• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

حديث جوادي: عن الإمام المُنتَظر وأحوال المنتظرين

فاطمة الركابي / الأحد 11 تموز 2021 / ثقافة / 4067
شارك الموضوع :

كذلك يفتح لنا باب معرفة سبيل من سُبل تحقيق مفهوم الإنتظار الحقيقي، وذلك من خلال الإخلاص

قال الإمام الجواد (عليه السلام)، لما سؤل: لم سُمي خاتم الأوصياء بالمُنتظر؟ قال (عليه السلام): [لأن له غيبة تكثر أيامها ويطول أمدها، فينتظر خروجه المخلصون، وينكره المرتابون، ويستهزئ بذكره الجاحدون، ويكثر فيها الوقاتون، ويهلك فيها المستعجلون وينجو فيها المسلمون](١).

الإمام (عليه السلام) هنا يفتح لنا من تبيانه علة اسم المنتظر للإمام الحجة (عج) بابا لمعرفة وظيفة من وظائفنا تجاه فهمنا لغيبة إمامنا وهي وجوب انتظاره، في قبال إنه ينتظرنا لكوننا جزء أساس من تعجيل الفرج، وإنهاء زمن الغيبة.

وكذلك يفتح لنا باب معرفة سبيل من سُبل تحقيق مفهوم الإنتظار الحقيقي، وذلك من خلال [الإخلاص] للحفاظ على روح الإنتظار -كما أشار الإمام عليه السلام- ، والذي من علاماته، كما ورد عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) إنها أربعة: [يسلم قلبه، وتسلم جوارحه، وبذل خيره، وكف شره](١).

فهذه الغيبة هي على المستوى المادي ستكون أيامها كثيرة، وعلى المستوى المعنوي تحتاج إلى نَفَسٍ طويل، ونَفْسٍ كبيرة؛ فالتسليم المصاحب لانتظارنا له في زمن غيبته، يعني أن نعمل ونسعى أن نؤدي ما علينا سواء تحقق الظهور أم لا، بلغنا زمان الظهور أم لم نبلغ.

كيف نحافظ على انتظارنا؟

ثم يُبين الإمام الجواد (عليه السلام) الأمراض الروحية-إن صح التعبير- التي قد تفتك بقلب المُنتَظِر فتسلب منه انتظاره، وتميت اخلاصه، فلا ينجو ولا يسلم بعد ذلك.

وأولها [الإرتياب]، أي الشك سواء في أصل عقيدته بهذا الإمام المُنتَظر لطول غيبته، أو الشك في صدق اخلاصه وانتظارهُ الذي يسعى لتحقيقه في ذاته، ونتيجته ستكون هي انكار وجود الإمام (عليه السلام) فينتفي الانتظار هنا، فهذا الشك هو كفأس يحطم عقيدته شيئاً.. فشيئاً، والتسليم سور الموقنين.

قال تعالى: {أَفِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ أَمِ ارْتَابُوا أَمْ يَخَافُونَ أَن يَحِيفَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَرَسُولُهُ ۚ بَلْ أُولَٰئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ(50) إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَن يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا ۚ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ}(النور:51)

فلا يكفي القول بالإيمان بالحجة الإلهية وإنما المقياس هو السمع والطاعة وإن كان الإمام غائب بشخصه، فلابد أن يكون استشعار وجوده النوري والمعنوي حاضر في قلب المنتظر، فهنا يمتحن المخلص من غيره، ويعرف أهل التسليم من سواهم.

وثانيها [الاستهزاء] بذكر الإمام (عج) والتذكير به، والتمهيد له، ونتيجته الجحود بنعمة وجود الإمام، فإن الاستهزاء من علامات الاستخفاف بعظم نعمة وجود حجة الله في أرضه، والذي يوصل المستهزئ إلى عدم رؤية هذه النعمة وعدم حسن التعامل معها، فلا يكون لها الأولوية في حياته من حيث استثمارها أو الحفاظ عليها؛ فالشيء الذي لا يُرى إنه ثمين أو يستحق الانتظار لا يُرتقب.

 وهذا التفكير بحد ذاته كاشف عن عمى صاحبه وانتكاسة في بصيرته، وحقيقة وصوله لمرحلة الجحود الخطيرة، إذ إنه يتنعم بهذه الواسطة الإلهية التي لولاها لساخت الأرض بأهلها، على مستوى الإنتفاع العام النابع من عناية وشفقة الإمام (عج)، فضلاً عن إنه قد حرم نفسه من العناية الخاص لو إنه كان من الشاكرين.

ففي قوله تعالى: {وَلَقَدْ مَكَّنَّاهُمْ فِيمَا إِن مَّكَّنَّاكُمْ فِيهِ وَجَعَلْنَا لَهُمْ سَمْعًا وَأَبْصَارًا وَأَفْئِدَةً فَمَا أَغْنَى عَنْهُمْ سَمْعُهُمْ وَلَا أَبْصَارُهُمْ وَلَا أَفْئِدَتُهُم مِّن شَيْءٍ إِذْ كَانُوا يَجْحَدُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَحَاقَ بِهِم مَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِؤُون}(الأحقاف :26)، فالإنسان الجاحد بآيات الله العظمى المتمثلة بالحجة المنتظر(عج)، هم فقراء، وإن مكنوا في الأرض وكان لهم من أَنعُمِها وسلطانها وخيراتها، إذ لا غنى لهم عن هذه النعمة التي هي أصل كل نعمة.

