قد آن أوان الصبح أن ينبلج وللموفقية أن تعجل بالظهور …
أن لكل دعاء زكاة للطلب ، وعينة العطاء إيفاد المراد من أهلها ، وعمر الانتظار أقلام تكتب الحروف على عجلة الصبر .
في ذكرى ولوج الخير وأستيضاح العلم بروية الطيبين ،، يتعين علينا أن ندرس النبذة بدافع عشق صاحبها ، وذات المدد ، ووفرة البركات وبذلها ،
لان وثيقتها من الأزل ، وبصمة غيبها حكمة لاتزل.
( كتاب الغيب، ام الغيبة)
علاقة تضامنية بين أن تكون الغيبة من غيبيات الله
وقدره ، وبين الصفة الخاصة لاؤلياءه في أن يحملهم الغيب قدر مبتغاه الانتظارعلى مدار الحكمة.
ربما تطول بحكم الغيبة ، صالح الشرع وعموم السببية في كل أمر يمتثل من قبل الله سبحانه ،
ومما لاشك فيه ، أن من رواد الموضوعات قديما وحديثا ، البحث عن أسباب الانقطاع والاختفاء ،
أمرا ، عاشه كل أنبياء الله ورسله منذ بدء الخليقة
وسمو كل غائب بوقته تبعا لضروف عصره وسجية حاضره، مع كل عناصرها وأدواتها وأدلتها آنذاك.
اذن حكم الغيبة ، منوط بسعة القدر المحتمل أعصاره ، ودثار القيمة عند صدور مقلديها ،
علما أن من يركع لحديث الظهور ، حبا أو تعظيما إنما هو أداة عتيدة، تلتفت إلى شارع المبدأ بدقة متناهية ، وترفل من معين علمها سهما فارض الهمة لأداة الفرج.
غيبة الإمام المهدي عجل الله تعالى فرجه عند الشيعة الإمامية عن الأنظار واذعانا منه وبقاءه خلف ستار الغيب وظلوع الحكمة من هذا القرار، وفقاً للروايات هذا الخفاء والغياب بدأ من سنة 260 هـ بعد استشهاد الإمام العسكري عليه السلام،
الغيبة الأولى: غياب لفترة قصيرة عرفت بـالغيبة الصغرى، والغيبة الثانية طويلة تعرف بـالغيبة الكبرى لازالت مستمرة حتى يأذن الله تعالى في الظهور.
وتُعدّ من أمهات العقائد و ضرويّات المذهب الشيعي التشريعي الإمامي الاثنا عشري ومكملات العقيدة .
( الحجة المنتظر .. يولد فجرا)
في الساعات الأولى من وقت الانتظار ، وعند إشراقة الحظور وبين احضان الموؤدة سئلت ،تمهلت وتنهدت ف كانت البشرى ،وبيدها نور السموات والأرض ، تقلد حكمة الوجود وازهر الوجه بترتيل آياته شوقا ، وقد أعتنق السجود ذاكرا آلاء الله ، معترفا بوحدانيته ، باسم الثغر ،جميل المحيا، مطيع الولاية ، مخلصا لأداء الفريضة ، هو الموعود بالرحمة وإقصاء الظلمة قد أدرأ بحظوره حكمة الوجود إلى لطف ونعمة ، ف كان صدق الهداية للبشرية وعموم الكائنات ، هو الامام الحجة المنتظر أرواحنا فداه.
روى الصدوق بسند صحيح قال : حدّثنا محمّد بن الحسن رضي الله عليه قال : ـ حدثنا عبد الله بن جعفر الحميري قال : قلت لمحمّد بن عثمان العمري رضي الله عنه : انّي أسألك سؤال إبراهيم ربّه جلّ جلاله حين قال : ( ربّ أرني كيف تحيي الموتى قال أولم تؤمن قال بلى ولكن ليطمئن قلبي ) فأخبرني عن صاحب هذا الأمر هل رأيته ؟ قال : نعم وله رقبة مثل ذي وأشار بيده إلى عنقه.
ورواية أخرى ...ونكتفي مارواه الشيخ محمّد بن يعقوب الكيلني عن بعض أصحابنا عن عبد الله بن جعفر الحميري قال : اجتمعت والشيخ أبو عمرو ـ عثمان بن سعيد ـ عند أحمد بن اسحاق بن سعد الأشعري فغمزني أحمد بن إسحاق أن أسأله عن الخلف قفلت : يا أبا عمرو ... ـ إلى أن قال : ـ فقلت : أنت رأيت الخلف من أبي محمّد عليه السلام فقال : إي والله ورقبته مثل هذا وأومأ بيده ، فقلت : بقيت واحدة. فقال : هات. قلت : الاسم. قال : محرّم عليكم ان تسألوا عن ذلك ولا أقول هذا من عندي فليس لي ان احلّل ولا احرّم ولكنّه عنه صلوات الله عليه ... .
