رغم إختلاف عادات وطقوس العيد لدى الشعوب العربية والاسلامية, إلا ان العائلة العراقية تشترك في الكثير منها كـالذهاب الى المسجد صباحاً لأداء الصلاة وزيارة المقابر وتحضير حلوى العيد العراقية (الكليجة), وترتيب المنزل قبل العيد, وشراء ملابس العيد للاطفال, وهو ماسيتم استعراضه في الإطلالة السريعة التي نجوب فيها بعض المدن العراقية لمعرفة أبرز طقوس الاحتفال بالعيد المبارك.
فاطمة صالح, من عائلة كربلائية, تروي لموقع (بشرى حياة) طقوس وتحضيرات العيد قائلةً: "إن العائلة العراقية والكربلائية على وجه التحديد, تبدأ استعداداتها للعيد بالتسوق له ولتحضيراته, وأولها شراء الملابس الجديدة خاصة للاطفال وتحضيرات العيد بـتنظيف البيوت والتهيؤ لأستقبال الضيوف".
وتكمل فاطمة صالح: "من الطقوس المتعارف عليها هي تحضير مسبق لأنواع الأكلات اللذيذة وخاصةً (الكليجة) التي يتميز بها العيد, تحضير أكلة الرز بـالحليب والتي تسمى (البحت), التي تعد فجر يوم العيد وتوزع على الجيران كـمشاركة في اعداد وجبة الفطور الأولى التي يتناولها الصائم في اليوم الأول من العيد".
وتشير أن "العائلات الكربلائية في أول ايام العيد المبارك تذهب الى مرقد سيد الشهداء الامام الحسين (عليه السلام) واداء صلاة العيد وبعد ذلك الذهاب الى المقبرة لزيارة قبور الأهل والأحبة فيكون لهم نصيب بذكرهم بقراءة سورة الفاتحة على أرواحهم.
الكليجة حلوى العيد العراقية
أما مدينة بابل فـطقوسها مشتركة مع أغلب محافظات الفرات الاوسط , حدثتنا أم هشام الحجامي عن أبرز طقوس هذه المدينة قائلةً: إن أهم الاستعدادات في مدينتنا هي التسوق للعيد من ناحية المواد الغذائية ليس للعائلة فقط بـل نحسب حساب الضيوف والأصدقاء الذين يأتون خلال أيام العيد.
وتابعت حديثها "نحرص على شراء الملابس والاكسسوارات وخصوصاً العوائل التي لديها أطفال لايـمكن أن تغض النظر عن شراء الجديد لهم.. وأكثر العوائل تهتم بـتحضير المعجنات الخاصة بأيام العيد وخصوصاً الكليجة (حلوى العيد العراقية), ومن التحضيرات التي تسبق أيام العيد هي إجراء حملات تنظيف للبيوت قبل العيد بيوم أو يومين لأنه سيكون عرضة لزيارة الاقرباء والاصدقاء خلال أيام العيد مما يتطلب ذلك الاهتمام بتنظيفه وترتيبه على أكمل وجه. وفي اليوم الاول نقوم بتحضير حساء من الرز والحليب (بـحـت) ونوزع هذا الحساء في الصباح الباكر إذ يعتبر ثواباً يفطر بـه الصائمين, ومن الطقوس الخاصة والمشتركة بين محافظات العراق هو زيارة المقابر في أيام العيد وخصوصاً اليوم الأول فهم يؤمنون بأن الاموات يحتاجون الى من يزورهم ويقرأ لهم الدعاء. وبعد ذلك نتجمع في بيوت العائلات الاصل "أي عند الاهل من قبل الزوج أو الزوجة". وكذلك في صباح اليوم الأول من العيد يتوجه الرجال الى المساجد لأداء صلاة العيد وفي هذا التجمع المبارك يستطيع أحدهم السلام على الاخر وتهنئته بالعيد دون الحاجة للذهاب الى بيته.
العيدية
للعيد فرحة خاصة لدى الصغار خصوصاً, "صباح يوم العيد يذهب الأطفال الى الاجداد والاباء لمعايدتهم والحصول على مبلغ من المال نطلق عليه (عيدية) هذا مابدأت بـه أم ملاك حديثها عن طقوس العيد لدى العائلة النجفية.. أما عن الاستعدادات والتحضيرات التي تشترك بها أغلب محافظات العراق وأهمها التنظيف قالت: تحضيرات العوائل في مدينة النجف الاشرف تبدأ أولاً من النساء حيث يقمن بتنظيف بيوتهن (تنظيف العيد) وتجهيز الحلوى والمعجنات (الكليجة) وعملها قبل العيد, ومن الطقوس الخاصة بالنساء الزحام على مراكز التجميل وصالونات الحلاقة.
