كنت من السائرين في الحي الذي أسكن فيه، فكان هناك العديد من الاطفال في الشارع منهم من يلعب كرة القدم مع أصدقائه الآخرين، يعلو صراخهم على بعض وضحكهم، وهناك مجموعة اخرى في زاوية ثانية يلعبون لعبة غيرها كالركض والسباق فيما بينهم، لمعرفة من يكون الأول ويفوز عليهم في اللعب.
وحينما مررت من جانبهم واذا بي اسمع صوت سليم يصرخ بوجه صديقه ويسبّهُ ويشتم أبا سرمد، لأنه أخطأ في تمرير الكرة إليه، هنا صُدمت فيهم ووجدت كل صديق يُخطئ بحق الآخر بسبب أشياء تافهة.. وبعدها واصلتُ السير مع صديقتي سلمى نتدوال الحديث ونحن نمشي، فتقول لي جيل هذا الوقت لا يستحي كل هذا بسبب التكنولوجيا التي ذهبت بعقولهم نحو الطريق الخاطئ، وليس هناك من يعمل على تربيتهم، ففي المدرسة يتعلمون الالفاظ السيئة، ولا يحفظون الدروس فقط اللهو والغلط..
ولما كدنا نصل فاذا بي أسمع شخصا يخطئ بحق الله ويكفر ويتفوّه بكلام لا يليق بحق الخالق المعبود، فيا لهم من ناس ماذا يفعلون والى أين نصل بأخطائنا التي نرتكبها بحق الله.
وصلت الى المنزل وذهبت مسرعة نحو غرفتي وجلست لحظات، فاذا بأخي يدخل عليَّ ويقول لي ماذا بكِ؟
فقلت له: ليس لدي شيء عادي، أريد الجلوس في غرفتي، فاذا به يصرخ في وجهي ويشتم أبي ويسبه!! أصابني الذهول والصدمة والدهشة كالصاعقة هزّت عقلي، بسبب كلامه بحق والدي، فقلت يا الله ما بال هذا الجيل الذي يخطئ ولا يعتذر كأنما لا شيء حدث.
يا للعجب لهذا أصبح من السهل إطلاق السب والشتائم على من نريد، ولكن إلى أين نريد أن نصل بكلامنا هذا؟ وإلى متى نخطئ بحق معبودنا وخالقنا؟ ونستهين به كأنما لا يرانا! أهكذا علمتنا المدارس!؟ أهكذا تعلمنا من آباؤنا!؟ طبعاً لا لم نتعلم شيئاً قط.
فالخطأ ازداد وصار يحدث في الشوارع وأمام الكل يخطئون بحق ربهم وخالقهم..
ما هذه الدنيا الدنية؟
إلى أين نذهب بعقولنا التي أوجدها الله لنا، لنعلمها حب الله وتقواه.. بل أصبحت العقول على العكس من ذلك متحجرة لا تفهم الصحيح من الخطأ.
إذن علينا فهم الواقع والاستيقاظ من السبات الذي يهيمن علينا، ويجب أن نتعلم بأن خالقنا له حق علينا ولا يمكننا أن نهمله وليكن هو الاول في كل شيء نعمله في حياتنا..
لنعطِ لأنفسنا روحاً تحب الحياة ونتعلم الصحيح ولنكن مع الله ولنكن مخلصين له..
لنكن عاشقين لصلاته..
لنكن مشتاقين للقائه..
ولنتخلص من هذه الظاهرة التى أفسدت الناس وأصبحوا يخطئون بحق الله ويكفرون بكلامه، إنها
ظاهرة أودت بنا نحو الهاوية، نحو جهل يزداد وقلوب مقفلة.. ما هذا الجهل الذي عبّأ عقولنا وقلوبنا، علينا أن نعي ونثقف أرواحنا بكلام الرحمن.
وهكذا بعد أن طال تفكيري وانا ادون ما اقوله في ذاكراتي، بدأت أتكلم به لذا حار عقلي بين السطور والتساؤل الذي دار فيه، شبابنا إلى أين يريد أن يصل بأخطائه؟ التي جعلت الصغار يطبقون ما يعمله الكبار!!.
لذا علينا أن نجعل منبّها لعقولنا ليفزعنا وينقذنا من أخطائنا ولنجعل الخطأ درساً نتعلم منه ولنقف يداً بيد كي نمحو هذه الظاهرة الخاطئة.
اضافةتعليق
التعليقات