لذا لا يجدر بالإنسان المنتظر أن يفقد فطرته التي توجب عليه أن يكون شاكرا غير جاحدا لهذه النعمة الإلهية العظمى المتمثلة ببقية الله تعالى، ولتبقى هذه الجوارح نوافذ لاستشعار وجود ألطاف هذا الإمام العطوف، ولتحسس عنايته وقربه.

وثالثها [الاستعجال] الذي يجعل البعض-الكثير- يلجأ إلى التوقيت للظهور، فما أن يرى علامة هنا أو تحقق شرط هناك حتى أسرع بالإنباء من دون علم ودراية ولا رجوع لعالم أو خبير، وهذا الاستعجال في البسطاء قد يكون نابعا من حب بلا علم، وشوق بلا معرفة.

وكأنهم يحاولون معالجة صعوبة طول الإنتظار بهذه الآمال التي يصنعونها بأنفسهم لأنفسهم، وهؤلاء قد يأتي عليهم زمان يدخل عليهم اليأس، فيفقدون حبهم وشوقهم وانتظارهم، وفي المتقصدون فهو بالغالب لإضلال الناس، وما يضلون إلا أنفسهم.

بينما المطلوب هو تهذيب الحب بمعرفة كيفية التعامل مع غيبة المحبوب، وتسخير الشوق بالسعي حثيثا للتقرب منه قلبياً، وتنضيج مفهوم الإنتظار بالصبر الجميل على طول المغيب، وكل ذلك يبنيه وجود الإخلاص الذي يجعل كل وجود الإنسان مسخرا لربه ولإمامه الذي ينتظره.

-------

(١) بحار الأنوار : ج ٥١، ص ٣٠.
(٢) ميزان الحكمة: ج ١، ص ٧٥٨.

الامام الجواد
الامام المهدي
الانتظار
الفكر
القيم
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    أبا الفضل.. بقية الدمع في مآقينا

    القيم والمآثر الأخلاقية في حياة الإمام الحسين

    أنصار الحسين يوم عاشوراء: قصة التضحية والوفاء الأبدي

    ارتفاع هائل في استهلاك الطاقة بسبب الذكاء الاصطناعي

    بناء التنوع.. شعار اليوم العالمي لهندسة العمارة

    جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية تنظم فعاليات نادي ريحانة الصيفي للفتيات

    آخر القراءات

    الأحمق الساكت يحسب مع الحكماء

    النشر : الأحد 04 ايلول 2022
    اخر قراءة : منذ 5 ثواني

    استطلاع رأي: هل أنتِ مع زواج الأقارب؟

    النشر : الأحد 25 تشرين الثاني 2018
    اخر قراءة : منذ 6 ثواني

    دور السيدة الزهراء في الدفاع عن الإمامة.. منهج وطريق: ندوة ثقافية تقيمها جمعية المودة والازدهار

    النشر : السبت 20 كانون الثاني 2024
    اخر قراءة : منذ 9 ثواني

    ما ترسمه الخطوات

    النشر : الأحد 05 تشرين الثاني 2017
    اخر قراءة : منذ 11 ثانية

    التأمل كنظام حياتي

    النشر : السبت 01 تشرين الاول 2022
    اخر قراءة : منذ 47 ثانية

    الدمام.. أيقونة رمضان الخالدة

    النشر : السبت 24 نيسان 2021
    اخر قراءة : منذ 49 ثانية

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    مأساة مسلم بن عقيل: الغريب الوحيد في كربلاء ودروسٌ للشباب

    • 1212 مشاهدات

    الترند الجديد "لابوبو": صدفة؟ أم واحدة من أنجح حملات التسويق في 2025؟

    • 443 مشاهدات

    بعد تراجع وفيات النوبات القلبية.. ما الذي يُهدد حياتنا الآن؟

    • 433 مشاهدات

    ابتسم… أنت تمضي بلا هوية

    • 406 مشاهدات

    محرّم في زمن التحول

    • 387 مشاهدات

    تحدّي عاشوراء: أربعون يوماً لتكون حسينيّاً في زمن الضياع

    • 384 مشاهدات

    الترند الجديد "لابوبو".. صدفة أم واحدة من أنجح حملات التسويق في 2025؟

    • 1560 مشاهدات

    القليل خير من الحرمان

    • 1316 مشاهدات

    مأساة مسلم بن عقيل: الغريب الوحيد في كربلاء ودروسٌ للشباب

    • 1212 مشاهدات

    وميض من التاريخ: تتويج إلهي بالولاية

    • 1172 مشاهدات

    الخلود في زمن التفاهة: كيف ينتصر علم الإمام علي على مادية العصر

    • 1108 مشاهدات

    قراءة في كتاب: إدارة الموارد البشرية

    • 756 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    أبا الفضل.. بقية الدمع في مآقينا
    • منذ 22 ساعة
    القيم والمآثر الأخلاقية في حياة الإمام الحسين
    • منذ 23 ساعة
    أنصار الحسين يوم عاشوراء: قصة التضحية والوفاء الأبدي
    • منذ 23 ساعة
    ارتفاع هائل في استهلاك الطاقة بسبب الذكاء الاصطناعي
    • منذ 23 ساعة

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة