لكل فرد مجموعة من المشاكل ولكل مشكلة أيضا مجموعة من الحلول فلا توجد مشكلة بدون حل مهما كانت، فبعضها فقط تحتاج إلى مرور الوقت وأخرى تحتاج إلى التفكير خارج إطار اعتبار المشكلة مشكلة، فنحن ننظر إلى المشكلة كمشكلة فحسب ولا ينظر المجتمع إلى ما بعد المشكلة ما هو الحل، فلذلك ترى المجتمع يتذمر بسبب بعض الأمور التي من المعيب أن يُطلق عليها اسم (مشكلة)، أو حتى عبارة (سوء فهم)، لأن المجتمع أحيانا لا يعطي فرصة للتفكير حتى ينقض كالأسد الغضبان على المقابل من غير أن يتمهل ليعرف الأسباب أو يفهم الموقف حتى!.
فالكثير من المواقف حلُّها مجرد كلمة طيبة أو تنازل بسيط، وحتى فهم صحيح للموقف، ومثل هذه المشاكل مشاكل السير والمشكلة الأزلية بين العمة والكنة والتي حلولها جدا بسيطة، ومشاكل الأزواج والأصدقاء، والأخوات وغيرها كل هذه المشاكل يمكن معالجتها بمنتهى البساطة إلا إن المجتمع يخلق منها أزمة، فالكثير من مشاكل المجتمع لا تعدو عن كونها تضخيم لصورة الموقف وتأزيمه ليصبح أزمة، فينطبق على مجتمعنا حديث الأمير علي (عليه السلام): (مَنْ عَظَّمَ صِغَارَ اَلْمَصَائِبِ اِبْتَلاَهُ اَللَّهُ بِكِبَارِهَا).
وهذه القاعدة لا تخطئ حيث نرى الفرد الذي يخلق من المشاكل الصغيرة مشاكل عظمى تمر عليه مشاكل أعظم فينهار لأنه استهلك طاقته التحملية وأعصابه في صغائرها فلم يتبق ما يعينه على كبارها وهذا الأمر يرهق كاهل الفرد نفسيا وصحيا وبالتالي ثلاث أرباع مشاكل الإنسان الصحية سببها نفسي.
إن من عوامل الابتعاد عن تأزيم الأزمة:
1_ التأني في ابداء التفاعل مع الموقف.
2_ فهم الموقف من جميع الجوانب ليكون القرار المتخذ قرارا حكيما.
3_ إعادة تفعيل دور الاستشارة، واستشارة ذوي الخبرة في حال حصل موقف لم يعرف الفرد كيفية اتخاذ القرار فيه.
4_ ترك عادة النظر للمشكلة على أنها مشكلة وليس لها حلول، بعد مغادرة هذه الفكرة البدء بالتفكير بأبسط الحلول، وتجربتها وعدم وضع عراقيل أمام الحلول.
5_ مهما كانت المشكلة كبيرة يجب أن نؤمن بأن كل المشاكل لها حلول إلا الموت، وفي هذه الحالة نستطيع التفكير ببساطة جدا بعيدا عن التوتر.
فجو العراق والجو العربي مشحون بمجموعة من الأزمات ولا يحتاج مزيدا منها، والتي قد تصنعها مخيلتك فقط، فبدلا من السعي في البحث بتفاصيل المشكلة، ابحث بتفاصيل الحلول، قد تصنع حياة.
اضافةتعليق
التعليقات