حياة نقضيها طويلة كانت ام قصيرة، لا مناص فيها من المشاكل ولا هروب من الاخطاء، ولا خلاص من الفشل، نتلقاها كضربات ملاكم محترف بين الفينة والفينة.
فمنها من تحل عليك من حيث لا تدري كحجارة أخطأ راميها بتصويب، لتبقى ندبة على جسدك أو روحك تئن منها كلما جن عليك الليل، و حاوطتك الافكار، فتلملم شتات نفسك بلطف كعباءة على جسد امراة خجول بداية كل يوم جديد.
أو تجرها اليك بأذيال الغفلة أو الغباء او عدم الأدراك، لتغير ملامحك فلا تجد شيء يشبهك وانت تبحث في ذاتك، فتعرف انها قد أردتك قتيلا ولم يبق منك سوى نفسٌ صاعدٌ ونازلٌ خالٍ من الحب او الطموح.
أو تشد عظمك وتقوي عضلات قلبك وكلما نظرت لشخصك بالمرآة وجدته صلبا لا تهزه الريح،
أو تزدردها بسرعة كاللقمة الساخنة تلسعك وتمضي دون أثر يذكر.
وكما تختلف المشاكل والاخطاء تختلف ايضا كيفية التعامل معها، فمنا من يبقى في دوامة المشاكل يتخبط كالاعمى الذي فقد عصاه يتعثر هنا ويتهاوى هناك، في رحلة الحياة التي تنهك قواه وترسم التجاعيد في وجهه، ويغزو الشيب رأسه، بوقتٍ مبكر...
وكلما رصف لبنة نجاح واحدة يهدم مثيلاتها او اكثر في لحظة، ولكنه يأبى الاعتراف!! محاولا ازالة مسؤولية فشله بشفرة المكابرة ويقذفها على من حوله ليتهمهم بكل صلابة ولئم انهم السبب، فاذا خسر في عمله يكون اما رب العمل يبغضه اوعيون تحسده او زوجته وجهها نحس عليه او الحكومة لم توفر فرص عمل تحوي اصحاب المواهب والكفاءة مثل حضرته و ووو...الخ.
والحجج كثيرة التي يغلق بها افواه من يلومونه او الركن الصادق في عقله الذي يحاول تأنيبه، ويهرب من قوارص العتاب والتوبيخ.
او يضع شخصا واحدا نصب عينيه (امه، اخوه، ابوه، زوجته....الخ) كالشماعة يعلق عليها كل اخطاءه وهفواته حتى توافه الامور، ولا ينفك يردد ان هذا الشخص هو سبب دمار حياته ومستقبله حتى يشيخ.
وهناك نوع اخرمن البشر عجيب امرهم!، وهم كثر وفي تزايد مستمر ولعل الشباب الاكثر بينهم، فرغم قوة الجسد وعافيته التي اكرمهم الله بها، يغلقون نافذة الامل بالله وهو الذي يقول جل وعلا: "إِنَّا لَا نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلًا"*.
ويسجن قدراته بكلمة (ماعندي حظ) ويبقى في نطاق فكرة اني ورثت الفقر والعوز من اهلي واجدادي ولا يحاول ان يصل الى اسوار طاقاته ويستغلها، متلذذاً بسماع نفس النغمة الحزينة التي ألفها بنفسه وارتاح لها قلبه واقتنع بها عقله وتعود عليها اهله واصدقائه، (الفقير يبقى فقير حتى الممات) ناسيا ومتناسيا رحمة الله الكبيرة والفرص التي يهبها له القدر.
اضافةتعليق
التعليقات