( هذا صاحبكم من بعدي)
وروى الصدوق بسنده عن أبي غانم الخادم قال : ولد لأبي محمّد عليه السلام ولد فسمّاه محمّداً. فعرضه على أصحابه يوم الثالث وقال : « هذا صاحبكم من بعدي وخليفتي عليكم وهو القائم الذي تمتدّ إليه الأعناق بالإنتظار فإذا امتلأت الأرض جوراً وظلماً خرج فملأها قسطاً وعدلاً ».
ويدلّ على ولادة الإمام المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف الروايات المتظافرة الواردة ،على انّ الأرض لا تبقى بدون الحجة والامام كقولهم عليهم السلام : « لولا الحجة لساخت الأرض بأهلها ».
وعن الباقر عليه السلام قال : « لو ان الإمام رفع من الأرض ساعة لماجت بأهلها كما يموج البحر بأهله ».
وقال أبو عبد الله عليه السلام : « الحجة قبل الخلق ومع الخلق وبعد الخلق ». أثباتا لفرض الحجة مادامت السموات والارض
وعنه عليه السلام : « انّ الله أجلّ وأعظم من أن يترك الأرض بغير إمام عدل » لخير دليل وأعظم حجة على غيرها من الحجج الظاهرة
وعن حمزة بن حمران قال سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول : « لو لم يبق في الأرض إلا اثنان لكان أحدهما الحجّة ».
فهو ،،( المفرد الموتور لأبيه) رواية صحيحة متداولة عنهم عليهم السلام ، أن يستشهد الامام العسكري ، والإمام الحجة المنتظر ، ليس له أخ أو أخت.
غيبة الإمام .. وولاية اهل البيت
في شرط الولاية ، ديمومية الطاعة والتزام القدوة ،
وقد عد من أصول الدين الاقرار بالإمامة ضمان الإنسان من هفوات الدنيا ونجاة الآخرة وضمانا له على المدى العقائدي والإنساني.
في ميزان الحكمة - الجزء الاول ،، حديث للامام
زين العابدين ( عليه السلام ) يقول :-
" من ثبت على ولايتنا في غيبة قائمنا أعطاه الله أجر ألف شهيد ، مثل شهداء بدر وأحد "
.في زمن غيبة مولانا الحجة المنتظر ، تقدر نفوس وتقاس على مقدار ثباتها ، حتى كانت وساما لاتباع المذهب ،
اذن لابد من فرضية ، لاتغيب عنها شمس الولاية ،
فهي الضمان لعصمة المبدأ من زلل وفود الأفكار الطاعنة فيها والتشكيك والادعاء الباطل وجرأة كتب الضلال على روايات الحق وميلادها، وان توالت الأجيال وتعددت مطالب الرأي ، لابد من خمار يجمع جوارح اليقظة تحت مظلة الفكر الولائي لمنهج اهل البيت عليهم السلام.وامتداد فيوضاتهم وان طال الأمد وزاد المجهود واحتدم تحت سنابك القهر .
( الامام الحسين … وعدة الظهور)
قال رسول الله صلى الله عليه وآله ،وقد أشار بيده الكريمة إلى الأمام الحسين صلوات الله عليه:
« انّ ابني هذا إمام ابن إمام أخو إمام أبو أئمة تسعة ، تاسعهم قائمهم ».
دلالة واضحة لديمومية الإمامة وكفاءتها من عمود النور سبط الرسالة الامام الحسين عليه السلام .
والذي يزيدها متانة بذات القالب الثابت ، اقتران النهضة الحسينية ب القضية المهدوية ، وأن الهدف واحد يدعم الصواب في أم الرسالة وآثار النبوة ، ومكانة العترة في صدور الذين آمنوا .
ف لولا ثورة الحسين عليه السلام ماكان لزمن الغيبة حياة ، وماتداولتها اقلام العلم بصرامة ، ف كانت هي القلب النابض ، والسعي الشاهد على اجيال التقليد وعلماء المهد .
وما كانت هناك يد خفية ،وعناية مستديمة لثبات صرح الحق وعمق المعرفة ، وتوالي الخير في كتب المستقدمين والمستاخرين .
علاوة على ذلك ، كتب التاريخ تحدي مستمر لثورات توالت على مر الزمن لتشهد قوة الفكر وإيمان الغيب
وانتظار القادم كي لايستحيل على الأجيال هضم الغيبة وأرتباطهم بصاحبها عشقا وحفاوة ب لقاءه.
