في عالم اليوم لا يتطلب تحضير وجبة طعام الكثير من الوقت بل عدة دقائق ويكون قد وصل سائق الدلفري ويحمل الطعام الذي طلبته دون أي جهد أو لمسات دافئة تعطر رائحته المكان الذي عُد فيه، عالم كبس الزر أمام كارثة الصحة التي أخذت تتلاشى بسبب قلة العناصر الضرورية المفقودة في وجبات المطاعم والتي تؤدي إلى الاصابة بالعديد من الأمراض منها أمراض القلب والشرايين والسمنة المفرطة بسبب احتواءها على الدهون المشبعة والبروتينات وكذلك تأثيرها على القلب والجهاز التنفسي.
ويؤثر على مرضى السكري تناول تلك الوجبات كما يعمل على زياده خطورته على المصاب إذا أكثر من تناولها ولم يراعي الأهمية الغذائية التي يتطلب وضعه لها، كما يتأثر الجهاز الهضمي بالطعام المعد في المطعم بسبب عدم نظافته بصورة جيدة كالخضروات والفواكه مما يؤدي إلى انتقال الجراثيم إلى المعدة بصورة مباشرة مؤدياً إلى اصابته بالأمراض الانتقالية والتي تعمل على تقليل مناعة المريض.
وكذلك سرعة تناوله تسبب جهداً كبيراً على المعدة بسبب الهضم السريع على العكس تماماً من تناول الوجبات المعدة في المنزل تمتاز بإنتظام كمياتها ونظافتها ومعرفة المكونات بصورة دقيقة كذلك فوائدها الصحية والاجتماعية التي تعود على الفرد كثيرة منها تقوية روابط الأسرة عند الاجتماع على طاولة الطعام، اكتساب المناعة التي تحصن الفرد وتقلل من تعرضه للإصابة بالأمراض بسبب أغلب المواد تكون طازجة وأيضاً التأثير المباشر على الحالة النفسية للفرد تتأثر بنوع الطعام.
حيث وجدت دراسة أميركية حديثة نشرت في مجلة الطب الوقائي الأميركية أن تناول الأكل المنزلي يحمل فوائد أكثر على جسم الإنسان وصحته مقارنة بتناول الأكل في المطاعم .
وبرهنت الدراسة أيضا أن تناول الأكل في المنزل يخفف من أمراض الجهاز الهضمي التي تكثر في حال تناول المأكولات الجاهزة أو تناول الطعام في المطعم. وبحسب ما خلصت الدراسة التي شملت أكثر من 4000 شخص فان تناول الأكل المعد في المنزل يعتبر صحيا أكثر من تناول الطعام في المطعم والمأكولات الجاهزة التي تحمل معها الكثير من الأضرار لا سيما في ما يتعلق بصحة القلب.
وأشارت الأرقام إلى أن مؤشرات الصحة لدى الذين يتناولون الطعام الصحي في المنزل 3 مرات أسبوعيا كانت قريبة من 67%، أما الذين يتناولون طعامهم في المنزل 6 مرات إسبوعيا فمؤشرات الصحة لديهم كانت قريبة من 75%..
وبالرغم من المضار المعروفة والكثيرة لهذه الأكلات السريعة والجاهزة إلا أنها مازالت تستهوي الكثير من الناس لسهولة الحصول عليها وتحريرهم من قيود الأجواء العائلية الأصيلة التي أصبحت شبه نادرة وأخذت تغيب في أغلب العوائل لذا أصبحت المشاكل الأسرية تزداد بسبب نقص تلك الموائد التربوية التي تتسم بمشاركة أفراد العائلة بمختلف مشاكلهم اليومية. وبالتالي فإن ذلك يزيد من الأواصر فيما بينهم كما يكون غذاءً روحياً وفكرياً لهم، وإن اجتماع الشباب مع الأهل على طاولة الطعام والمشاركة في أفكارهم يجعلهم أكثر علماً واطلاعاً على الأمور الحياتية الكثيرة، فلا بد من الحرص على تلك المجالس الدافئة التي تجعل الجميع يشارك تفاصيل يومه ويأخذ دروساً وغذاءً فكرياً والانتفاع من تجارب الأكبر سناً .
اضافةتعليق
التعليقات