ما إن هلّ شهر رمضان حتى بدأت سيدات البيوت بالاستعداد لاستقباله بين تحضير الأواني الخاصة أو تهيئة الركن الرمضاني وصولا إلى ابتياع الملابس الخاصة بالزيارات أو استقبال الضيوف، وما طرأ مؤخرا من التجهيزات المفروشات الرمضانية إذ تتحول البيوت العراقية إلى لوحات مفعمة بالألوان والزخارف التي تحمل روحانية الشهر وخصوصيته إذ تلعب المفروشات الرمضانية دورا أساسيا في إضفاء هذه الأجواء.
حدثتنا التدريسية أم رضا قائلة: مع ظهور تقليعات التجهيزات الرمضانية كنوع من التعبير بفرحة قدوم شهر رمضان المبارك واستقباله أحببت الأفكار وبدأت كل عام أجهز شيء معين ولكني لست مهووسة بها حد الاسراف إذ حرصت على تغيير تفاصيل المنزل بما يتناسب مع قدسية وخصوصية الشهر.
وشاركتنا المهندسة سهير عبد الرزاق الرأي قائلة: بالنسبة إليّ رمضان هو بيت جديد إذ ابتعت ملايات وأغطية للوسائد والأريكات والمقاعد جديدة حتى سفرة الطعام جميعهن تحمل زخارف شرقية تعبر عن الشهر وتكون ألوانها مريحة.
مؤكدة، بأنها تفضل تجديد وتغيير مفروشات بيتها تناغما مع حلول الشهر لتعيش الأجواء الرمضانية بأدق التفاصيل.
بين الشغف والميزانية
يعترف السيد (ف) رافضا ذكر اسمه أن هذه التقليعات أصبحت تشكل عبئاً اقتصاديا فزوجته شغوفة بهذه التجهيزات إلا أن وضعه المادي لا يسمح بابتياع كل ما ترغب به فـ (الميزانية لا تسمح) على حد قوله.
وأضاف: لقد أثارت هذه الأمور مشاكل فيما بيننا وتوتراً في حياتنا أرى أن هذه التجهيزات جميلة ولكنها مكلفة لذا يجب أن تكون بالحد المعقول وأن لا تصل حد الهوس.
رؤية اجتماعية
حدثتنا الباحثة الاجتماعية بتول ناصر بهذا الجانب قائلة:
تحضير المنزل لاستقبال رمضان يعزز الشعور بأهمية الشهر لكنه يصبح عبئا عندما يتحول إلى منافسة اجتماعية بدلا من كونه عادة محببة.
وقد بدأت الزينة الرمضانية بالفوانيس والأنوار البسيطة حتى دخلت المفروشات على الخط تدريجيا كالستائر المطرزة بآيات قرآنية أو رموز كالهلال والفانوس، وأغطية الطاولات المزخرفة بالنقوش الإسلامية، وحينما دخلت الحداثة على الخط أصبحت هناك مفروشات تحمل تصميمات مستوحاة من الفن الإسلامي بأساليب عصرية، وأحيانًا بطابع شخصي يعبر عن ذوق الأسرة جميعها أصبحت جزءا من استقبال الشهر.
مشيرة: أن المفروشات الرمضانية ليست مجرد زينة، بل هي امتداد لثقافة شعبية تنقل أجواء الشهر من الشارع إلى داخل البيوت، وتؤكد خصوصية رمضان في وجدان المسلمين.
وتابعت بالقول: وعلى الرغم من الظروف الاقتصادية الصعبة هنالك بعض العوائل تكون بالنسبة لها المفروشات الرمضانية الأولوية إذ تضطر للشراء بالتقسيط أو البحث عن خيارات أرخص، في المقابل تواجه بعض الأسر تحديات اقتصادية تدفعها إلى إعادة تدوير مفروشات العام السابق بدلًا من شراء جديدة.
مسك الختام
ختمت حديثها: إن المفروشات الرمضانية ليست مجرد أقمشة وألوان بل هي لغة بصرية تحكي قصة ارتباط المجتمع بروح الشهر الفضيل وبين التقاليد والحداثة، ويبقى التوازن مطلوبا ولكن أن تعكس مفروشاتنا فرحة قلوبنا دون أن تتحول إلى عبء اقتصادي أو اجتماعي.
كما يجب أن تهتم العوائل بالتقرب إلى الله في هذا الشهر المبارك بالاستغفار وتلاوة القرآن الكريم وتقديم المساعدات والصدقات فالاهتمام الروحاني والانساني يعزز قدسية شهر رمضان الخير، كما تهتم بالجوانب الشكلية التي لا بد منها لتجميل أجواء بيوتهم العامرة بالخير والبركة ولكنها تبقى طقوس تجميلية تفوقها العبادية.
اضافةتعليق
التعليقات