لذا اقترن نور الحسين بيوم ولادة الحجة المنتظر عجل الله تعالى فرجه، وحظى ب منزلة الحظور تحت قبته الشريفة ، ونيل المطالب وقضاء الحاجات في يوم النصف من شهر شعبان المعظم .
وكأن البيت قد اكتمل رواده ، انسا وملائكة وقد تزاحموا عند عتبة الولاء والولاية وأظهار البيعة لابي الإحرار الحسين الشهيد لتعجيل فرج قد طال أمده .
هنا وقفة لذكر آل محمد وولاية المد الحسيني المشروط بغيبة القائم المنتظر ، وترك بصمة هتاف
في جداول العبادة وقرأن الفجر ، أن قرآن الفجر كان مشهودا.
على من يبايع ، أن يرفع يده على هامته ، مهمهم بالتلبية ، معانقا بيت الشفاء ، ملهوفا بذكر الولاية ،
لان الدم الذي خضب شيب الكرامة ، لابد وأن يثأر له الوجود كلمة وحضارة .
لذا كان على الصدر أن يدرك معنى كفاءة الخطوة
عند حظور الضياء وحسن بلوغ المراد ، لان الدمعة على الحسين عليه السلام ، لايكتمل معناها بركة الا
بزهو سيف العجل وحظور الأجل لأمامنا المنتظر
عندها تكتمل الحقيقة ،ويتكلم فم الترتيل ، وتستصغر الظلمة وإيثار الحق على الباطل.
( المرأة ،، وثورة المهدي المنتظر)
مما لا يخفى على كل متابع ، أن للمرأة حظورا متميزا بين أطناب الفكرة ونهضة القلم ،
وقد أثبتت حقها ب جدارة ، علميا وحضاريا وفرضت لنفسها محفلا يبتهج بالكفاءة والقوة وشمول المسؤولية
في كل مجال ، اجتماعيا كان أو غيره.
وعلى وجه الخصوص ، أن المرأة تماثلت للشفاء عند اقتران اسمها بيت العصمة ، وحب الخدمة لاهل البيت ، لان الذي يدفعها للتواصل ، هو إيفاد ملكة الخير في كل عمل له صلة موصولة بذكر الإمامة وولاية اهل العصمة ،
لذا كان لها القدم الثابت سابقا ولاحقا ، وقد ادرج اسمها تأريخيا وكانت من الخالدات ،كما هي السيدة خديجة ومولاتنا الزهراء والحرة الأبية زينب الكبرى ،وكل بيت الولاية ، عليهم صلوات الله، ف كانوا العون الجميل ، في الموقف الجليل واليد الطولى لبتر عمر الشرك وأضفاء طرحا معافيا من أمهات الجهل والفساد.
قد تركت المرأة بصمة غيثها وشكر حرفها ووقفت اجلالا وسندا في مختلف ادوار الأئمة المعصومين وعلى اختلاف أدوارهم.
الا ان الدور هنا يختلف نمطا من حيث الأسلوب ، وأداء الأمانة ، وتحصين بوابة الامل ، في زمن الغيبة وعصر الظهور ، يتحتم على كل موالية بث روح الوعي ونشر تكلفة الايمان عملا مقدما في كل خطوة تخطوها ، وإيداع المبدأ قلوب منتظرة مع خلق ساحة تكتمل فيها عناصر الالتزام والعفة ،
سواء على صعيد المجتمع الكبير ،او الصغير ابتداء من أفراد الأسرة إلى حين أجل التواصل.
ان تكون معدة لقطع مؤهلات واشواطا كي تحظى وسام النصرة لأمامنا المنتظر.
وتكون من ضمن اللواتي وصفهم الامام الباقر سلام الله عليه ..حين قال :
(ويجيء والله ثلاثمائة وعشر رجلا فيهم خمسون امرأة يجتمعون بمكة على غير ميعاد فزعا كفزع الخريف) . بحار الانوار . وعنه أيضا .. قال :
( وتؤتونا الحكمة في زمانه حتى أن المرأة لتقضي في بيتها بكتاب الله تعالى وسنة الرسول صلوات الله عليه ) … نفس المصدر .
فعلى من تريد أن تحظى بهذه الكرامة ، أن تسعى جاهدة ، لقلب الحدث وفرض جوهرا ثقافيا واعيا
بمستوى النصرة ، وكفاءة الغيث وغلبة الضمير
علما وعملا ، ولنا دعاء في نصرة الحق إنه سميع مجيب .
اضافةتعليق
التعليقات