وتتابع العائلة النجفية حديثها "برنامج الزيارات يبدأ بالمسجد في صباح أول أيام العيد لأداء صلاة العيد, ومن ثم الذهاب الى مرقد أمير المؤمنين علي (عليه السلام) وزيارة الأموات في مقبرة وادي السلام وقراءة سورة الفاتحة على أرواح موتانا, وبعد العودة من الزيارة نتبادل التهاني والتبريكات بين الاهل والاصدقاء.. وجرت العادة ان يكون أول إفطار في العيد هو (القيمر والكاهي).
عادات أهل الجنوب
وعن الجنوب وعاداته وتقاليده في العيد ومن العائلة البصرية حدثتنا هند العبيدي قائلةً: "عاداتنا وتقاليدنا في العيد لاتختلف كثيراً عن أي عائلة عراقية إلا ببعض الامور, قبل بـدء العيد بأيام يـبدأ الجميع بتحضير حلوى العيد التي تعرف محلياً بـ (الكليجة) حيث يجتمع عليها أفراد العائلة لأكمالها قبل العيد بيوم أو يومين من بـدء العيد المبارك, وتكون بمذاقات عديدة ومميزة تختلف من عائلة الى أخرى".
وعن التسوق وشراء الهدايا قالت: "نرى ان الاسواق تزدهر ببضائع العيد التي تتميز بتوفير مواد الحلوى والتي ذكرتها بمصطلح الكليجة, وقوالبها المميزة ذات الأشكال المتنوعة, إضافةً الى المقتنيات الأخرى الخاصة بالعيد كـالاواني والملابس وبعض التجهيزات المختلفة التي تحتاجها كل عائلة في هذه المناسبة".
وأضافت العائلة الجنوبية في حديثها "نحن كعائلة بصرية من عاداتنا وتقاليدنا في الأعياد نذهب الى بيت الجد حيث يجتمع الأولاد والاحفاد ليتبادلوا التهاني, وإن هذا التجمع يتكرر في كل الاعياد في بيت الجد سواء كان متوفياً ام على قيد الحياة".
ومن الطقوس أيضاً ان يكون هنالك تبادل للزيارات مابين الأقارب والاصدقاء في اليوم الثاني والثالث من العيد المبارك, إضافة الى التنزه واصطحاب الاطفال الى الاماكن الترفيهية كالمتنزهات وغيرها.
وتلفت هند العبيدي, الى أن "لاننسى ان فرحة العيد لاتكتمل سوى بفرح الاطفال حيث يتم شراء مستلزماتهم في الأيام الاخيرة من شهر رمضان وبأكتمالها تصبح الفرحة مكتملة.
أما عن العيدية فهي جزء مهم من فرحة الاطفال في العيد حيث يتم اعطائهم جزء بسيط من المال وهذا مايتم بين الأهل والاقارب والاصدقاء, وبعض العوائل تخصص العيدية ليس للأطفال فقط حيث يحظى بها بعض الكبار ايضاً.
لكل مدينة طبق طعام مميز تجتمع حوله العائلة في أول يوم من أيام عيد الفطر المبارك, وعن طبق مدينة البصرة المميز.. تابعت الحديث قائلةً: "إن أغلب العوائل البصرية تفضل السمك, أما عائلتي فـتفضل الطبق الذي يجمع أفراد العائلة مثل الدولمة والبرياني, وهناك طقوس مميزة في مدينة البصرة بعد صلاة العيد يجتمع رجال وشباب وأطفال المنطقة حول سفرة موحدة من كل عائلة طبق معين ليكون أول فطور جماعي بعد شهر رمضان المبارك بين أبناء المنطقة الواحدة.
طقوس العائلة المسيحية في أعياد المسلمين
النسيج المجتمعي العراقي متنوع بالديانات والطوائف والقوميات, فالمسيح والصابئة والأيزيديين يشاركون المسلمين أفراحهم في عيدي الفطر والأضحى, في الاماكن المختلطة في أغلب المحافظات العراقية, وكذلك يبادلهم المسلمون أفراحهم في مناسباتهم الدينية.
إكرام كامل كَوريا من الطائفة المسيحية, من شمال العراق, تصف أجواء عيد الفطر المبارك متحدثة: "أننا في يوم العيد نقدم التهاني والتبريكات للمسلمين من جيراننا أو معارفنا, البعض منا يخرج مع الأصدقاء من المسلمين ليتناول وجبة طعام في احدى المطاعم وكذلك نقوم بدعوتهم الى تناول أكلاتنا المسيحية المشهورة ومن بينها الباجة, و(البمبار) وهي من أمعاء البقر المحشيّة باللحم والأرز وهي شهية ولها طعم مميز".
اضافةتعليق
التعليقات