هناك الكثير من يقوم بأعمال شاقة ويتمها على أكمل وجه وينهي عمله وهو منهك تماماً لكن حين يسمع مديره أو مسؤوله في العمل يثني عليه ويقدر عمله بكلمات لطيفة تعمل وكأنها ممحاة ألم لما استغرقه طيلة فترة الانشغال فيمضي والابتسامة قد ارتسمت فوق محياه وألمه قد خف لأنه شعر بالتقدير والاحترام ازاء ما قدمه كما في قول الامام الرضا "عليه السلام ":
"من لم يشكر المنعم من المخلوقين لم يشكر الله عز وجل".
فالشكر والشعور بالامتنان وتقدير السعي تنمي الطاقات وتفجر الإبداع وتشكل دافع حقيقي لمواصلة النجاح وبالتالي الحصول على نتائج مرضية في كافة المجالات لأن شكر الله على نعمه تتضاعف وتستمر بالشكر المتواصل على صغير النعم وكبيرها ومن سعى في تحقيق ذلك وجب شكره كي نشكر الله من خلاله.
ومن منا لا يسعد بسماع كلام لطيف يطرق مسامعه ليبني هالة من السعادة تحيط به فيشعر بطاقة ايجابية تدفعه للانجاز وحب ما يعمل مهما كان نوع العمل سوف نرى الآثار الايجابية واضحة على الشخص وسنصل إلى أرقى آفاق الرحمة حين ننشر الحب ونتوقف عن الاستدراك بعد الكلمة اللطيفة لأنه مهما بدت السعادة واضحة سوف تختفي بعد سماع مابعدها فيكسر شعور البهجة.
فإن حب الخير في الدين، ولم يرضَ بالنهر في القول والفعل فكيف بمن يعمل عملاً حسناً وينهي أجره بالكلام الجارح فيضيع أجره لأن المعاملة الحسنة أساس كل الأعمال فلا ننجرف في دوامة الماديات التي تغير ضعيفي النفوس وتجعلهم يستعبدون الناس وكأنهم فراعين عصرهم في التعامل مع الآخرين كأن يقوم أحدهم بتسديد أجر العاملين.
ليرد عليهم اعملوا بأجركم فيجبرهم على المواصلة دون رغبة في الاتمام والاتقان، مثل هذه الأساليب تجعل العمل غير مقدر وهذا واجب أن يتمه دون الثناء أو الشكر فيشعر أنه مملوك وهذا الأمر مكروه حتى في الدين لأن الله خلق الانسان حراً ولا يرضى بجعله عبداً لأحد غيره.
اضافةتعليق
التعليقات