يُصادف اليوم الخميس، الثامن من شهر آذار/ مارس، اليوم العالمي للمرأة، وحين نتحدث عن هذا التاريخ، نستذكر النضال النسوي ضد التمييز العنصري وإذلال النساء وسلبهن أبسط حقوقهن، ما دفع النساء في الولايات المتحدة لإطلاق مظاهرات غاضبة، أضخمها كانت في العامين 1857 و1909 للاحتجاج على ظروف عملهن الصعبة والمطالبة بحقوقهن.
ولم تأتِ الإنجازات التي صنعتها المرأة منذ ذلك الحين وحتى يومنا هذا، بسهولة، فقد عانت المرأة قبل أعوام طويلة، من التمييز العنصري، وهناك روايات خطيرة جرى من خلالها الكشف عن مدى العنصرية التي تعرّضت لها النساء في دول عديدة بينها أميركا، وترك التاريخ روايات قاسية عن التمييز العنصري ضد النساء بالأساس، والأفريقيات منهن بشكلٍ خاص.
وواقعيا وبالرغم من التطور الكبير في الحضارة الإنسانية، إلا أنه لا تزال هناك مساحة فاصلة بين الرجال والنساء في الكثير من الأمور، بما في ذلك الدول المتقدمة؛ وقد تنبأ المؤتمر الاقتصادي العالمي "دافوس"، في وقت سابق، بأن هذه الفجوة لن تُغلق تماما إلا بحلول عام 2186!
وتبرز قضايا مُلحّة مثل حق المرأة في العمل والتصدي للعنف ضد النساء، ووضعية النساء والأطفال في الحروب، وحقها السياسي وغيرها من المسائل المطلوبة للتقريب بينها والرجل.
طقوس يوم المرأة:
تختلف الطقوس في مدن العالم بالاحتفال باليوم العالمي للمرأة بحسب ثقافة الدول والمجتمعات، ولكن عادة لا تخلو أجواء الاحتفالات من الإشادة بأدوار المرأة وتقديرها بمختلف المجالات في المجتمع، أما طرق الاحتفال باليوم العالمي للمرأة فهي مختلفة، فهناك دول تجعل اليوم العالمي للمرأة عطلة رسمية ومن ضمنها أفغانستان، وأرمينيا، وأذربيجان، وبوركينا فاسو، وكمبوديا، والصين "عطلة للنساء فقط"، وأوكرانيا وغيرها.
وفي دول أخرى يتم الاحتفال بيوم المرأة بتنظيم مسيرات داعمة للنساء وإقامة فاعليات ومؤتمرات بمناسبة يوم المرأة، وفي غالبية الدول الأخرى يتم الاحتفال بيوم المرأة بطريقة مشابهة ليوم الأم حيث تقدم الهدايا للزوجات، والصديقات والقريبات بمناسبة يوم المرأة، لكن وبالرغم من كل ذلك، بوسعنا القول دون تردّد أن المرأة لم تصل إلى مرحلة نستطيع فيها الادعاء بأننا نساويها بالرّجل، فها هي تُقتلُ هنا وتُغتصبُ هناك، ويُسلبُ حقها، وتُهمّش إنجازاتها، والوقائع والحقائق تثبتُ ذلك.[1]
وهذه بعض ما حققته المرأة خلال هذا العام:
25 فبراير/شباط 2018
بات بإمكان النساء في السعودية الانتساب للجيش شريطة أن يكن من مواليد السعودية وغير متزوجات من أجانب. لكن هناك تقييدا لمكان خدمة النساء في الجيش، إذ عليهن الخدمة في أماكن إقامة الأوصياء عليهن.
ووضع المرأة في المجتمع السعودي هو أحد محاور خطة "السعودية 2030" التي أطلقها ولي العهد محمد بن سلمان. وسمحت السعودية في يونيو/حزيران الماضي للنساء بقيادة السيارة. ودأبت المؤسسة الدينية المحافظة في السعودية على معارضة قيادة المرأة للسيارة بحجة أن ذلك يهدد المجتمع السعودي. كما سُمح للمرأة السعودية بحضور مبارات كرة القدم أوائل العام الجاري.
14 فبراير/شباط 2018
أقر البرلمان المغربي قانونا يجرّم العنف ضد المرأة وسط معارضة واسعة من قبل الجماعات المدافعة عن حقوق المرأة بسبب عدم تضمن القانون تعريفا واضحا للعنف. وقالت منظمة هيومان رايتس ووتش أن اقرار القانون جاء بعد أكثر من عقد من العمل الدؤوب للمنظمات المدافعة عن حقوق النساء في المغرب.
إقرار القانون جاء بعد حادثين ساهما إلى حد بعيد في تزايد الدعوات للإسراع في إصداره. ففي اغسطس/آب الماضي ظهر مقطع مصور يظهر فتاة ببنطال جينز وتي شيرت تحرشوا بها مجموعة مراهقين. لكن بدلا من إدانة سلوك المراهقين، ندد أغلب الناس بلباس الفتاة وحملوها المسؤولية عما جرى. وتم تعديل القانون الجنائي عام 2014 في أعقاب إنتحار فتاة في السادسة عشرة من العمر أٌجبرت على الزواج من الشخص الذي أغتصبها تماشيا مع القانون.
بعد 15 عاما، المغرب يقر قانون محاربة العنف ضد المرأة.
1 فبراير/شباط 2018
تم تغيير كلمة "أبناء" في النشيد الوطني الكندي لتصبح "الجميع" عقب الموافقة على قانون بهذا الشأن في البرلمان. وقالت هيئة الإذاعة الكندية سي بي سي إن القانون أُقر رغم معارضة بعض أعضاء مجلس الشيوخ المحافظين.
وتم طرح 12 قانون أمام البرلمان منذ عام 1980 لإزالة الكلمة ذات الانحياز الجنسي "أبناء" من النشيد ولكن كل المحاولات السابقة باءت بالفشل. وكان المعارضون يجادلون ضد تغيير النشيد بعد عقود من وفاة ملحنه وانتقدوا إجبار البرلمان على التصويت قبل أن يناقشه المعارضون.
23 يناير/كانون ثاني 2018
وافق البرلمان المغربي على مشروع قانون يسمح للنساء بالعمل كاتبات عدل وهو المنصب الذي كان مقصورا على الرجال.
ومن الأسباب جعلت هذا المنصب محصورا بالرجال كونه يتطلب التصرف كشاهد على أن العقود قانونية. ووفقا للشريعة الإسلامية المطبقة في المغرب فإن شهادات النساء ليست معادلة للرجال وهو الأمر الذي منع النساء من العمل ككاتبات عدل بحسب صحيفة أخبار اليوم.
واما في سريلانكا تحتاج المرأة إلى تصريح خاص للعمل في المطاعم المرخصة. ويرى المراقبون أن الرئيس أعاد العمل بالحظر بسبب اقتراب موعد الانتخابات ومعظم قاعدته الشعبية هي من السنهال الريفيين المحافظين المعارضين لإلغاء الحظر.
3 يناير/كانون الثاني 2018
أصدرت الحكومة الايسلندية قانونا يرغم الشركات على المساواة بين الرجل والمرأة في الأجر بغض النظر عن اللون أو العرق أو الجنسية.
وعلى أرباب العمل اثبات أنهم يدفعون اجوراً متساوية لكل الأجناس. وبموجب القانون على كل رب عمل يعمل لديه 25 شخصا أو أكثر تقديم شهادة مصدقة من محاسب تثبت أنه يدفع اجوراً متساوية.[2]
اضافةتعليق
التعليقات