الكثير من الأمهات تشكينَ من تصرفات أطفالهن العدوانية وخاصةً الذكور، حيث يُحرج أبواه بالرفض والعناد دائماً وكثرة الحركة والمشاغبة وضرب زملائه في الفصل.
السلوك العدواني هو سلوك مكتسب يكتسبه الطفل من البيئة التي حوله؛ فلم يولد الطفل عدوانياً!
حيث استخدم الطفل هذا الاسلوب كنوع من الحماية الذاتية ولمواجهة المواقف الصعبة التي يتعرّض لها، فلهذا السلوك أسباب منها: لجذب الإنتباه، لحماية نفسه، الغيرة، التقليد، التدليل الزائد.
أولاً- جذب الانتباه:
حينما يكون الطفل مُهملاً من قِبل والديه يتصرّف بتصرفات عدوانية تجلب أنظارهم له.
ثانياً- حماية النفس:
في بعض الأحيان يتعرّض الطفل لمضايقات من زملائه في الفصل ويصل أحياناً للضرب والشتم، فيعمل الطفل بالمثل كردة فعل.
ثالثاً- الغيرة:
يشعر بعض الأطفال بالغيرة من نجاح أحد الأطفال، فتصل الغيرة إلى المشاجرة والضرب بينهم، تحدث الغيرة كثيراً بين الإخوة بسبب عدم مساواة الوالدين لأبناءهم، ورد أنّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم نظر إلى رجل له ابنان، فقبَّل أحدهما، وترك الآخر، فقال النبيّ -صلى الله عليه وآله وسلم-: "فهلّا ساوَيْتَ بينهما".[١]
رابعاً- التقليد:
يعدّ أكثر سبب منتشر في زمننا الحالي، حيث أصبح الطفل في سنواته الأولى متعلقاً بالتلفاز والأجهزة الإلكترونية بشدة، وهذه السنوات من أهم السنوات في التربية والتعليم، فقد يقلد الشخصيات المشهورة في أغلب ما يشاهده من رسوم متحركة وأفلام تنشر السموم والسلوكيات الخاطئة، إلى جانب تقليده لأحد من أفراد الأسرة كالأم أو الأب، فإن كان أحد الأفراد عصبياً ينعكس ذلك على تصرّفات الطفل.
خامساً- التدليل الزائد:
إذا زاد تدليل الطفل من قِبل والديه، كتحقيق جميع متطلباته وان كان صعب الوصول إليها، فإن رُفض له شيء يوماً يقابلهم بالصراخ والصّياح.
فمن واجب الوالدين إتّقاء هذه الأسباب والإبتعاد عنها، حيث يراقبان أعمالهم أمام الطفل ويبعدان عنه البرامج السيئة المؤثرة على أخلاقه سلباً، كذلك بأن يتّبعوا نهج أهل البيت -عليهم السلام- في تربية الأبناء فهم خير نهج يُحتذى به، كما قال الله -سبحانه وتعالى- في كتابه الحكيم : "لقد كان لكم في رسول الله أُسوةٌ حسنةٌ لمن كان يرجو الله واليومَ الآخر".[٢]
اضافةتعليق
التعليقات