لأن المجتمعات العربية أصبحت بعالم واحد فلا عادات ولاتقاليد تحكمهم إلا القليل منهم فقد بات الأغلب ينحدر مع كل ماهب ودب من ثقافات غربية دخيلة على واقعنا وديننا، فقد ارتأيت أن أطرح سؤالًا على بعض الشخصيات المثقفة والتي تمتلك حس عالي ومسؤلية تجاه المجتمع، إضافة إلى الرؤية السديدة للواقع.
وكان جواب الأستاذ الجامعي في اللغة العربية من كركوك عبدالله" كالتالي:
جوابي على السؤال إن الفرد الذي يتأثر بهذهِ الثقافات الهجينة "البعض" قد تُبدل قيم بعض الناس، القيم الأخلاقية والعادات وحتى الفطرة السوية السليمة للفرد وللمجتمع وحصرًا الأسرة الإسلامية بسبب الأفكار الشاذة التي قد أثرت على كاهل الفرد العراقي كونه شخص ليس معتاد على هكذا نوع من الثقافات فصار الباطل حقا والحق باطلا.. ليت الناس تعلم أنه لا حياة بعيدا عن شرع الله وفهم الأولين وليس الحداثيين والنظر إلى الأولين أمثال الإمام علي وغيره من آل بيت الرسول لفكرهم وحكمتهم، النظر لزمن الماضى ضروري زمن الأجداد وأن تعرف مدى الإستقرار والبركة وحالة الرضا والسعادة التى كانوا يعيشونها رغم الحروب فى تلك الأزمنة زمن الفطرة السليمة، أما عن المحتوى الهابط الحديث فحدث ولا حرج الذي يقدمه صنّاع التفاهة والسخافة والذي قد أيضا تؤثر على الفرد صحيحا أن الذي يقدمها لا يمثل ثقافة المنطقة التي نعيش فيها، لكنه يؤثر على عقول الناس وعلى العادات والأعراف الإجتماعية التي تَربينا عليها، وبعض الحداثة أو التكلنوجيا تم تسويقها للمجتمع تدريجياً وإدخالها قسراً إلى مشروعهم الهدام وعولمة ثقافتهم الدخيلة على مجتمعاتنا لجلبت لنا الكوارث الإنسانية والجرائم والإنهيارات المجتمعية وحتى الاقتصادية، وفق الله الجميع لما فيه الخير للعباد.
وكان للأُستاذة والكاتبة "إيمان صاحب الخالدي" رأي سديد حيث كان جوابها:
لاشك أن القيام بسلوك أوفعل غير منطقي وغير مبرر بمجرد قيام الآخرين به يعتبر بحد ذاته إلغاء لدور العقل في إتخاذ قراراته الشخصية، التي إمتاز بها عن سائر الحيوانات ولذلك وصف هذا الأسلوب بالحيوانات في قطعانها (ثقافة القطيع) كما أن التأثر بسلوك هذهِ الجماعة يفرض قيود وضغوط سلوكية على ذات الفرد مما تجعلها عاجزة عن القيام بواجبها الشرعي والأخلاقي والإنساني في ردع ذلك السلوك المنحرف كالرفض القاطع له والنهي عن المنكر وعدم تأييده بأي شكل من الأشكال لما لها من عواقب سيئة على أعمال الإنسان سواء كانت بالدنيا أو بالآخرة وخير مثال على ماتقدم شمولية العذاب لقوم النبي صالح (عليه السلام) مع أن عاقر الناقة شخص واحد ولكن القرآن الكريم عَبرَ عن المذنب بصيغة الجمع في سورة الشمس آية ١٤ (.... فَدَمْدَمَ عَلَيْهِمْ رَبُّهُمْ بِذَنْبِهِمْ فَسَوَّاهَا)، وذلك لأنهم إتبعوه في الرأي ورضوا بفعله.
بالإضافة إلى ماتقدم فإن الطاعة والإنقياد دون معرفة الصحيح من الخطأ يكون أداة تنفيذية لمصالح ومنافع الجماعة التي يطمحون بتحقيقها من خلاله وغالباً ما يحدث هذا في الأمور السياسية تحت عناوين براقة ظاهرها تحقيق أهداف الفرد وبذل الدعم المادي والمعنوي له. وبالنتيجة لا يحصل على شيء سوى إنعدام ثقة المحيطين به وخسارة مكانته في أعينهم.
أما الأستاذ الشاعر "إحسان الزيادي" فكان رأيهُ مُختصرًا كالتالي:
للإنجرار تأثير كبير على شخصية الفرد ومحيطهُ لأن بعض خياراتهم مهما بدت لهم ذاتية إلا أنها تمس نطاق غيرهم وأحيانًا يبقوك في الماضي لحجب أشياء جميلة موجودة في حاضرك، نحنُ مُجتمع تسودنا لغة السماع أكثر من القراءة الفكرية الواعية لما نسمع، وهذا جعل الكثير منا يتفكك نفسيًا وذاتيًا وبذلك كان التأثير على العائلة بشكل كبير.
أما الكاتبة "فاطمة الجنابي" قد أبدت رأيها قائلة:
كأفراد لدينا القدرة على التفكير النقدي وإتخاذ القرارات بناءً على قيمنا ومعتقداتنا، في حين أنه من الصحيح أن التأثير الإجتماعي يجرف الفرد إلى مستوى منخفض في بعض الأحيان ويمكن أن تشكل سلوكنا وشخصياتنا، إلا أن هذا لا يعني أننا نتبع القطيع بشكل لا إرادي بل (بما نريد فقط) فقد ميزنا الله بالعقل لفرز السلب والإيجاب بعضها عن بعض..
تبقى الرؤية للإنسان الواعي والمثقف بحق كما اتفق عليها الأغلب فالثقافات الدخيلة هي مضرة على الفرد نفسه وقد تؤدي إلى عدم الثقة بالنفس واتخاذ القرارات بسهولة..
اضافةتعليق
التعليقات