب سعيها إلى إتقان دورها، على الحدِّ من مخاوفها، وستتمكن تباعاً من أن تكون أماً رائعة كما ترغب.
هل سأُسبب الأذى لطفلي؟
نظراً لافتقار الأم الحديثة لأي خبرة في تربية الأطفال، فضلاً عن المعطيات الجديدة التي ستضطر للتعامل معها، قدَّم الخبراء عدة نصائح للأمهات الشابات، على غرار الثقة في قدراتهن ومحاولة الاعتماد على أنفسهن.
من الأفضل أن تستعين الأم الشابة بطبيب خاص خلال الأشهر الأولى، نظراً لأن الطفل يكون أكثر عرضة للأمراض، وذلك لاستشارته عند اللزوم. من جهة أخرى، لا بد من الاعتماد على مصادر موثوقة للاطلاع على كل المعلومات التي تخص تربية الطفل وصحته، وذلك حتى تتجنب الأم إيذاءه عن غير قصد.
فقدان الاستقلالية المادية
فقدان الاستقلالية المالية أحد أهم مخاوف الأم العصرية، لذا يوصي الخبراء بمناقشة هذا النوع من المسائل مع الزوج لتجنب حدوث أي مشاكل. ويجب أن يلتزم الزوج بتخصيص مبلغ مادي معين، بهدف توفير احتياجات الأم والطفل.
وغالباً ما تعجز الأم عن تحقيق المكاسب المادية ذاتها التي كانت توفرها قبل الولادة، مما يجعلها غير قادرة على التكفل باحتياجات طفلها.
سأفقد حريتي
خلال الأشهر الأولى من عمر الطفل، يرتبط المولود بأمه على المستوى الجسدي والنفسي، غير أن ذلك لا يعني بالضرورة أن تنأى الأم بنفسها في المنزل من أجل طفلها.
وفي هذا السياق، يمكن للأم أن تروّح عن نفسها من خلال زيارة المتاحف والمعارض والتسوق برفقة طفلها الرضيع.
وبالإضافة إلى ذلك، تحتاج الأم الشابة إلى قضاء بعض الوقت بعيداً عن طفلها، وذلك من خلال الاعتماد على زوجها أو بعض الأقارب لرعاية الطفل.
قد أُصبِح مملةً في نظر زوجي وأصدقائي
في أغلب الأحيان، تخشى الأم الشابة أن تُحوِّلها الأمومة إلى شخص ممل؛ نظراً لانشغالها الدائم وتفكيرها المتواصل في احتياجات طفلها. ومن جهة أخرى، تتخوف المرأة من أن تؤثر أمومتها على علاقتها الحميمية مع زوجها.
خلافاً لذلك، يعتقد العلماء أن الأم مرشحة أكثر من غيرها من النساء لاكتساب العديد من المهارات والقدرات الجديدة. فضلاً عن ذلك، لا بد أن تبحث الأم عن أنشطة ترفيهية مثيرة للاهتمام، التي من شأنها أن تساعدها على تجديد طاقتها والتعبير عن نفسها.
اضافةتعليق
التعليقات