شعرت هناء بالحزن العميق إزاء ما قالته إحدى السيدات في لقاء لها أثناء حفلة زفاف قريبتها (شنو هاي شعرج صاير كله شيب.. كبرانه) وضحكت بتهكم ثم انصرفت السيدة وتركتها خلفها غير مكترثة، وثبت هناء أمام المرآة لتجمع خصلات شعرها وتخفي لونه الأبيض تحت إيشارب مُزَركش ثم غادرت المكان قبل أن تنتهي مراسيم الحفل!
في موقف طريف رصدنا هذه الحالة ما دعانا للتقصي حول مشاعر السيدات حينما يغزو اللون الأبيض شعرهن والمسببات خلف ذلك...
(بشرى حياة) كانت لها هذه الجولة لتنقل لكم جانبًا حول هذا الموضوع:
أصبحتِ كبيرة
تشير أم مؤمل إلى أن اللون الأبيض حقا مزعج ويثير حزنها إلا إنها اعتادت الأمر وأغلب النساء تتجنب اظهار لون شعرها الأبيض خوفا من قول جملة (أصبحت كبيرة) فهذه الجملة ترعبها أكثر فالمرأة بطبيعة الحال تخشى تقدم العمر وتتمنى أن تحتفظ بصباها وهذا أمر مستحيل.
من جانب آخر قالت أم رفل: لقد اكتسح اللون الأبيض شعري منذ أن كنت في السادسة عشر من عمري الأمر يعود إلى العامل النفسي والتوتر العصبي الذي ينتابني من ضغوط الحياة، لقد تعايشت مع الموضوع وما عاد الأمر يشكل لدي انعكاسات نفسية أبدا، أما الوسط الاجتماعي فدائما أجيبهم بجملة (هو اني كبرت قابل الإنسان يبقى طول العمر صغير) .
وفي السياق ذاته قالت زينب كاظم/ موظفة: على الرغم من الطبيعة البشرية في تقدم العمر وظهور (الشيب) إلا أن المرأة عدوها اللدود هو ظهور الشعر الأبيض لذا تلجأ السيدات دائما لصبغ الشعر لتجنب عبارات الإنتقاد أو التعاطف من الآخرين.
وأضافت: أمتعض جدا لتدخل الآخرين بهذه التفاصيل التي من المعتاد أن يتعرض لها أي شخص، أرى أن على أي امرأة أن تتحلى بالقوة وتتقبل التغيرات بكل أريحية سواء في لون شعرها أو تفاصيل بدنها ولا تكترث للمتطفلين فأغلبهم يعانون من النقص والفراغ لهذا يدسون أنوفهم في أمور لا تعنيهم سواء كانت على سبيل المزاح أو من باب الصداقة وغيرها.
حقائق علمية
يعد الشعر الأبيض (الشيب) هاجسًا مخيفًا وصدمةً نفسيةً لدى معظم السيدات وحتى بعض الرجال ومن المتعارف عليه أن التقدم في العمر هو من يغير لون الشعر إلا أن الحقائق العلمية يؤكدها العلماء على أن تغير لون الشعر ليس له علاقة بالعمر، حيث يحدث الشيب بسبب توقف الخلايا الملونة في بصيلة الشعر عن تكوين وتصنيع المادة الملونة وهي الميلانين والأسباب متعددة بهذا الجانب منها العامل الوراثي والعامل النفسي والتوتر العصبي والصدمة العصبية والهزال والضعف البدني ونقص بعض العناصر الغذائية مثل النحاس والزنك وحامض الفوليك وفيتامين( B ) المركب وأمراض الجهاز الهضمي وأورام خبيثة في الجهاز الهضمي وفقر الدم والتعرض لحرارة عالية والأمراض المزمنة المعدية مثل الملاريا والتدرن والتهابات اللثة والأسنان المتكررة وأمراض فروة الرأس والقشرة، أما العلاج يعتمد على معرفة السبب ثم معالتجه، أما الشيب غير المبكر فهو بسبب تقدم العمر فليس له علاج إلا الصبغات .
رؤية اجتماعية
شاركتنا الإستشارية نور الحسناوي قائلة: الكثير من الرجال وحتى السيدات على وجه الخصوص يعانون من تزايد الشعر الأبيض أو ما يسمى (الشيب) فيعيشون حالة اكتئاب أو هلع على أنهم تقدموا بالعمر وهذا ما يسبب الهوس بالتخلص من اللون الأبيض بكافة الوسائل المتاحة حتى وإن كانت مضرة.
وأضافت: يرتبط هذا الأمر بثقة الأشخاص الذين يعانون من تكاثر (الشيب) بعدم الاهتمام بآراء الآخرين وتدخلاتهم في المحيط الخارجي وتقبل مظهرهم وعدم السماح للدخلاء بإثارة حفيظتهم وايقافهم بالحد المسموح في الكلام.
فاللون الأبيض للشعر ليس عيبا، كما أصبح موضة العصر بعد اكتساح مراكز التجميل النسائية والرجالية مختلف الصبغات لتغير لون الشعر ومنها الأبيض .
اضافةتعليق
التعليقات