الفايبروماليجيا الألم العضلي الليفي هو متلازمة تتميز بألم مزمن واسع الانتشار في نقاط حساسة متعددة، وتيبس المفاصل، وأعراض جهازية (مثل اضطرابات المزاج، والتعب، والخلل الإدراكي، والأرق) دون وجود مرض عضوي أساسي محدد جيدًا. ومع ذلك، يمكن أن تترافق مع أمراض معينة مثل أمراض الروماتيزم والاضطرابات النفسية أو العصبية والالتهابات ومرض السكري وإن مفهوم الألم العضلي الليفي يُعرف على أنه "متلازمة الألم" في غياب مرض عضوي معين.
المسببات والتسبب المرضي لا تزال مسببات الألم العضلي الليفي ومسبباته غير مفهومة بشكل جيد يبدو أن هناك عدة عوامل مثل الخلل الوظيفي في الجهاز العصبي المركزي والمستقل، والناقلات العصبية، والهرمونات، والجهاز المناعي، والضغوط الخارجية، والجوانب النفسية، وغيرها.
ارتباطه بالجهاز العصبي المركزي
يعتبر التحسس المركزي، الآلية الرئيسية المعنية ويتم تحديده من خلال الاستجابة المتزايدة للتحفيز بوساطة إشارات الجهاز العصبي المركزي، التحسس المركزي هو نتيجة النشاط العصبي التلقائي، وتضخم المجالات المستقبلة، والاستجابات التحفيزية المكثفة التي تنتقل عن طريق الألياف الأولية ومن الظواهر المهمة التي ينطوي عليها الأمر على ما يبدو "الإنحراف" الذي يعكس زيادة استثارة الخلايا العصبية في النخاع الشوكي: بعد التحفيز المؤلم، يُنظر إلى المحفزات اللاحقة بنفس الشدة على أنها أقوى، يحدث هذا بشكل طبيعي لدى الجميع ولكنه مفرط في مرضى الألم العضلي الليفي. هذه الظواهر هي تعبير عن المرونة العصبية وتتوسطها بشكل أساسي مستقبلات محددة الموجودة في الغشاء بعد المشبكي في القرن الظهري للحبل الشوكي ونظرًا لأن الألم العضلي الليفي يعتبر اضطرابًا مرتبطًا بالإجهاد، فمن السهل أن نفهم أن محور الغدة النخامية والغدة الكظرية مسؤولة.
أظهرت دراسات مختلفة أن ارتفاع مستويات الكورتيزول، خاصة في المساء، يرتبط باضطراب النظم اليومي بالإضافة إلى ذلك، أظهر هؤلاء المرضى قيمًا عالية للهرمون الموجه لقشر الكظر بشكل أساسي واستجابة للإجهاد، على الأرجح نتيجة لخلل مزمن في إفراز هرمون إفراز الكورتيكوتروبين الدور الرئيسي لهذا الهرمون في الجسم هو المُحرك لنظام هرمون الإجهاد، والمعروف باسم محور الغدة النخامية والغدة الكظرية.
تكمن صعوبة التشخيص لعدة أسباب منها:
ندرة المرض كون المصابين هم 2 بالمئة من سكان العالم والنساء أكثر من الرجال بمعل كل 10 مصابين 2 من الرجال و8 من النساء وعدم وجود مسبب محدد للمرض ولعدم وجود معايير تشخيصية مطلقة ونهائية ذات قابلية تطبيق عالمية إضافة لمجموعة أعراض لابد أخذها بالحسبان في المرضى الذين يعانون من أعراض الألم العضلي الليفي هي:
- اضطرابات الصحة العقلية
- قصور الغدة الدرقية
- التهاب المفاصل الروماتويدي
- خلل الغدة الكظرية والنخامية
- الورم النخاعي المتعدد
وكذلك يعد التشخيص صعب لأن الأعراض غامضة ومعممة موجودة في كثير من الأمراض. على الرغم من ذلك، يُشار إلى ثلاثة أعراض رئيسية من قبل كل مريض تقريبًا: (الألم، والتعب، واضطراب النوم) يجب على الطبيب على وجه الخصوص التحقيق في سمات الألم: فهو منتشر بشكل نموذجي يتوافق مع معايير المرض من انتشار بؤر ومناطق الألم ونوعية الألم، لأن هذا النوع من الألم المرتبط بالفايبروماليجيا غالبًا لا يكون نتيجة التهاب أو تلف في المنطقة (المناطق) المعنية. من المهم أيضًا تقييم الأعراض الإضافية، التي قد تبدو غير مرتبطة بالألم العضلي الليفي، مثل تقلبات الوزن، وتيبس الصباح، ومرض القولون العصبي، والاضطراب المعرفي، والصداع، وعدم تحمل الحرارة والبرودة، ومتلازمة المثانة العصبية، وعدم الراحة في الساقين، وظاهرة رينود هي اضطرابات وعائية تشنجية تسبب تلون الأصابع وأصابع القدمين، وأحيانا غيرها من اجزاء الجسم.
هذه الحالة يمكن أيضا أن تسبب هشاشة الأظافر. يُعتقد أن هذه الظاهرة نتيجة للتقلصات الوعائية التي تسبب في انخفاض امدادات الدم إلى المناطق المعنية، الضغط النفسي والعاطفي والبرودة هي من المسببات الأساسية لهذه الظاهرة.
العلاج
لا يوجد علاج محدد لهذا المرض ولكن إن أهداف علاج الألم العضلي الليفي هي تخفيف الألم وزيادة النوم التصالحي وتحسين الوظيفة الجسدية من خلال تقليل الأعراض المصاحبة وتحديد وعلاج جميع مصادر الألم التي قد تكون موجودة بالإضافة إلى الألم العضلي الليفي مثل مولدات الألم المحيطية أو العصبية (على سبيل المثال ، هشاشة العظام أو أمراض الأعصاب) أو الألم الحشوي مثل متلازمة القولون العصبي، أمر أساسي للإدارة السريرية السليمة للألم العضلي الليفي ونظرًا لأن الألم والاكتئاب وأعراض أخرى من الألم العضلي الليفي مرتبطة بأسباب وراثية وبيئية ، غالبًا ما يكون نهج العلاج متعدد الأوجه مطلوبًا بما في ذلك كل من استراتيجيات إدارة الألم غير الدوائي والأدوية.
الاستنتاجات: الألم العضلي الليفي هو متلازمة معقدة يصعب تشخيصها في كثير من الأحيان، خاصة بالنسبة للأطباء الذين لا يتعاملون عادة مع هذا المرض. لا يزال التسبب في المرض غير واضح تمامًا، ولكن تقنيات التصوير العصبي الوظيفية الحديثة توفر بيانات مهمة حول تورط الجهاز العصبي المركزي.
يجب على الطبيب أن يأخذ بعين الاعتبار كلا من العقاقير (على وجه الخصوص مضادات الاكتئاب ومضادات الصرع العصبية) والعلاج غير الدوائي، مثل التمارين الهوائية وتمارين القوة والتمارين المائية والعلاج بالمياه المعدنية والعلاج السلوكي المعرفي وأيضًا تقنيات تحفيز الدماغ الناشئة.
اضافةتعليق
التعليقات