قررت الجمعية العامة للأمم المتحدة تخصيص يوم دوليّ للاحتفال سنوياً بالدور الهام الذي تضطلع به النساء والفتيات في ميادين العلوم والتكنولوجيا وتحديد يوم 11 شباط، بالتعاون مع سائر المؤسسات المعنية والشركاء من المجتمع المدني.
ويقدم هذا اليوم الفرصة لتعزيز وصول الفتيات والنساء إلى هذا الميدان ومشاركتهن مشاركة كاملة ومتساوية فيه، وإنّ تمكين الفتيات الشابات، والنهوض بتعليمهنّ وقدرتهن الكاملة على التعبير عن أفكارهنّ من العوامل الأساسية لتحقيق التنمية وبناء السلام.
وتتطلب الجهود الرامية للتصدي إلى مجموعة من أكبر التحديات التي تواجه جدول أعمال التنمية المستدامة، مثل النهوض بالصحة لمكافحة تغير المناخ، تسخير المواهب كافة، أي إشراك عدد أكبر من النساء في هذه المجالات. فإنّ التنوع في ميدان البحث يساهم في توسيع نطاق الباحثين الموهوبين واستقطاب أفق جديدة بالإضافة إلى تعزيز التميز والإبداع ومن هنا، جاء هذا اليوم ليذكرنا دائماً بالدور الهام للنساء والفتيات في مجالات العلوم والتكنولوجيا وضرورة تعزيز مشاركتهن فيها.
إذ تتطلب مواجهة التحديات الهائلة في القرن الحادي والعشرين، ومنها التحديات المتعلقة بتغير المناخ وبالابتكارات التكنولوجية الكاسحة وغيرها، الاستعانة بالعلوم وبكل القدرات والطاقات الضرورية ولذلك لا يستطيع العالم الاستغناء عن إمكانيات وذكاء وإبداع الآلاف من النساء بسبب استمرار وجود أوجه عدم المساواة أو الأفكار والأحكام المسبقة التي تعاني منها المرأة.
وتدعو اليونسكو، في هذا اليوم الدولي للمرأة والفتاة في ميدان العلوم، المجتمع الدولي والدول والأفراد إلى العمل معاً لجعل المساواة واقعاً ملموساً في ميدان العلوم، وفي سائر الميادين وسيعود هذا الأمر بالخير العميم على البشرية وعلى العلوم."
دور المرأة في سوق العمل
ازدهر دور المرأة في سوق العمل خلال العقود القليلة الماضية نتيجة عدّة عوامل سمحت لها بإثبات نفسها في مختلف مجالات العمل؛ كمعلمة، أو طبيبة، أو مهندسة، أو غيرها من المهن، فخلال الخمسين عام الماضية شهد العالم زيادةً كبيرةً في مشاركة المرأة في جميع مجالات العمل، وتكمن أهمية مشاركة المرأة في سوق العمل في دورها الفعّال في مكافحة الفقر ورفع المستوى المعيشي لأسرتها من خلال ما يوفّره عملها من دخل يدعم ميزانية الأسرة، كما يُعزّز عمل المرأة الرسمي وغير الرسمي مشاركة المجتمع في دعم الاقتصاد الوطني، بالإضافة إلى أهمية الأعمال التجارية الصغيرة للنساء التي قد تُشكّل أساساً اقتصادياً للأجيال القادمة.
يُعدّ دور المرأة في المجال الطبي دوراً أساسيّاً على مستوى العالم في مختلف التخصصات الطبية، سواء كانت طبيبة، أو ممرضة، أو قابلة، أو عاملة في مجال صحة المجتمع، فقد تمكنت النساء في هذا العصر من النجاح في إدارة المستشفيات، وأخرياتٍ قد تمكنّ بإنجازاتهن الطبية من الحصول على جائزة نوبل، كما أثبتت العديد من الطبيبات قدرتهنّ على الجمع بين العلم والكفاءة الطبية من جهة واللطف والرعاية النفسية للمريض من جهةٍ أخرى، فاستطعن إثبات أهمية دورهنّ القيادي في القطاع الصحي عبر إنجازاتهن الكثيرة وأدوارهن الفاعلة التي ساهمت في تحسين الخدمات الصحية والعلاجية من خلال وضع الخطط والاستراتيجيات التي ساهمت في نهوض القطاع الصحي.
شهد التاريخ العديد من الأسماء البارزة لطبيباتٍ قد تميّزن نتيجة اجتهادهنّ في عملهنّ في تطوير المجال الطبي، واكتشاف الأدوية، وعلاج الأمراض، كما ساهم دخول المرأة في الحقل الطبي في إيجاد أساليب جديدة في أنظمة الرعاية الصحية، والعلاقة المهنية في التعامل مع المرضى، وقد أدّت مشاركة المرأة في المجال الطبي إلى عمل أبحاث متخصصة في صحة المرأة والأمراض التي تُصيبها.
حققت مجموعة من السيدات إنجازات خاصة في اكتشاف الفضاء الخارجي المملوء بالأسرار وملايين الكواكب السيارة والنجوم، وكانت الألمانية كارولين هيرشل أول امرأة تحصل على ميدالية ذهبية من المجمع الفلكي البريطاني عام ،1828 حيث عملت مع أخيها وليام (مكتشف كوكب أورانواس)، واكتشفت ثمانية مذنبات بين عامي 1786 و،1797 وتقديراً لها تم تسمية إحدى الحفر الموجودة على سطح القمر باسمها .
أما كارولين شوميكر فتحمل السجل الأكبر لعدد المذنبات والكويكبات المكتشفة من قبل شخص واحد، فقد اكتشفت 32 مذنباً وأكثر من 800 كويكب، وحصلت على وسام ناسا العلمي الاستثنائي عام 1996.
المرأة رغم كل ما تؤديه من الإنجازات تبقى عاطفتها واحساس الأمومة الفطري هو أعظم ما تملكهُ كما وأن أعظم ما يمكن أن تُقدمهُ هو استثمار هذه العاطفة بالاهتمام الذي تبديه وتقدمهُ لأولادها.
اضافةتعليق
التعليقات